يوسف شوقى مجدى
الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 23:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
انتشرت فى الاوانى الاخيرة بين المسيحيين مقولة "المسيحية ليست ديانة بل حياه" ! و تعنى هذه المقولة ذات النزعة الصوفية (فى رأى المؤمنين بها) .. ان المسيحية لا تحتوى على اوامر و نواهى معينة .. و هذا صحيح .. فالمسيحية لا تعطى قواعد للشخص المؤمن بها .. و لكن هذه الجملة تتوقف على معنى كلمتين هامتين تقوم عليهما المقولة .. و هما معنى "كلمة" الدين و معنى كلمة "الحياه" .. فلنبدأ بالدين .. الدين من وجهة نظرى انه مجموعة من العقائد او الافكار عن مفهموم القوة العليا و يؤمن بهذه الافكار مجموعة من الناس و بعد مرحلة تكوّن الدين يشكل هؤلاء الناس منظومة لتطبق افكار الدين و لكى تسعى لتطبيقه فى حياه المؤمنين به و تسمى هذه المنظومة بالمنظومة الدينية .. و كلمة "حياه" فى سياق المقولة تعنى العلاقة الخاصة بين الانسان و القوة العليا و تتميز هذه العلاقة بكونها متفردة اى لا يشترك اثنان فيها و لا توجد لهذه العلاقة قاعدة او عقيدة معينة فهى مجرد علاقة كعلاقة الصداقة بين اثنين.. لو طبقنا هذا الكلام على مقولة "المسيحية ليست ديانة بل حياه" فسنجد ان الجملة ستعنى .. "المسيحية ليست عقيدة ..المسيحية علاقة خاصة مع الله".. و لكن دعونا نرى تصرف و سلوك المسيحيين الذين يؤمنون بهذه الجملة .. اولا : لو كانوا ينفذون تلك المقولة .. لما كان هناك مدارس لاهوتية و لا علم لاهوت من الاساس و لا عقيدة صعبة و مركبة كالعقيدة المسيحية ..ثانيا : من ينادوا بهذه العبارة لم يصنعوا دينا فحسب بل ايضا طوروا هذا الدين فشكلوا المنظومة و قدسوها.. و لم يصبح للانسان حياه خاصة مع الله .. بل اصبح جزءا فى الجماعة الدينية التى تظن نفسها انها المكان الذى يبنى المؤمن روحيا و ان المؤمن يحتاج اليها .. و هذه الجماعة تسمى بالكنيسة .. اذا فأين الحياة مع الاله البعيدة عن اى شخصٍ اخر او جماعة ؟!!
#يوسف_شوقى_مجدى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟