بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 22:11
المحور:
الادب والفن
عناقات محطمة 2009(بيدرو ألمودفار):عن الشخصية الالمودفارية المفقودة بشدة
هاري كين كان متزوجا ذات مرة قبل ان يصبح اعمى ويتجه الى كتابة السيناريو ملقبا نفسه ب(mateo)،وفجأة يعرف ان رجل الأعمال الشهير(ايرنستو مارتيل) قد توفي ومن هذه اللحظة تحديدا يبدأ الأسترجاع من قبل هذا الكاتب الأعمى لأحداث بدأت فعليا عام 1992.
ان كانت عناصر سينما المودفار واضحة جدا في هذا الفيلم،ولكنه يبدو هجينا في هذه المسيرة يركز على حبكة مكررة شاهدناها كثيرا مع خط ميلودرامي واضح وعميق.
هاري كين كان متورطا في علاقة حب مع عشيقة رجل الأعمال الشهير ذو السمعة المشكوك فيها،إذ يرافق نجاحه الكبير فضائح مالية مع حبس لمدة ثلاثة سنوات عن تهمة التهرب من الضرائب.
ماجدلينا(بينلوب كروز) عاهرة الماضي تعمل كسكرتيرة عند ايرنستو،لتتورط معه في علاقة من دون زواج لمدة سنتان نتيجة حاجتها الشديدة لعلاج والدها المريض بسرطان الأمعاء.
إذا هذه الحبكة ومساراتها التي تشبه فيلم الانتقام(كيفن كوستنر-انتوني كوين)،ستؤدي الى زخم عاطفي كبير مع لحظات من تدفق هذا الماضي وانكشاف حقائق اشبه بالانقلابات المعروفة والمألوفة في حبكات المودفار السينمائية،ونجد في عناقات محطمة تركيز عالي على الحبكة والشخصيات،بحيث بدت الحبكة هي المفتاح الرئيسي،وهي المؤشر الوحيد للمشاهدة ،وان كان الفيلم يحمل اشياء اخرى على شاكلة تحية للسينما وبعض المخرجين،وأشياء أشبه بسحر الكاميرا،إلا ان هذه الأشياء بدت غارقة بقوة في الحبكة ولانلاحظها الا بتركيز شديد،على ان المودفار حاول التلميح اليها بشيء من التقريب والوضوح ولكننا لم نجد في هذا شيئا نافعا يمكنه انقاذ هذا الفيلم،وبالتالي كانت النتيجة فيلم سردي عادي من الممكن ان نتعاطف معه أو نقول عنه بانه تقليدي او حتى ممل ومنذ البداية،وليس من مهمة الناقد هنا ان يحاول ان يدفع الجمهور للتعاطف مع هاري كين أو مع ماجدلينا،لأن هذا شيء يعود للمشاهد نفسه وليس من هناك شيء بحاجة للتوضيح،كما أن المودفار لم يكن محايدا في هذه النقطة لأن الحبكة حققت مرادها وعملت على اضفاء الكم العاطفي اللازم للتعاطف مع اي شخصية.
سرد الأحداث غير مهم هنا والشخصية الألمودفارية مفقودة بشدة في هذا الفيلم الجميل الذذي من الممكن تقييمه باعلى من المتوسط لكن فقط اذا شاهدناه بحياد محاولين الاستمتاع بفيلم سينمائي جميل متناسيين ايضا ان المخرج هو بيدرو ألمودفار...ولكن كيف علينا أن نقبل بهذا؟
المودفار يحقق فيلما للمتعة ليس إلا،وكل معطيات هذا المخرج بقيت ضئيلة ولايمكن النظر اليها من خارج نطاق هذه الحبكة.
بلال سمير الصدّر 2014/8/3
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟