أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مورييل 1963(ألن رينيه):الذاكرة المعذبة














المزيد.....

مورييل 1963(ألن رينيه):الذاكرة المعذبة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 16:01
المحور: الادب والفن
    


مورييل 1963(ألن رينيه):الذاكرة المعذبة
لازال رينيه يمارس لعبة الوقت التي كانت ناجحة والى ابعد حدود في الفيلمين السابقين(هيروشيما ياحبي والعام الماضي في مارينباد)...اذا اردنا اختزال كلمة الوقت في كلمة أكثر خصوصية وشمولا في نفس الوقت،فسوف تكون هذه الكلمة هي (الذاكرة).
فالافلام السابقة مع هذا الفيلم تتعلق بالذاكرة،وليست أي ذاكرة...على شاكلة ذاكرة التاريخ أو الذاكرة المسجلة،بل هي ذاكرة ذات علاقة قوية بالشخصية،بحيث تكون جزء لايتجزأ من الشخصية كما رأيناها مثلا في العام الماضي في مارينباد أو حتى هيروشيما يا حبي،وهنا الذاكرة تمارس تأثيرا وضغطا عاطفيا قويا على الشخصيات،بحيث تبدو هذه الذاكرة هي المؤثر الواضح،بل هي محرك اللحظة الحالية والمحرك اللحظي في الفيلم.
مورييل هي الذاكرة،فالن رينيه في انتقالاته المفاجئة بين المشاهد يحاول ان يعطي تماسكا للحظة التي تحدث هنا واللحظة التي تحدث هناك سواء في الحاضر أو في الماضي،لأنه يضفي على لحظة الماضي تماسكا ووحدة مع الحاضر،فكل شخصيات الفيلم تعيش في خضم ذاكرة خاصة كانت ذات اثر سلبي على الحاضر...الماضي ليس كما كان...الذاكرة سلبت الحاضر...الاشياء تتغير.
ان كان فيلم مورييل ملغزا وأحيانا يبدو اكثر الغازا من العام الماضي في مارينباد،مع الانتقالات والمونتاج الماهر،ومحاولة رينيه التقاط اللحظات في اكثر من مكان ولكن في نفس الوقت،مع محاولة توحيده للحظة الماضي مع لحظة الحاضر،ولكنه في مساره العام يعتمد على حبكة في اساسياتها واضحة،بل ويعتمد الايضاح احيانا لتبقى فقط هي التفاصيل الغائبة عن المسار التقليدي للفيلم،خاصة ان رينيه يحاول أن يروي حكاية ليست بتقطيعها الزمني المعتاد.
هيلين ارملة(Delphin Seyrig)-حصلت عن دورها على جائزة افضل ممثلة في مهرجان فينيسيا 1963-في دعوة مجهولة الغاية لحبيب من الماضي يدعى (نويارد) محضرا معه عشيقته العشرينية (فرانسواز) التي تدعي بانها ابنة اخته وحضورها ايضا كان لأسباب مجهولة...
يقف رينيه بشكل ملحوظ على حركات الشخصيات الثلاث...يكرر مشهدا يتسم بالحركة
فرانسواز:لقد بدأت تمطر...يكرر المشهد...ولأن الشخصيات متحدة في الزمن فهو يعمل على توحيد هذه الشخصيات وكأن اللحظة بالنسبة لرينيه هي المهمة...كل الشخصيات هي شخصية واحدة عندما تكون نفس اللحظة.
صمت،ومن ثم موسيقى توحي بالغرابة والتشويق....عبارات لها علاقة بالانتقالات عندما يقول لها:
لقد قصصت شعرك بالعادة كان طويلا...وكثير من مثل هذه العبارات يتكرر في الفيلم؟
(الذاكرة لم تعد كما كانت...هي الآمال في العودة،ولكن هذه العودة لم تكن محسوبة ليس من ناحية القرار،بل من ناحية الزمان...من ناحية تجاهل الزمان)
بيرنارد ابن زوج هيلين وهو شاب غريب الاطوار،خطيب لفتاة تدعى مورييل،تعتبر هيلين ان اسمها غريبا وهي لم تراها ولو لمرة واحدة في حياتها...
بيرنارد مجند سابق في الجزائر،وحرب الجزائر تضفي بذاكرتها ايضا وتبدو عنصرا هاما من عناصر الفيلم...
نحن نعرف جيدا أن رينيه معارض كبير لحرب الجزائر،وقال ذات مرة بأنه حقق ليل وضباب كناية ليس الا عن حرب الجزائر.
ولكن مورييل هي اهم عنصر من عناصر الذاكرة في الفيلم...هي عن الذاكرة السوداء...عن العمل الأول في الحياة...هي اللحظة الأهم في كل الحياة...هي عنصر الذاكرة المتقد...
نستطيع ان نفهم ان مورييل-وهذا لايذكر صراحة في الفيلم-فتاة عربية من الجزائر عمل بيرنارد مع جماعة من اصدقائه على تعذيبها وتشويهها ومن ثم قتلها...
ولكن مورييل هي خطيئة...هي اللحظة التي حكمت عليه بأن يظل متمسكا بها طوال حياته،وهذا له علاقة بموضوع اللحظات الروتينية...لنلاحظ التوقف مع الرنين الموسيقي الملفت للانتباه عند أي جملة يظهر...لقد افسدت روتينك
الروتين ابدا ليس له علاقة بالذاكرة...شخصيات رينيه محصورة عالقة في الزمن
سيستعيدان الماضي غير المنغلق مع فلاش باك وعتاب ايضا،ولكن القصة لن تسير ابدا في مسار تقليدي ولا في سرد تقليدي ايضا،وحتى لو كانت هناك لحظة من الماضي مهمة على شاكلة بانه بعث لها رسالة طلب فيها منها أن يكون زوجها ولم تصلها ستضفي شيئا على احداث الحاضر،وستعيد معها اعادة احتساب الذاكرة.
الشخصيات تمارس التسكع في ضواحي باريس على خلفية موسيقى اوبرالية(أنطونية مع شيء من التحفظ) نسأل انفسنا:هل مورييل عبارة عن استرجاع...هناك تقطيع عالي...للمونتاج دور كبير...انتقال سريع للمشاهد...استرجاع مورييل على مشاهد للجنود الفرنسيين..على مشاهد مدن الجزائر...تكرار للحظة معينة دون سبب واضح ولاتبدو ذات دور مهم في الحبكة بل لحظة هامشية مثل لحظة على شاكلة اشعال ضوء الغرفة...
تبدو مورييل مع ظهورها الحقيقي على انها حبيبة لبيرنارد،ليست اكثر من كناية عن الجزائر
كل الشخصيات ذات اهمية...لها دور في الحبكة الحقيقية للفيلم وفكرة عودة الزمن المجردة،وعبارة على شاكلة:كله من الماضي،اننا في الحاضر قد تكون هي العبرة ومغزى الفيلم.
عندما تذهب هيلين مع نهاية الفيلم الى محطة القطار وتسأل احدهم:اين القطار المتجه الى باريس؟
عليك بالذهاب الى المحطة الجديدة...الأشياء تتغير
مع نهايات حاسمة وغير مفهومة،ومع الكثير من الالغاز...بالرغم من كل هذا فرينيه يحاول ان يمارس لعبة زمنية أوضح من العام الماضي في مارينباد،فمورييل هو فيلم مرتب بالرغم من كل شيء ومقبول ذهنيا،مع مقاطعات وانتقالات تعطي للفكرة الرئيسية(الزمن المجرد) أو عودة الزمن المجردة دورا وحضورا،والنتيجة كانت ان فيلم مورييل فيلم ممتاز ان لم يكن تحفة فنية تستحق المشاهدة اكثر من مرة.
رينيه مع ثلاثية الذاكرة هو احد اقطاب الموجة الجديدة بامتياز التي ارادت التحديث والتبديل والانتقال من حبكات نقليدية الى حبكة على شاكلة فيلم مورييل،ولكنه لازال بعيدا جدا عن تروفو وزميله غودار...
بلال سمير الصدّر 20/10/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العام الماضي في مارينباد 1961 الن رينيه:لحظة التكوين
- هيروشيما يا حبي 1959 الن رينيه:ذكريات الظل والحجر
- ليل وضباب 1955:عن الن رينيه واستباحة الذاكرة
- السر الغامض للرغبة(الجاذبية الخفية للرغبة) 1978(لويس بونويل) ...
- شبح الحرية 1974(لويس بونويل):تحولات ومشكلات العصر
- الجاذبية الخفية للبرجوازية 1972(لويس بونويل):مسرحية من الدرج ...
- تريستانا 1970 لويس بونويل:غراميات مضحكة
- Scopophilia:Peeping Tom1960
- حسناء النهار 1967(لويس بونويل):عن عاهرة من نوع آخر
- مفكرة الخادمة 1963(لويس بونويل):قصة عن فساد كامن ولكنه بدأ ي ...
- الملاك المبيد 1962 (لويس بونويل):مسار غامض
- فيرديانا 1961(لويس بونويل):عن التفكير الديني ومعطيات الحياة ...
- علاقة غريبة (El-Starngr Affeir) لويس بونويل 1952(بونويل والح ...
- نماذج من المرحلة المكسيكية الأقل أهمية(لويس بونويل):كازينو ا ...
- عن لويس بونويل والمنسيون 1950
- مشهد في السديم 1988 للمخرج اليوناني ثيو انجيلوبولوس:اليد الآ ...
- عناقات محطمة 2009(بيدرو ألمودفار):عن الشخصية الالمودفارية ال ...
- عودة-Volver 2006-بيدرو ألمودفار:عن عالم ليس فيه للرجل اي ضرو ...
- تحدث لها 2002(بيدرو المودفار):عن الميلودراما الرائعة
- كل شيء عن امي1999(بيدرو المودفار): هو فيلم يكافح بين الدراما ...


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مورييل 1963(ألن رينيه):الذاكرة المعذبة