أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الطوائف والأعراق.. والآخرون!














المزيد.....

الطوائف والأعراق.. والآخرون!


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5276 - 2016 / 9 / 5 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في فترة منصرمة من الصراع غير المسبوق في سوريا وعليها، كنا قد أعلنّا عليكم السيل الجارف والمتعاظم من الأحداث والمخاطر، والتي تهدد وطننا الغالي من كل صوب وحدب. يحدث ذلك في لحظة تاريخية فارقة، يُراد أن يُنجز فيها الآن، بالنسبة لسوريا، ما لم يحدث في تاريخها العريق الطويل.

وإذ يأخذ الأمر ذلك الطريق، فإننا نغدو أمام عملية جديدة قد نعبر عنها ونختزلها بما شاع تحت مصطلح «المابعديات»، لنصبح أمام حالات مفتوحة تتمثل في ما بعد «العقلانية» أو «الحرية» أو «الديمقراطية» أو «الوطن» أو «القومية».. إلخ. هكذا، نضع أيدينا على ما قد نضع سياقه في مرحلة مضى عليها الزمن، فالطائفة والعرق والإثنية تصبح البديل الحقيقي عما اعتاد عليه البشر من قبل، ومنه الدولة والوطن والقومية والثقافة.


وثمة ملاحظة هامة، وهي أن تلك المفردات الثلاث لم تنشأ مع النظام العولمي، وإنما كانت موجودة سابقاً حتى في إطار أمة أو وطن ما، فنحن نعلم أن اتفاقية سايكس بيكو نشأت على أيدي الاستعمار الفرنسي لسوريا، وقد ذهبت أدراج الرياح وحصلت سوريا على استقلالها وسيادتها بعد رحيل ذلك الاستعمار، لنواجه الآن جهوداً تعمل على إحيائها من طرف، وعلى إسقاط ما يمثل حقيقة الشعب السوري الموحد أرضاً وشعباً.

إنه زمن الهزائم لمنظومات الوطن السوري العربي، وفتح الباب لما كان مهيمناً أو في طور الهيمنة. وإذ نحن في هذا الإطار نواجه حالة من الحطام العربي، فإننا نضع يدنا على حدث راهن في هذا الوطن (وضمنه العراق وسوريا واليمن)، وقد يمثل إحدى الكوارث العظمى التي تُحيلنا إلى الكارثة التي تجلت في القرن التاسع عشر، ألا وهي كارثة المشروع الصهيوني الاستعماري في فلسطين، وكانت ظاهرة المشاريع القومية آخذة مداها في الانتشار غرباً وشرقاً.

لقد انتبه إلى ذلك المفكر العربي الرائد نجيب عازوري، الذي وثق لذلك الحدث الخطير بكتاب مهم نشره عام 1905 بعنوان «يقظة الأمة العربية»، حيث أعلن برؤية تاريخية ثاقبة هناك «ظاهرتان هامتان، متشابهتا الطبيعة، بيد أنهما متعارضتان، لم تجذبا انتباه أحد حتى الآن، تتضحان في هذه الآونة في تركيا الآسيوية، أعني يقظة الأمة العربية وجهود اليهود الخفي لإعادة مملكة إسرائيل القديمة على نطاق واسع، ومصير هاتين الحركتين هو أن تتعاركا باستمرار حتى تنتصر إحداهما على الأخرى.. وبالنتيجة النهائية لهذا الصراع بين هذين الشعبين اللذين يمثلان مبدأين متضاربين، يتعلق مصير العالم بأجمعه». إنهما مشروعان تصارعا، وما يزالا يتصارعان، المشروع الصهيوني الاستعماري والمشروع العربي النهضوي، بما يختزله هذا الأخير من دعوة إلى إصلاح ديني تنويري يمتد باتجاه الديمقراطية التعددية والحداثة والتقدم.

والآن تعود المسألة ذاتها، لكن بصيغ خطيرة: فإسرائيل، التجسيد الفعلي لتلك الجهود الغربية التي تحدث عنها عازوري، ظلت قائمة، وهذا ما نراه من تهدم وتفكيك للعالم العربي، يجتاح الزمن بإعادة سياقه التاريخي إلى مراحل ما قبل هذا المشروع. لقد حلت المسألة الطائفية في معظم العالم العربي، لتعود إلى المقدمة في مشاريع «التطهير الطائفي والإثني والعرقي»، وهذا له دلالة فاحشة نستنبطها مما كتب الزعيم الصهيوني هرتزل في كتابه «الدولة اليهودية» الصادر عام 1896، يقول: «إن دولة اليهود في فلسطين يجب أن تشكل جزءاً لا يتجزأ من سور الدفاع عن أوروبا في آسيا، وقلعة للحضارة في مواجهة البربرية».

والآن، ما العمل أمام هذا القوس التاريخي الشائن؟



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة الكبرى على سوريا
- الجرح السوري والنظام العالمي
- النظام العولمي وسيادة القوة
- الجيوش غير الوطنية والانقلابات العسكرية
- خطاب التنوير ضد الإرهاب
- النزيف السوري والتدخل الدولي
- الاستشراق بين الأنا والآخر
- «داعش» وتحديات التاريخ
- أما آن لليل أن ينجلي؟
- من فلسطين إلى سوريا
- الدين لله والوطن للجميع
- سوريا وأسئلة اللحظة
- القصور التاريخي
- من الصهيونية إلى المشروع «الفارسي»
- الأزمة السورية والنهاية العصيّة
- أيها المتحاربون.. راعوا الفئات الضعيفة!
- عودة المشروع النهضوي العربي
- سوريا مَنْ الصديق ومَنْ العدو؟
- طريق الاستباحة الشاملة!
- وصل السيلُ الزُّبى!


المزيد.....




- لماذا خسرت إسرائيل سردية الحرب في غزة؟ بلينكن يجيب
- قضاة أميركيون يقاطعون خريجي جامعة كولومبيا بسبب المظاهرات ال ...
- طلاب بريطانيون يتضامنون مع أقرانهم في أميركا بالاحتجاجات الد ...
- البنتاغون: نأخذ بعين الاعتبار إمكانية وقوع معداتنا في أيدي ر ...
- رئيس كوبا يبدأ بزيارة عمل لروسيا
- البنتاغون: القوات الأمريكية والروسية تتمركزان في نفس القاعدة ...
- رئيس إقليم كردستان العراق: أمن إيران من أمن الإقليم
- رمي قاصر بسكين على مستوى الرأس شمال شرق الجزائر
- غوتيريش يحذر: اجتياح إسرائيل لرفح سيكون أمرا لا يحتمل
- وفد قطري يتوجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق هدن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - الطوائف والأعراق.. والآخرون!