يوسف شوقي مجدي
الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 21:16
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
لعل الجميع شاهد و تابع مشكلة تسريب امتحانات الثانوية العامة التي حدثت منذ شهر و استمرت لمدة شهر الامتحانات ، و ما رايته و ما سمعته في ذلك الموضوع عند تأديتي لتلك الامتحانات ، البعض منه كان بالنسبة لي عاديا ، فالغش امر موجود دائما و حتي طريقة التسريب التي هالت الناس ، ما هي الا طريقة اكثر تقدما في الغش ، و لكن ما شعرت نحوه بالغرابة ، هي طريقة تبرير فعل الغش (من الغشاش و من ساعده علي ذلك)و لكن لو اردنا ان نكون اكثر دقة فسنقول ان الامر لم يصل لمرحلة التبرير فلو كام ذلك لهان الامر فالغش دائما يصاحبه تبرير مثل "انا لو ماغشتش هسقط..الخ" و ما معني كلامي ان الغش و تبريره امرا صحيصا و لكن ما اقصده انه شئ مألوف ، و لكن وصل الامر لمرحلة التعظيم و التفخيم ، فالذين ساعدوا الغشاشين علي عملية الغش تخيلوا انفسهم عظماء يكافحون الظلم و الجور و ثوريين يرفضون التعدي علي الحقوق ، وهم في نظري ليسوا الا مجرد حثالة و مجموعة من الغشاشين يحبون الوصول السريع لاهدافهم و قال البعض ان هؤلاء يشكلون نوعا من التصدي لما يحدث داخل بعض لجان الامتحانات المحتوية علي ابناء القضاة و الظباط ، و لكن لنتخيل معا ، كم قاض و ظابط لديه ابن فالثانوية العامة و كم من هذا العدد من هؤلاء القضاة و الظباط يُعتبرون فاسدون ، و كم من هؤلاء الفاسدين يريدون ان يروا ابناءهم في كليات القمة (لانه من المعروف ان معظم القضاة الفاسدون علي سبيل المثال ، سيريدون التحاق ابناءهم بكلية الحقوق لكي يساعدوهم ان يكونوا قضاة ايضا ) و نستنتج ان العدد سيكون ضئيل للغاية و انا ضد الظلم بشكل عام و مع الوقوف ضده و لكن بشرط الا يفضي التصدي للظلم الي الظلم فمقابل التصدي للظلم الذي ينتج من هذا العدد الضئيل جدا ، ظُلم الاف الطلاب في تأجيل و تغيير امتحاناتهم و سيُظلمون ايضا بعد بضعة اسابيع عندما تظهر نتائج مكتب التنسيق و سيظهر جليا حصول الغشاشين (الذين يرفضون الظلم ) علي درجات لا يستحقونها مما سيؤثر علي المجتهدين الذين لم يقوموا بالغش.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟