أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - المرأة هي المرأة 1961(جان لوك غودار):عن فيلم موسيقي ناقص















المزيد.....

المرأة هي المرأة 1961(جان لوك غودار):عن فيلم موسيقي ناقص


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5246 - 2016 / 8 / 6 - 01:21
المحور: الادب والفن
    


المرأة هي المرأة 1961(جان لوك غودار):عن فيلم موسيقي ناقص
جان لوك غودار،المخرج والمبدع الفرنسي،يعتبر ان المرأة هي المرأة هو فيلمه الحقيقي الأول،وهذا الاعتبار لاينقص ابدا من قيمة الاعتراف الدولي الذي حققه فيلمه السابق (لاهث)،فهو يحقق النجاح بعد النجاح كمخرج متميز يحلق خارج السرب،فيعد تحفته الفنية آنفة الذكر(لاهث) التي كان قد حققها عام 1959-وفقا لآراء اغلب النقاد-فها هو يحقق جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان برلين...وكما قال تعليق الفيلم:
من أجل اصالته وحداثته وجرأته ووقاحته ايضا،وحصلت آنا كارينا-زوجة المخرج في ذلك الحين-على جائزة أفضل ممثلة،وكل ذلك لاينفي أن فيلم (المرأة هي المرأة) كان فيلما مخيبا للآمال....
غودار يخوض في حبكة ناقصة مع تشكيله من فيلم موسيقي ناقص قريبة جدا من افلام هوليوود التي انتشرت وبرزت في الخمسينات وهو المعروف عنه كرهه الشديد لمنظومة هوليوود الانتاجية ويعتبرها حولت الفن الى مجرد بضائع رخيصة عندما تتولى هوليوود تسويقها.
وبالنسبة الينا،تماما مثل الفيلم السابق،فالعنصر الشكلي تغلب على الحبكة ايضا في هذا الفيلم،ونحن هنا مرتاحين تماما لهذا الحكم-بعكس الفيلم السابق-لأن اقلام النقد اتفقت تقريبا على خفة الحبكة بل ونعتها بالمضجرة احيانا.
هناك اشياء غير مصرح بها صراحة في الفيلم على ان مسار الأحداث يؤكدها...
انجلينا راقصة تعري لديها رغبة شديدة في الحصول على طفل،وهي واقعة بين حبيبين أحدهما متأكدة بأنه تحبه(ايميل-Jean Claud Brialy) والثاني(الفرد-جان بول بلمندو) الذي يحبها من طرف واحد.
الفيلم موسيقي هو حكم يحمل اشكالية كبيرة وظلم كبير للمخرج،لأن الفيلم يتداخل فيه الحوار مع الموسيقى واحيانا مع الاغاني والتي على الغالب تكون لها علاقة بالحبكة،فغودار يعمل على قطع الموسيقي وايقافها فجأة عندما تتكلم الشخصيات،أو عند حدوث موقف معين يرى المخرج بأنه لازم ايقاف الموسيقي عنده،كأن يساعد رجل امرأة على فك سحاب فستانها الخلفي مساعدة لها على بدء التعري...التعري هو للتعريف بالحبكة ليس أكثر
بالتالي فيلم غودار هذا موسيقي ولكنه(ناقص) أو ربما فيلم موسيقي من نوع آخر
فمثلا لقطات التعريف بالنادي الذي تعمل به أنجلينا:من الممكن اعتبار الموسيقى في هذه اللقطة موسيقى فيلمية تخص الحبكة وموسيقى تصويرية في نفس الوقت تخص الأجواء المحيطة باللقطة وبالفيلم معا،فالعالم الذي يصاغ فيه هذا الفيلم عالم نصفه روائي ونصفه الآخر موسيقي على أن الأحتكام للسرد الفيلمي يبدو أنجع وافضل.
أنجلينا على نمط القطع الموسيقي والتحرك صوب لقطة غير متوقعة (مفاجئة) تطالب ان تكون في كوميديا موسيقية على نمط وشاكلة نمط كوميديا موسيقية هوليوودية ومن خلال هذه الأغنية يكرم اعلام هذا الفن.
هذا شيء غير متوقع من قبل غودار...
المرأة هي المرأة هي استراحة في مسار غودار الفيلمي الذي يتميز باستراحاته القليلة...
كما قلنا،فالفرد هو الشخص التي هي غير قادرة على الحكم على مشاعرها اتجاهه،ويقحم غودار شخصيتين في الكادر لا يظهر وجهيهما يقبلان بعضهما البعض وهما دائما على مدخل العمارة التي تسكن فيها انجلينا...
هل هذا الاقحام هو لتوضيح الموضوع؟
انجلينا في الفيلم تنادى بلقب(Recamire) أي اللقب الزوجي،على ان الحبكة تشي بقوة أن (ايميل وانجلينا غير متزوجين).
في اللقطة المطولة التي تجمع كل من (أنجلينا وايميل) هناك القاء ضوء على الأختلافات الخالدة الطبيعية بين الرجل والمرأة...
الرجل مهتم بكرة القدم وهو شيء لايعني المرأة بأي شيء،وهذا سيقود الى ان المرأة سوف تقول للرجل بأنك لاتحبني،الأمر الذي سيقود بدوره الى ان يؤكد حبه اليها وصولا الى:هل الغداء جاهز على صوت تعليقات مباراة كرة القدم التي تعمل على اسكاتها لتسأله:هل تفضل السمك أو اللحم على العشاء؟
هذه السلسلة التي تسير وفقا الى آلية منظمة تاريخية وتقليدية من دون تدخل لأي حبكة،مهما كانت الطريقة التي عبر عنها غودار التي تتضمن شيئا من كوميديا مفتعلة،هي السلسلة التي لابد ان تقود الى:
أنا أريد طفلا....أي الحاجة الملحة لأي امرأة على وجه الوجود
اذا،من الممكن القول-حتى مع وجود الفرد-ان الفيلم هو عن العلاقة التقليدية بين اي رجل وأمرأة من دون اي اشكالية تخص هذا الموضوع على نمط بيرغمان أو تأويل فلسفي،فمن الطبيعي أن تكون ردة فعل الرجل خاصة أن كان حبيبا وليس زوجا التحفظ والرفض...
تقول أنجيلينا:لماذا المرأة هي التي تعاني فقط...
ايميل:المرأة هي سبب كل المعاناة...
جملة على شاكلة (المرأة التي لاتبكي تستحق الاستبعاد)،بالاضافة الى جمل السابقة هي جملات تقليدية دارجة تدور في حوار كوميدي تظهر فيه الموسيقى في وقت محسوب معين بدقة.
وتظهر بعد ذلك كلمات على الشاشة لاتخدم سوى الكوميديا:
انهما يحبان بعضهما البعض فالأمور لن تسير على مايرام
لابد ان يظهر الفرد في هذه اللحظات...الفرد هو عنصر استفزاز،ولكن حضوره مقبول وحتى استفزازيته لغريمه ايميل تبدو غائبة وغير ذات قيمة،وهي اللكنة التي تتحدث فيها الكوميديا الفيلمية بشكل عام.
على الرغم من كل شيء فغودار يبدو احيانا تقليديا جدا...
عند الخصام بين انجلينا وايميل يستخدمان عناوين الكتب ليعبران عن مايريدان قوله لبعضهما البعض...هذه اللقطة خدمت الحبكة أكثر من خدمتها الجودة الفنية للفيلم....
الفرد يقف بجانب (جين مورو) ويسألها:أين وصل جيم؟
وبعد هذه اللقطة مباشرة تسأل انجلينا صديقتها سوزانا:ماذا تقرأين؟
سوزانا وبلغة الاشارة تعزف بيانو ومن ثم اشارة اطلاق نار....اقتل عازف البيانو
هل هذه تحية الى العنصر الرئيسي الثاني في الموجة الجديدة؟
ولكن اذا كان فيلم جولي وجيم عن امرأة تحب شخصين في نفس الوقت،فالتحية الى جولي وجيم مقصودة بالتأكيد
التهكم الأكبر حلصل،عندما يقف ايميل في الشارع العام ويطلب من المارة:
هل من الممكن ان تنام مع هذه المرأة لتجعلها حامل؟
هنا يبدو علينا التفكير بالذي يفعله غودار فعليا في هذا الفيلم....
يقول ايميل في خاتمة الفيلم:أنا لااعرف ان كانت هذه كوميديا ام تراجيديا ولكنها تحفة فنية...
ربما يكون فيلم(المرأة هي المرأة) تحفة فنية،ولكنه في الوقت معادل سطحي لجولي وجيم،ومن المممكن ان يكون ايضا فيلم(لاهث) معادلا هو الآخر لفيلم:اطلق النار على عازف البيانو....



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاهث 1960(جان لوك غودار): حالة بنيوية نقطة بدايتها عند جان ل ...
- عن جان لوك غودار وحملة البنادق 1963: حبكة ساخرة محمولة على ا ...
- موسيقانا 2004(جان لوك غودار): عن المفهوم المسبب لأنحدار العل ...
- الجنرال ديلا روفيري1959(روبرتو روسيليني):الواقع الالزامي
- رحلة الى ايطاليا 1953(روبرتو روسيليني):المقدمة الحقيقية للعل ...
- هنا وهناك 1974(جان لوك غودار):من الحديث عن الثورة الى لغة ال ...
- المانيا العام 90(جان لوك غودار): نقد البنيوية الثقافية للتار ...
- ألمانيا العام صفر1947(روبرتو روسيليني):أنغام صوت الفورهور عل ...
- عن روبروتو روسيليني 1906-1977 وروما مدينة مفتوحة 1945:
- ليلي مارلين 1981(راينر فاينر فاسبندر): صعود وسقوط النازية
- لولا 1981(راينر فاينر فاسبندر):الاساس الاخلاقي للصعود الألما ...
- فيرونيكا فوس 1982 (راينر فاينر فاسبندر):انهيار وتداعي لأحلام ...
- زواج ماريا براون 1979(راينر فاينر فاسبندر):ميلودراما محرمة ع ...
- الجيل الثالث (راينر فاينر فاسبندر) 1979:عن شوبنهور واندفاعات ...
- في عام الثلاثة عشر قمرا 1978 راينر فاينر فاسبندر:آخر خمسة اي ...
- يائس 1978(راينر فاينر فاسبندر):مؤشرات رجل يائس على وشك الجنو ...
- الروليت الصينية 1976(راينر فاينر فاسبندر):انكشاف الاقنعة
- شواء الشيطان 1976(راينر فاينر فاسبندر):عودة الهمجيون
- الأم كيسرز تذهب الى الجنة 1975(راينر فاينر فاسبندر):فاسبندر ...
- كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح


المزيد.....




- اغنية شاور شاور يلا يا قمر ??.. استقبل الآن تردد قناة طيور ا ...
- أحداث مشوقة وأكثر إثارة.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 82 متر ...
- العمارة الاستعمارية في ليبيا.. كنز ثقافي أم ذكرى مؤلمة؟
- -قطع من أجسادنا- بمعرض -تحت النار- في عمان... فنانون من غزة ...
- ممثل في -جوكر: جنون مشترك- يصفه بالفيلم الأسوأ على الإطلاق
- هاشم صديق -شاعر الملحمة- ورمز الأدب والمسرح السوداني
- استقبل الآن تردد قناة ميكي 2024 على القمر الصناعي نايل سات و ...
- الإعلان 3 حرب الانتقام…. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 170 على قص ...
- الشارقة الدولي للكتاب يستضيف الشيف الأردني صدام عماد
- فيلم -بيدرو بارامو- : الرجل الذي أغاظ الأحياء وحيّر الأموات ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - المرأة هي المرأة 1961(جان لوك غودار):عن فيلم موسيقي ناقص