أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف شوقي مجدى - دموع العذراء














المزيد.....

دموع العذراء


يوسف شوقي مجدى

الحوار المتمدن-العدد: 5262 - 2016 / 8 / 22 - 14:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لعلك من هؤلاء الذين يجعلون القصة حقيقية بتوظيفهم للعقل او لعلك تراها مجرد اسطورة مكررة تنافي منهجك العقلي الجامد ، و لعلك ايضا تري ان "الاسطوري" هو ما ليس له وجودا ماديا لانه لا يوجد في دماغك مكانا الا للحقيقة المادية ، فانت لا تقر قيمة مثلا للحقيقة الشعورية ، و لكن العذراء الهة عظيمة و مظلومة في انٍ واحد ، فها هو العقل بغروره الكبير يريد ان يخضع تلك الانثي العظيمة تحت سلطانه!، و في يوم اذكره ، لمحت تمثال العذراء ، فانفجرت بداخلي افكار و تأملات عدة ، و كثيرا ما يحدث ذلك لي، و لاحظت اننا جمعيا نوجه اعيننا دائما نحو الابن المعذب ، و ننسي او نتناسي الام التي مزق قلبها الالم ، و لن اخشي عندما اعلن انه بحسب العقيدة المسيحية التقليدية ، قد تم الفداء ، عندما نزل بالمسيح كل انواع الالام التي كان يجب ان يقاسيها البشر نتيجة لخطاياهم ، اعلن انه بحسب العقيدة ، فإن العذراء شاركت في فعل الفداء ، لانها تحملت الاما نفسية عظيمة ، الاما، تعبر عن معاناة الامومة الازلية عند كل الكائنات الحية ، عندما تري الام ابنها يكبر و ينضج ، ثم يحاول الانفلات من كنف امه كما حاول الخروج من بطنها من قبل ، كما حاول مردوخ الانتصار علي تعامة في القصة البابلية الخالدة، و يتذكر الابن امه في لحظاته الاخيرة فيوصي بها في لغة رقيقة ، بعدما كان من قبل شابا يافعا منشغلا عن امه تماما ، يَعجب من مفهوم كلمة "امي" عندما اخبره تلميذ ان امه تنتظره ، فيستمر في هدم مفهوم العلاقة بين الام و الابن فيجعلها علاقةً عادية يمكن ان تقام بين اي شخصية تنفذ مشيئة الاب،و لكن العذراء رغم هذا تتابع ابنها عبر طريق الالام فيتألم قلبها ثم يُصلب كما صُلِب يسوع فكما نظرت عشتار الي حبيبها تموز و كما عالجت ازيس ابنها حورس و جمعت اشلاء زوجها ازوريس ، هكذا بكت العذراء علي ابنها يسوع ، فالانثي هي جوهر اما الام و الزوجة و الحبيبة فهؤلاء مظاهر لهذا الجوهر العظيم الذي بدأ في الماضي و لن يتوقف تدفقه ابدا ، حتي ان لم يلتفت الانجيل الي دموع العذراء المؤلمة ، و كانها كانت مجرد وسيلة (لاتمام خطة الله)يمكن ان تستبدل ، فهي الهة مثل اي الهة انثي قديمة ، فعشتار ، زهرة بنت الصبح لم تسقط و لكنها بُعثت من جديد في العذراء… و في زيارة قريبة لدير السيدة العذراء بجبل درنكة باسيوط ، لم اشعر ازاء المباني الجديدة باي شئ و لكنني عندما دخلت المغارة الاثرية ، شعرت بنوع من القدسية في المكان ، القدسية الغير نابعة من المعتقد ، ولكن النابعة من الزمن ، فان صدق التعبير دعنا نسميها "قدسية الزمن"،و عندما رأيت البعض يحني راسه قليلا ليصلي امام صورة كبيرة للعذراء معلقة بداخل المغارة ، قررت ان افعل كما يفعلون ، و اغمضت عيني ، ثم شعرت بقدسية الزمن تلك تكبر فيّ اكثر فاكثر ، فها انا شاب من القرن 21 و امارس طقوس تعبدية للالهة الانثي التي بدأ الاعتقاد بها منذ الاف السنين!!.. و نحن كمصريين ، امة زراعية منذ زمن بعيد ، و اظن ان الالهة الانثي لن تستطيع العيش بعيدا عن تلك الامة ، لاني استطيع القول انه قديما كانت تلك هي البيئة الوحيدة التي كان للانثي دورا فعالا فيها ، فلنترك الهة الرعاة للرعاة! ،و عيد العذراء الذي نحتفل به ليس عيدا للعذراء وحدها و لكنها مناسبة للاحتفال بروح الانثي الخالدة و الاعتراف بفضلها العظيم علي الحياه ، لعل ذلك يُكفر عن بعض الجرائم التي ارتكبت ضد تلك الروح العظيمة و في النهاية احب التنويه ، بانني لا افرض انك ستفهم كلامي مائة بالمائة ، لانك ببساطة لم تجرب ما ذكرته ، او لعل تركيب دماغك يختلف عن تركيب دماغي!! من يعلم ؟! ، فانا اظن انك بالتاكيد ستقول "انه يحاول في مقالته الربط بين موضوعات غير مرتبطة " ، و اكرر هذا بسبب اننا يمكن ان نكون مختلفين لا اكثر ولا اقل ، او لعلك تضعني في قالب معتقد معين ، و هذا الذي ارفضه تماما ، لانك لن تستطيع فانا قد حاولت قبلك!



#يوسف_شوقي_مجدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتحار..لماذا؟!
- علم الاجتماع المعاصر :نظرية التحديث و نظرية التبعية
- نظرية كانط لتحقيق السلام..2
- نظرية كانط لتحقيق السلام..1
- المعاناة.. المفيدة و الضارة
- الغشاشون العظماء!
- المنهج العلمى و التجربة الدينية بين التشابه و الاختلاف
- القيامة قامت يا عبدوو!
- النضوج فى مواجهة فكرة خطة الله
- الابداع فى مواجهة الاحساس بالذنب
- نشوء فكرة الالهة(4)..نظرة شاملة
- نشوء فكرة الالهة(3)..اطروحة د.سيد القمنى
- نشوء الالهة(2)..نقد الاستنتاج الفرويدى
- نشوء فكرة الالهة(1)..الاستنتاج الفرويدى
- الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم
- الحقيقة المطلقة و نحن
- المبدع مُتطرف بالضرورة
- سيكولوجية الشك
- طائفة انجيلية ضائعة
- سيكولوجية الاعتقاد(2)..دور الوعى


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف شوقي مجدى - دموع العذراء