يوسف شوقي مجدي
الحوار المتمدن-العدد: 5220 - 2016 / 7 / 11 - 15:06
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لو اردنا الحديث عن المعاناة ، فماذا نستطيع ان نخبر عن ذلك الشيء الهدام و البناء في نفس الوقت؟!..لو تناولنا المعاناة الجسدية ، و التي يمكن ان نعرفها علي انها الالم الناتج عن النقص او الاحتياج لمقوم اساسي من المقومات اللازمة للحياه مثل:الاكل و الشرب..الخ. في الغالب تكون تلك المعاناة ، هدامة و مدمرة ، فبغض النظر عن الضرر البيولوجي الذي تحدثه ، فهي ايضا تجرد الانسان من بشريته و تجعل منه كائن شبيه بالحيوان من ناحية السلوك و حتي ان قيل ان هذا اللون من المعاناة يمكنه ان يجعل الانسان يتحمل المسئولية في حياته ، الا ان ذلك لا ينفي ابدا الحقيقة القائلة ان تلك المعاناة تترك اثرا سيئا في النفس ، و عندما نتحدث عن المعاناة النفسية ، و هي التي تتمثل في فقدان شخص عزيز علينا سواء بابتعاده او بوفاته ، او الاحتياج النفسي لشعور او احساس معين مثل السعادة ، فسنجد ان تلك المعاناة لها دور بناء باستثناء حدوثها عند شخص غير طبيعي نفسيا ، فهي تغير اتجاه التفكير و بالتالي يتغير السلوك ، و لا توجد قصة في وجهة نظري اكثر تعبيرا عن المعاناة النفسية الا وصف نجيب محفوظ لشخصة كمال في الثلاثية ، فهي تعبر حقا عن دور تلك المعاناة في تجديد نظرة الانسان للحياه ، فهي ان جاز التعبير تصقل عقل الانسان ، لان لها تاثير يتشابه و تاثير التجربة الدينية الصادقة (كما وصفها وليام جيمس) ،و باختصار ،لو كانت المعاناة الجسدية تعمل عملها و كأنها تؤكد علي الصفات الحيوانية للانسان بتوضيحها للغرائز و الاحتياجات الجسدية ، فان المعاناة النفسية ، تؤكد علي بشرية الانسان بتأكيدها علي الجانب النفسي و الاحتياجات النفسية.
#يوسف_شوقي_مجدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟