أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح














المزيد.....

كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 02:19
المحور: الادب والفن
    


كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح
فيلم كل الآخرين اسمهم علي هو الفيلم الأول الذي حقق لفاسبندر الحضور خارج المانيا وكثير من النقاد يعتبره افضل فاسبندر السينمائية على الاطلاق والفيلم غاية في البساطة حققه فاسبندر في 14 يوما فقط.
في المشهد الأول من الفيلم،تدخل امرأة مسنة ألمانية في الستين من العمر (ايمي) الى مقهى عربي لتلتقي نظراتها مع علي الذي يبلغ من العمر 35 عاما وهو رجل ذو حضور قوي ومؤثر حتى في الألمان من حوله،وينتهي هذا المشهد بهم الى الرقص مع بعضهم البعض في مشهد وصفه البعض بالرائع ومن افضل المشاهد التي حققها فاسبندر حياته،والعلة بالتاكيد هي البساطة،لأن فاسبندر لازال ينسج على منوال البساطة والميلودراما في صنع افلامه..على ان الميلودراما محسوبة في هذا الفيلم وبدت متميزة عن غيرها...
فاسبندر المعروف بتعاطفه مع الاقليات في المانيا يحيك قصة فيها عامل متبادل من الشعور بالنقص والدونية نتيجة لمعاملة المجتمع الألماني لهذه الأقليات..لنلاحظ ان ايمي كانت متزوجة من بولندي وهي تعمل كعاملة تنظيف الآن،على انها وبالرغم من ذلك تتمتع باحترام اجتماعي اكبر من الاحترام الذي يكنه نفس المجتمع لعلي الذي يعامله المجتمع باحتقار شديد نتيجة لأصله العربي....
فاسبندر يصيغ هذه القصة مع شيء عالي من التوضيح والسرد المقصود منه عكس النظرة بدقة على شاكلة ان العرب كلهم خنازير يفكرون بالنساء فقط،والأهم من ذلك ان الاسم المتداول لأي عربي في ألمانيا هو (علي)،كما انه يحيطنا باشياء عن التفكير الاجتماعي العنصري،فوالد ايمي كان يكره الاجانب وحزب هتلر...
الفيلم تلقائي في الطرح ومباشر في السرد الهادف هنا،يسير على شاكلة الأوبرا الصابونية التي لابد ان تصطدم بميلودراما هنا أو هناك،ولكن الانتقالات السردية مقبولة اكثر ويصح ان نقول عنها بانها انتقالات سردية وليست (انقلابات) فايمي وعلي متزوجان وهما يواجهان الآن عاصفة من الانتقادات الاجتماعية ومن ثم المضايقات الاجتماعية،فكل شيء يسر في الفيلم حسب ما هو متوقع وحسب ما هو مطلوب ايضا،فالفيلم غير محاط ابدا باي اشكالية غير متوقعة سوى الفكرة الرئيسية وهي النقد الاجتماعي،وابراز عنصرية المجتمع الألماني...ولكن النهاية بدت ميلودرامية شديدة ولكن هذا لاينقص من القيمة التي تقول ان فاسبندر اراد ان يعكس الحقيقة بأوضح وابسط الأساليب...
علي يبدو هازئا من ايمي غير معترف لأصدقائه بارتباطه بها،أي بأمرأة تكبره بثلاثين عاما،أي ان الخجل الاجتماعي بدا مفتاحه الطرفين وليس طرف واحد...
في النهاية تقبل ايمي الاستمرار مع علي حتى لو خرج في تصرفاته عن اساسيات العلاقة الزوجية من حيث جنوحه الى نساء أخريات وصديقات أكثر شبابا واكثر فتنة،وعلى ان تفهمها لعمر علي الفتي لاينفي أن يكون كلاهما مع بعضهما البعض،فالحب الذي يجمع بينهما اساسه العطف والشفقة المتبادلة،فايمي تعاني ايضا من عقوق أولادها...
لنلاحظ ايضا ان الانقلاب الاجتماعي المفاجئ من حيث قبوله للعلاقة القائمة بين علي وايمي يحدث فقط عند بروز حاجاته المادية،أي ان المصلحة فوق كل اعتبار لقبول هذه العلاقة المرفوضة من قبل هذا المجتمع بشدة...
صاحب الدكان الذي رفض ذات مرة ان يبيع علي ولكنه عاد عن قراره لأن ايمي زبونة جيدة،وكل الموقف تقاس على هذه الشاكلة سواء مع الجيران وحتى مع ابن ايمي الأكبر....
حصل الفيلم على جائزة النقاد لمهرجان كان،والفيلم هو مثال عل البساطة حين تقدم شيئا مقنعا،شيئا فيه وثائقية واقعية طرحت بجرأة وواقعية شديدة من دون مواربة ولامجاملة...
من الجدير ذكره ان الانتقال في مسار العلاقة بين علي وايمي مقصورة فقط تقريبا من قبل علي على صاحبة البار الذي كان في السابق يقيم علاقة معها وهذا يشير الى ان العلاقة بين ايمي وعلي ليست صحيحة وقائمة على اعتبارات مهما كنا متعاطفين معها،ولكنها في نفس الوقت غير قادرة على اصلاح زواج مثل هذا،ولكن فاسبدر كان واقعيا في ان يقول ان القبول مشمول فقط بالتسامي على علاقة الزواج بين شاب مضطهد وامرأة مسنة وحيدة...
بلال سمير الصدّر
30/3/2015



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع بيترا فون المريرة 1972 راينر فاينر اسبندر):فيلم عن الشي ...
- تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتم ...
- احذر من العاهرة المقدسة1971(راينر فاينر فاسبندر):أنا دائما خ ...
- Kalzelmacher1969(ليس من اجل لاشيء) راينر فاينر فاسبندر :فضح ...
- الحب ابرد من الموت 1969(فاسبندر):شخصيات تعاني من برود شديد ا ...
- عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط
- تابوو 1999(ناغيسا اوشيما):عندما تخضع التابوهات للظروف
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى
- امبراطورية المشاعر(ناغيسا أوشيما):الانطوائية الحاصلة في كل ا ...
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة أوشيما الكبرى...
- أخت صغيرة للصيف 1972(ناغيسا أوشيما):فيلم متوسط المستوى الفني ...
- الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:خصوصية ناغيسا اوشيما
- الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:الفرد حالة اجتماعية وحالة اكث ...
- الرجل الذي وضع وصيته في فيلم 1970(ناغيسا أوشيما):الاحتجاج ال ...
- ليل وضباب فوق اليابان 1960 (ناغيسا اوشيما):النموذج الاحتجاجي
- الموت شنقا 1968(ناغيسا أوشيما):R في مرحلة التكوين المعرفي ال ...
- عن ناغيسا اوشيما وpleasure of flesh 1965
- كوربورال المراوغ 1964:عودة مقصودة تقريبية الى الوهم الكبير
- رقصة الكانكان الفرنسية 1954 والينا ورجالها 1956جين رينوار:هل ...
- قواعد اللعبة 1939(جين رينوار):بدعة القرن العشرين في التوجيه ...


المزيد.....




- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح