أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فضيحة 1950(أكيرا كيراساو):عن الاعلام الفضائحي والحرية الفنية والتكوين الأدبي














المزيد.....

فضيحة 1950(أكيرا كيراساو):عن الاعلام الفضائحي والحرية الفنية والتكوين الأدبي


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 11:28
المحور: الادب والفن
    


فضيحة 1950(أكيرا كيراساو):عن الاعلام الفضائحي والحرية الفنية والتكوين الأدبي
إن قلنا ان كيراساو هو احد اتباع مدرسة سينما المؤلف فهذا حتى الآن يبدو صحيحا لأن كيراساو كتب العديد من أفلامه السابقة وصولا إلى هذا الفيلم الذي يسبق بحضوره فيلم راشومون،وهي معلومة من الأهمية بمكان الاشارة اليها.
إذا أردنا أن نقسم أعمال كيراساو حسب الفترة،ففيلم فضيحة 1950 يختتم به كيراساو مرحلته الأولى،والتي كانت تحتوي على اعمال ذات أهمية وحضور في مسيرة الأمبراطور الفنية إلا أنها ظلت متوسطة المستوى بينما الأنقاذ الأكبر لهذه الفترة كان الملاك الثمل.
للوهلة الأولى يبدو الفيلم عن الأعلام وتشويه الموقف،عندما يتورط رسام مشهور (Aeo-توشيرو ميفوني) بفضيحة عن علاقة حب من لاشيء ومن صدفة بالكاد استمرت،وإن كان هذا الموضوع يمر على استحياء شديد وليس على شاكلة وصمة أو ليفر ستون الشهيرة (قتلة بالفطرة1995)،إلا أن الأهمية تكمن أن سينما كيراساو أصبحت خاصة ذات سمة محررة من كل القيود التي تضغط على الفنان،فكيراساو ينهل من فن سينمائي حقيقي خالص،كان لابد له أن يتطرق الى مثل هذا الموضوع،فما بالكم ان كان كيراساو يقود بدايات فيلمية مع شيء من الاصرار والتهكم.
عندما يضرب Aeo المحرر المسؤول عن هذه الفضيحة،تتحول الفضيحة الى فضيحة أكبر عنوانها(الدفاع عن حرية الصحافة)،بحيث نرى كيراساو لايبرر لهذا الاعلام مواقفه بل ويضفي عليه تلك الصبغة الاجتماعية الساذجة في تقبل هذا الاعلام وتلقيه على علاته.
إذا الموضوع الأول للفيلم الذي يبرز كحدث مركزي هو فضح الاعلام الزائف الذي ينتهز أدنى فرصة لتحقيق مكاسب مادية بطرق فضائحية دنيئة لاتعمل سوى على تبهير الخبر،والتهكم صفة من صفات الفيلم الأساسية،ومن ثم يقرر الرسام اللجوء الى القضاء ومن هنا تبرز حبكة اخرى للفيلم.
هيروتو(الممثل تاكاشي سيمورا) محامي ساذج وبسيط له ابنه تعاني من مرض السل منذ خمس سنوات،ومكتبه يقبع في اماكن حقيرة نائية،وهذه فكرة مغرم بها كيراساو (الفقر المطقع والهامشية الاجتماعية لأشخاص يمتلكون اهمية بل وثقافة اجتماعية).
إذا هناك نقاط كثيرة في الفيلم حتى لوكانت فكرة الاعلام هي الفكرة المركزية،ولكن هناك تلميحات عن بعض النظريات في الفن،وهناك الهامشية الاجتماعية،وهناك الاسلوب الفني الذي يصوغ كل ذلك بشيء من السلاسة والعبقرية،ولكن مع تحفظ بسيط هو أن الفكرة والتعبير كان واضحا عند كيراساو ولكنه اراد ان يقول-في نفس الوقت-أشياء كثيرة من خلال هذه الفكرة.
يقول المحامي هيروتو:الناس دائما يغشوني ويجعلوني مثارا للضحك
كما قلنا،فالمحامي يمتلك مقدار عاليا من الحس الطبقي،بينما كيراساو يصور مظهره على انه ساذج،وهذه السذاجة هي التي جعلت من البشر بالنسبة اليه كائن حقير،وهو يشكو لأبنته المريضة لأن زوجته صامتة لاتقول ما بداخلها بل تكتفي بالحياكة في صمت...هذا التكوين الشخصي للمحامي يبدو أحيانا أدبيا.
من الوضح ان المحامي يعاني شيئا من الحماقة البشرية،وهذا الشيء جعله يزدري نفسه في شيء موضوعه الشعور بالحزن على النفس...هذه الفكرة بشكل أو بشكل آخر جعلته يتعاطف مع الفنان الذي اعتبره في لفظ ليس عرضيا أبدا(أبنه).
إذا العلاقة بين المحامي والفنان مفتاحها البشرية وليس المادة وهي اشياء أخرى تدخل ضمن الحبكة..
عندما يتعرض المحامي للرشوة ويضعف امام المال يستخدم دليل ادانته الذاتية لتبرئة الفنان...
الفيلم في النهاية لايخلو من المياودراما وانقلابات في مسار الحبكة لاتبدو سوى تقرير وحلول وتصرفات تبدو مثالية،ليصل كيراساو الى نهاية أصبحت مألوفة بالنسبة لنا،وهي نهايات على نمط الواقعية الاشتراكية مضمونها أن الخير لابد أن ينتصر في النهاية ومفتاح هذا الخير هو الطبيعة البشرية نفسها.
بلال سمير الصدّر
1/12/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلب الضال 1949(أكيرا كيراساو): استحقاق مألوف في تقليد سينم ...
- مبارزة صامتة 1949(أكيرا كيراساو):بين الخاص والعام
- الملاك الثمل 1948(أكيرا كيراساو): أحيانا علي أن آتي كنوع من ...
- عن المخرج الياباني أكيرا كيراساو واسطورة الجودو 1943 والرجال ...
- الحب حتى الموت 1984:تأملات في الحياة والموت
- عمي الأمريكي 1980 الن رينيه:الأنسان في انبوبة اختبار
- العناية الالهية 1977 الن رينيه:اللغة الأخلاقية
- ستافينسكي 1975(ألن رينيه):فيلم سينمائي من دون اشكالية سردية ...
- أحبك أحبك 1968(الن رينيه):الذاكرة الانتقائية
- الحرب النتهت 1966 الن رينيه: اسبانيا لم تعد سوى حلم للسياح ا ...
- مورييل 1963(ألن رينيه):الذاكرة المعذبة
- العام الماضي في مارينباد 1961 الن رينيه:لحظة التكوين
- هيروشيما يا حبي 1959 الن رينيه:ذكريات الظل والحجر
- ليل وضباب 1955:عن الن رينيه واستباحة الذاكرة
- السر الغامض للرغبة(الجاذبية الخفية للرغبة) 1978(لويس بونويل) ...
- شبح الحرية 1974(لويس بونويل):تحولات ومشكلات العصر
- الجاذبية الخفية للبرجوازية 1972(لويس بونويل):مسرحية من الدرج ...
- تريستانا 1970 لويس بونويل:غراميات مضحكة
- Scopophilia:Peeping Tom1960
- حسناء النهار 1967(لويس بونويل):عن عاهرة من نوع آخر


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فضيحة 1950(أكيرا كيراساو):عن الاعلام الفضائحي والحرية الفنية والتكوين الأدبي