أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عن جين رينوار والسينما الصامتة والمغتابون:1894-1979















المزيد.....

عن جين رينوار والسينما الصامتة والمغتابون:1894-1979


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 00:59
المحور: الادب والفن
    


عن جين رينوار والسينما الصامتة والمغتابون:1894-1979
المخرج الفرنسي الكبير من الرعيل الأول،مخرج وكاتب سيناريو وممثل صنع أكثر من أربعين فيلما من حقبة الأفلام الصامتة وحتى نهاية الستينات،,لم يبزغ نجمه كمخرج كبير سوى عند تحقيقه السينما الناطقة وتحديدا عند تحقيقه لفيلمي الوهم الكبير وقواعد اللعبة ويعتبر هذا اللأخير عند الكثير من النقاد من أفضل الأفلام التي حققت على مدار التاريخ السينمائي،وفي التصنيف العالمي المعتاد يعتبر رينوار رابع أفضل مخرج خلقته السينما خلال تاريخها القصير نسبيا،وتتمثل مكانة الفيلمين السابقين من ناحيتين،أولاهما فردية تبرز مكانة رينوار كمخرج متفرد فذ ومتمكن،ومن ثم أيضا تأسيسهما مع العديد من الأفلام الأخرى لما يدعى بتيار الواقعية الشعرية الفرنسية مع جاك بريفير ومارسيل كارنيه على الأخص،ويعد هذا التيار هو تيار الرعيل الأول للفن السينمائي الفرنسي ويعتبر أهم تيار فني سينمائي في تاريخ السينما الفرنسية،بينما وضعنا نحن تيار الموجة الجديدة والذي مع بزوغه في عام 1958 أنهى تماما ما كان يدعى بالواقعية الشعرية الفرنسية في مكانة أعلى واهم كرأي خاص بنا لاينكر عند عدد كبير من النقاد،ولتيار الواقعية الشعرية الفرنسية حكاية سوف نرويها في حينه.
إذا ولد رينوار في باريس كأبن ثاني للرسام الفرنسي الانطباعي الشهير(بيير أوغست رينوار)،وخدم رينوار في سلاح الخيالة الفرنسي أثناء الحرب العالمية الأولى وبعد اصابته بطلقة في قدمه خدم كطيار استطلاع،والمهم في الموضوع أن الاصابة في قدم رينوار أكسبته عرج دائم،ولكنها في نفس الوقت سمحت له اكتشاف عالم السينما خاصة من خلال مشاهدة أفلام شارلي شابلن،أي وكما قال الدكتور الراحل (مصطفى محمود):الخير في الحياة هو القاعدة والشر هو الاستثناء.
ومن ثم اتبع نصائح رينوار الأب واتجه الى (السيراميك) على انه لاحقا اتجه الى السينما وفي عام 1924 أخرج أول افلامه الصامتة التسعة(المغتابون-او الحياة بلا بهجة) والتي مولها جميعا من خلال بيع لوحات والده.
في عقد الثلاثينات من القرن العشرين حقق رينوار شهرة واسعة كصانع أفلام حيث حقق في هذا العقد أفضل أفلامه على الأطلاق واشهرها في نفس الوقت،ففي عام 1937 حقق رينوار الوهم الكبير مع (Eric Von Stohiem) الذي يعتبر ملهم رينوار الأكبر وشارك البطولة في هذا الفيلم أيضا (Jean Gabin).
حقق الفيلم نجاحا وشهرة واسعة ولكنه منع في ألمانيا،ومن ثم حقق الدابة البشرية استنادا على رواية معروفة لأميل زولا،وفي عام 1939حقق رينوار فيلمه الأفضل على الأطلاق قواعد اللعبة الذي لعب فيه رينوار نفسه دور أوكتافو،والفيلم حقق أكبر فشل تجاري في تاريخ رينوار الفني واستقبل بسخرية شديدة من قبل الجمهور الفرنسي وبعد أسابيع قليلة من انطلاق شرارة الحرب العالمية الثانية منع الفيلم ورفع الحظر عنه ولكن لمدة قليلة عام 1940،ولكن وبعد سقوط فرنسا منع الفيلم من العرض مرة أخرى،ولاحقا دمر النيجاتيف الأصلي للفيلم نتيجة قنبلة القتها طائرات التحالف،ولكن لايخفى على الجميع ان الفيلم اعتبر بعد سنوات قليلة من كل هذا أفضل فيلم في تاريخ السينما على الأطلاق.
هاجر رينوار الى الولايات المتحدة بعد الغزو الألماني لفرنسا عام 1940،وهناك وجد صعوبة في ان يجد عملا مناسبا وحقق في الولايات المتحدة فيلم(Texas Share Copper) وهو الفيلم الذي يعتبر أفضل فيلم أمريكي له ومن خلاله ترشح للأكاديمية كأفضل مخرج....رينوار قال ذات مرة عن نفسه بأن حياتي ليست سوى أفلاما
حياة بلا بهجة أو المغتابون 1924هو أول فيلم حققه رينوار في تاريخه وهو فيلم مبكر جدا من زمن السينما الصامتة،وكما عرفنا من خلال المقدمة السابقة بأن رينوار لم يحقق مجده ولاشهرة مذكورة من خلال أفلامه الصامتة،بل هو حقق الشهرة مع بداية السينما الناطقة،ومع مقارنة بسيطة بين رينوار وفرتر لانغ –الذي نعتزم أن نأتي على مسيرته مفصلا-نجد أن الصمت عند رينوار لايحقق نفس مقدار المتعة عند لانغ.
الفيلم هو من كتابة رينوار وشارك في أخراجه ايضا (Dieudonné)وكلاهما قام بدور صغير في الفيلم،والفيلم تشكيليا عبارة عن ميلودراما صامتة عن كاثرينا الخادمة البسيطة والساذجة التي تعمل في منزل (آل مالت) من الطبقة الأرستقراطية،وهذا الفيلم يعتبر مقدمة لهموم لاحقة للمخرج...
السيد جورج ميليت كان يرى في كاثرينا سذاجة وبراءة الأطفال..
ليس هناك تعبيرية ألمانية ولاكوميدية شارلي شابلن ولا أي مواجهة مع فرتر لانغ...هناك بالضبط أسلوب تطبيقي وهناك قواعد ...كما يبدو لايحق لرينوار أبدا في فيلمه الأول الخروج عن النص أو القاعدة السينمائية المرسومة بدقة.
يسترجع السيد ميليت صورة فتاة صغيرة وهو يراجع هذا المبدأ...مبدأ النكوص والاسترجاع الطفولي...هذا الشيء سواء كان مألوفا أو غير مألوف في تلك الحقبة الزمنية فهو شيء مثير للأنتباه.
كاتريين تعاني من عزلة أخلاقية نتيجة براءتها الزائدة،والسينما الصامتة لم تعطي بعدا عميقا لهذا الموضوع،على ان هذا الموضوع مع الاحترام الشديد للزمن الذي انتج فيه الفيلم يبدو مكررا جدا .
موريس ابن اخت السيد ميليت يموت بين احضان كاترينا في واقع رقص ارتجالي على انغام كرنفال خارجي،وهذا الحدث يؤدي الى ان تطرد كاترينا من المنزل وتتحول الى متشردة وتتعرف على قواد يدعى ادولف ولكنها تهرب منه وتصبح غير مقبولة ولا في اي مكان.
ان كان الموضوع فيه شبه واضح وكبير للقلب الطيب الذي طرجه لارسن فون تراير مؤخرا،ولكن رينوار لايبدو سلسا في قصته بحيث نلاحظ بوضوح الأيدي التي تتدخل في القصة لتسقط شيئا من المبالغة على الهموم التي تحيط بهذه الفتاة.
مع القوة الفنية لمشهد القطار الأخير ولكنه يبقى مشهدا صامتا مع ميلودراما واضحة وحتى لو كان يدل على حنكة سينمائية ربما ستظهر لاحقا ولكن النهاية كانت عبارة عن ميلودراما مفتوحة.
اللعبة السياسية التي استخدمت فيها كاترين ككناية عن فضيحة سياسية والواقع المر الذي يطرحه رينوار لهذه الخادمة يشبع نوعا ما فليني في الطريق وليالي كابيريا ولكن فيلم حياة بلا بهجة لم يقم الدنيا ولم يقعدها،ولم ينبأ بحد ذاته عن حضور مخرج كبير بل كبير جدا الى درجة من الممكن اعتباره أفضل ما انتجته السينما من مخرجين على الأطلاق....قلنا أن زمن رينوار هو زمن السينما الناطقة.
بلال سمير الصدّر



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Madadayo ليس بعد1993 أكيرا كيراساو:في وداع كيراساو...دفء الم ...
- لحن في آب 1991(أكبرا كيراساو):اشكالية التعايش
- أحلام 1990 أكيرا كيراساو:فيلم عن الصورة نفسها
- ران 1985(أكيرا كيراساو):هل الحياة تستحق منا كل ذلك
- ظل المحارب 1980(أكيرا كيراساو):شيء ما عن الفكرة عندما ترسخ ف ...
- ديرسو أوزلا 1974(أكيرا كيراساو):عن الطبيعة وعن الصمت وعن شخص ...
- دوديسكادن 1970:حتى لانظلم كيراساو
- اللحية الحمراء 1965(أكيرا كيراساو):عن طبيب يعالج المرضى من خ ...
- الحارس الشخصي 1961:عن الفيلم الأكثر شهرة في تاريخ اليابان
- السيئون ينامون جيدا 1960(أكيرا كيراساو):متعة بوليسية وقليل م ...
- العمق السفلي 1957(أكيرا كيراساو):عن شخصيات مزيفة ليست على قي ...
- عرش الدم 1957(أكيرا كيراساو):قصة شكسبيرية ضمن معطيات الثقافة ...
- أنأ اعيش في رعب 1955 (أكيرا كيراساو):بارانويا القنبلة النووي ...
- الساموراي السبعة 1954(أكيرا كيراساو):أحد قمم السينما العالمي ...
- حياة 1952 أكيرا كيراساو: ماذا تفعل لو بقي لديك في الحياة ستة ...
- الأحمق 1951 أكيرا كيراساو:عن روح الرواية الناقصة بشدة
- راشومون 1950(أكيرا كيراساو):الحقيقة المحتملة
- فضيحة 1950(أكيرا كيراساو):عن الاعلام الفضائحي والحرية الفنية ...
- الكلب الضال 1949(أكيرا كيراساو): استحقاق مألوف في تقليد سينم ...
- مبارزة صامتة 1949(أكيرا كيراساو):بين الخاص والعام


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عن جين رينوار والسينما الصامتة والمغتابون:1894-1979