أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف شوقى مجدى - التحليل السيكولوجى للأساطير القديمة














المزيد.....

التحليل السيكولوجى للأساطير القديمة


يوسف شوقى مجدى

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 00:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما ظهر الانسان العاقل و الذى يتميز بدماغ عالى التطور و الذى يقدر على التفكير المُجرد ..بدأ هذا الانسان بالتساؤل عن اشياء كثيرة مهمة مثل "كيف اتى ذلك الانسان على وجه الارض؟!" و عندما اشتدت احتياجات الحياه مثل كيفية العثور على الطعام و الحروب و شىء مهم اخر و هو الخوف من المستقبل ، بدء ان يبحث عن قوة عليا لتحميه و تضمن له الامان ، فأبدع الانسان و اقام الحضارات عندما تحرر من خوفه فالتحرر من الخوف شرط اساسى للابداع و صنع كل ما هو جديد ..سأتكلم فى هذا المقال عن كيف وصل الانسان العاقل الى اساطير التكوين الاولى .. ؟! مُفسرا ذلك عن طريق علم النفس التحليلى .. لنبدأ اولا باسطورة التكوين السومارية و هى اسطورة عمرها كبير و تكتسب اهمية كبيرة لان الحضارات التى قامت بعد سومر نقلت عنها هذه الاسطورة "كبابل" و اليهود فى ثقافتهم اخذوا من بابل كثيرا.. حسب الكلام الذى ورد فى نص الرواية السومارية.. فى البدء كانت الماء و الظلام كان هو الذى يسود .. من الممكن القول ان الانسان وصل لتلك النصوص بعقله بسبب ذكريات مدفونة فى لا وعى الانسان و هى ذكرياته عندما كان فى رحم الام.. فكان كل الذى يشعر به من حوله هو الماء و الظلام الكثيف... و نترك القسم الاول فى الرواية لننتقل للجزء الثانى و هو عملية الخلق .. فالرواية تقول لنا انه حدث صراع بين الالهة و بين قوة العدم و الاشىء و الفوضى ليحدث الخلق فالالهة حاربوا قوة الظلام و المياه الازلية .. فقد يظهر هنا ان الانسان كان يقصد بذلك لحظة الولادة .. فالطفل يصارع حتى يخرج الى العالم و يرى النور .. ثم ننتقل الى اسطورة اخرى و هى اسطورة مصرية الارض .. فنجد "جيب" اله الارض المذكر و "نوت" الهة السماء فى حالة اتحاد و قد تزوجا بعضهما سرا دون اذن من الاله "رع" فلما علم رع بذلك ارسل اله الهواء "شو" الذى ابعدهما عن بعض عنوة ثم اخذ يمشى على "جيب" الصريع .. و قد نفهم سريعا الان ما هو الدافع النفسى فمن الظاهر ان الرواية تعرض لنا "عقدة اوديب" او عقدة التخلص من الاب ..و ننتقل الان الى اسطورة و رواية اخرى و هى "الاينوماليشا" وهى اسطورة التكوين البابلى ..فى عرض سريع جدا للاسطورة .. ان فى البدء كانت هناك الالهة "تعامة" و الاله "ابسو" ..فانجبا الهة كثيرة و التى ازعجت الاله ابسو فقرر ان يفنيهم فقتلوه .. و جاءت من بعده الالهة "تعامة" لتنتقم و لكن الاله مردوخ يصدها و يصنع معها صراعا و يقتلها و يخلق من جسدها الصريع العالم ..فى بداية حياه كل انسان يكون الاعتماد على الام.. كبيرا جدا و ذا درجة كبيرة من الاتكالية و يدل هذا الاعتماد على عدم اكتمال الشخصية و تفردها .. فالصراع الذى رأيناه فى الرواية الاسطورية كان يمثل صراعا اخر "نفسيا" ..فالحرب بين "تعامة" و "مردوخ" ترمز الى سعى الابن للتخلص من الاعتماد على امه و بناء شخصيته و قتل "تعامة" يرمز الى بناء الشخصية و تكاملها..و لنتكلم الان عن اسطورة اخرى متميزة و"هى الطوفان" و يرجع تميزها الى سببين.. اولا : تمتلك الاسطورة انتشارا واسعا جدا فنجدها فى معظم ثقافات الشعوب ..ثانيا : تختلف هذه الاسطورة عن باقى الاساطير لانه يوجد عدد كبير مؤمن بها بسبب وجودها فى العهد القديم و فى القران ...و هناك اسباب صاغها البشر لتفسير ذكر الاسطورة فى العديد من الثقافات و التى لا يوجد طرق للتبادل الثقافى بينها و بين حضارة بلاد الرافدين "موطن اسطورة الطوفان الاصلية " فتم ذكر هذه الاسطورة فى ثقافة شعب نيوزيلندا و امريكا الجنوبية مع الاختلاف فى بعض التفاصيل .. فقال بعض الناس انه هناك طوفان حدث فعلا و تخزن هذا الحدث فى ذاكرة البشر و لكن العلماء لا يؤكدون ذلك .. و هناك التفسير النفسى.. و هو الذى سأتحدث فيه .. يرجع تفكير الناس فى الدمار و الطوفان الى نزعة الانسان الشريرة فى الخراب .. و الى ايضا كرهه لقيود الحضارة التى استعبدته و ظلمته فأراد الانسان فى باطنه تدميرها .. و انقاذ مجموعة صغيرة من البشر لكى تُعيد الوضع كما كان (حيث لم يكن هناك نظام يطوق روح الانسان) .



#يوسف_شوقى_مجدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاثار الاتونية فى الديانة اليهودية
- الحياه مع الله و قيود العقيدة المسيحية
- ريتشل و الريتشلية
- مأزق المحافظين !!
- ننتقد المجتمع ام نبدأ بأنفسنا؟!
- يوحنا الاسكتلندى و فلسفته (2)
- الرائع يوحنا الاسكتلندى و فلسفته (1)
- الخوف و الاعتقاد بالقوة العليا
- كيان المنظومة بين الهدم و البناء
- عاصفة التبرير!
- الاختلاف جريمة يعاقِب عليها الناس!!
- دعوة للرذيلة !!
- دفاع عن السخرية!!
- اعوذ بالعقل
- أين قيمتى ؟! من أنا؟!
- شوية فضفضة


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف شوقى مجدى - التحليل السيكولوجى للأساطير القديمة