أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - كوربورال المراوغ 1964:عودة مقصودة تقريبية الى الوهم الكبير














المزيد.....

كوربورال المراوغ 1964:عودة مقصودة تقريبية الى الوهم الكبير


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 01:47
المحور: الادب والفن
    


كوربورال المراوغ 1964:عودة مقصودة تقريبية الى الوهم الكبير
هو الفيلم الأخير في مسيرة شاعر السينما الكبير جين رينوار وهو يعود فيه الى ماضي من غير الممكن ان يغرب أبدا...الى الحرب العالمية الثانية وغزو النازيين لفرنسا وتوقيع المعاهدة...انه يعود بنا بلا شك الى ثيمة الوهم الكبير1937 والذي يزيد من حنينه الى الماضي هو عودته الى الأبيض والأسود،وعلى جمال الأفلام التي حققها رينوار بالألوان والتي اعتبرت أفضل أفلامه من ناحية جمالية وبصرية وخاصة فيلم النهر الذي اعتبر تحفة بصرية ومن أفضل الأفلام من هذه الناحية على مدار التاريخ السينمائي، وكيف لايكون ذلك وهو ابن رسام فرنسا الانطباعي الكبير أوغست رينوار.
ولكن مع رسالة رينوار الأخيرة نراه منتميا أكثر الى ذلك الزمن الذي صنع مجده وشهرته ألا وهو زمن الأبيض والأسود وهي الفترة التي توسطت عمره السينمائي بين السينما الصامتة والسينما الملونة.
كوربورال(Jean Pierre Cassel) سجين في معسكرات الاعتقال النازية وهو دائما يقوم بمحاولات للهرب تبوء بالفشل مع زميليه بوب وبالوشت،وهو ابن الطبقة الارستقراطية ولكن هذه المحددات البشرية في ظل الحرب وفي ظل الأخوة البشرية مغيبة تماما عن الحدث.
ضمن احد محاولاته للهرب التي تبوء بالفشل بينما في حينها كان الجيش الألماني يحتفل بالنصر في باريس،ورينوار لازال يؤكد على المعاملة البشرية الحسنة التي يتلقاها سجناء الحرب الفرنسيين من قبل الألمان ومن ابرز الأمثلة على ذلك عندما يقول أحد الضباط الألمان:هذا شيء مؤقت ولكن انها الحرب
بالتأكيد هذه الثبمة الأخيرة هي الثيمة الأساسية والكبرى في الوهم الكبير،وهي التي حققت للفيلم المذكور سمعته وشهرته،ومع موضوع الهروب الذي لم يشكل في الفيلم هما كبيرا نقول أن (كوربورال المراوغ) هو مجرد عودة فيلمية مقصودة تقريبية الى الوهم الكبير ولكن مع اختلاف واضح وكبير.
كوربورال المراوغ يحمل في طياته بعض الكوميديا غير المبالغ فيها،كما أنه يحمل ايضا اسقاطا تهكميا في بعض المشاهد مع نهاية كانت ميلودرامية مفتعلة بينما كانت نهاية الوهم الكبير اشكالية مفتوحة...ولكن ليس هذا فقط
الوهم الكبير كان فيلم حبكة بكل ما تعنيه الكلمة بينما كان كوربورال المراوغ فيلم شخصي،بحيث بدت احيانا المعاني الاساسية للفيلم ذائبة في الحيز الشخصي الذي صب رينوار جل اهتماهه عليه في هذا الفيلم،وبدا الفيلم أحيانا عن شخص يحاول الهروب دوما،ودوما تبوء محاولاته بالفشل مع بعض الاصرار المصحوب بالتهكم وهو الأمر الذي سوف يقوده الى هروب ناجح في النهاية مع تهيئة المخرج لكل الظروف المطلوبة التي سوف تؤدي الى ذلك.
الموضوع اذا هو الشخصية في حبكة سهلة وسلسة جدا بحيث بدا الفيلم من خلالها وبشكل عام خفيفا جدا من دون اي ارباك فكري،فالموضوع بالتأكيد هنا هو الهروب وليس معسكرات الاعتقال أو الحرب العالمية الثانية،وبالتأكيد هذا مختلف تمام الاختلاف عن التحفة السينمائية التي صنعها رينوار ذات يوم ودعاها بالوهم الكبير...
الحرية والأخوة والمساواة،والتوق الى الحرية،والاصرار على ان الطبقية وهم كبير لا تنكشف حقيقتها المزيفة الا في اقسى الظروف،هي ثيمات واضحة اساسية في كل سينما رائد الواقعية الشعرية الفرنسية،ولكن من المآخذ عليه أنه عبر عن كل ذلك هذه المرة ببساطة وسلاسة شديدة في فيلم لايعتبر نخبويا ومن الممكن ان يسير بسلاسة في المعادلة الصعبة وهي ارضاء الجمهور والنقاد معا...
فيلم كوربورال المراوغ 1964 فيلم يستحق المشاهدة على اي حال من الأحوال



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة الكانكان الفرنسية 1954 والينا ورجالها 1956جين رينوار:هل ...
- قواعد اللعبة 1939(جين رينوار):بدعة القرن العشرين في التوجيه ...
- الوهم الكبير 1937(جين رينوار):رينوار يصيغ وهما كبيرا
- انقاذ بودوا من الغرق 1932(جين رينوار):السخرية والتهكم على وا ...
- العاهرة،أو أليست الحياة عاهرة 1932(جين رينوار):حكاية الرجل ا ...
- عن جين رينوار والسينما الصامتة والمغتابون:1894-1979
- Madadayo ليس بعد1993 أكيرا كيراساو:في وداع كيراساو...دفء الم ...
- لحن في آب 1991(أكبرا كيراساو):اشكالية التعايش
- أحلام 1990 أكيرا كيراساو:فيلم عن الصورة نفسها
- ران 1985(أكيرا كيراساو):هل الحياة تستحق منا كل ذلك
- ظل المحارب 1980(أكيرا كيراساو):شيء ما عن الفكرة عندما ترسخ ف ...
- ديرسو أوزلا 1974(أكيرا كيراساو):عن الطبيعة وعن الصمت وعن شخص ...
- دوديسكادن 1970:حتى لانظلم كيراساو
- اللحية الحمراء 1965(أكيرا كيراساو):عن طبيب يعالج المرضى من خ ...
- الحارس الشخصي 1961:عن الفيلم الأكثر شهرة في تاريخ اليابان
- السيئون ينامون جيدا 1960(أكيرا كيراساو):متعة بوليسية وقليل م ...
- العمق السفلي 1957(أكيرا كيراساو):عن شخصيات مزيفة ليست على قي ...
- عرش الدم 1957(أكيرا كيراساو):قصة شكسبيرية ضمن معطيات الثقافة ...
- أنأ اعيش في رعب 1955 (أكيرا كيراساو):بارانويا القنبلة النووي ...
- الساموراي السبعة 1954(أكيرا كيراساو):أحد قمم السينما العالمي ...


المزيد.....




- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - كوربورال المراوغ 1964:عودة مقصودة تقريبية الى الوهم الكبير