أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - البريء1976(لوكينو فيسكونتي): ليس هناك محكمة على وجه الأرض قادرة على الحكم علي














المزيد.....

البريء1976(لوكينو فيسكونتي): ليس هناك محكمة على وجه الأرض قادرة على الحكم علي


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4536 - 2014 / 8 / 7 - 03:04
المحور: الادب والفن
    


البريء1976(لوكينو فيسكونتي): ليس هناك محكمة على وجه الأرض قادرة على الحكم علي
الفيلم يحمل قيمة كبيرة جدا في مسيرة فيسكونتي الفنية،فبين مؤيد كبير للفيلم،ومعارض من بينهم فيسكونتي نفسه،يقف البريء فيلما محايدا كبيرا في اغلب لحظاته ومتوسطا متعمدا اطالة لامعنى لها في لحظات أخرى....
الفيلم مقتبس عن رواية لغابريل دانونزيو تدور احداثها في نهايات القرن التاسع عشر،بحيث يبدو فيسكونتي منغلقا في افلامه الأخيرة على متاعب وهموم الطبقة الارستقراطية،وان كانت تلك الهموم تسير في منحى انساني عام غير خاص أبدا،ولكن تبقى هذه الهموم والمتاعب يحملها شخصيات يعيشون في احضان القصور مغرمون بالأوبرا وموسيقى مودزات وباخ وهو عالم نستشف بوضوح انه عالم فيسكونتي المحبب،الذي يستطيع فيه ان يعبر عن حريته الفنية وشغفه الأوبرالي حيث ان الهموم الماركسية الواقعية قد ولت من غير رجعة،فالمتوقف في عالم فيسكونتي لابد أن يرى تحية عامة من وقفة صمت طويلة للأستماع الى مقاطع موسيقية من كل تلك العوالم الفنيةنوربما قصتنا في فيلم البريء تسير في مسار طبيعي مكرر واكثر ما يميزها هو اللمسة الفنية والديكورات الفخمة،والخط الخاص في القصة يبدو اقوى بكثير من الخط العام حتى لو قلنا سابقا ان كل افلام فيسكونتي تسير في منحى انساني عام...
توليدو مغرم بتريزا الارملة على الرغم من انه متزوج من جوليانا،وسرعان ما يخبر جوليانا بالهجران في حوار مقتبس عن مقطوعة موسيقية ادبية والقصة تبدو انها تسير في مسار شكسبيري احيانا...
ولاحقا تتعرف جولينا على فليبو الكاتب وتخوض معه في قصة حب...
غرق في هم ذاتي خاص جدا وطبقات ارستقراطية،حيث يبدو فيسكونتي في رحمته الأخيرة بعيدا جدا عن الواقع المعاش،وايمانه بالفن وبالخطاب الأدبي يؤكد سيطرته على مخرجنا الذي يعيش الآن ايامه الأخيرة اكثر من اهتمامه بالواقع الذي رأيناه في (الارض تهتز) أو الهم الاجتماعي في روكو واخوته أو حتى الفلسفة التي رأينا التزامها الأدبي في فيلم الغريب،والفن يبرز في هذا الفيلم كهم وعامل رئيسي مع ديكورات فخمة تصور الطبقة تصويرا دقيقا...
للديكورات دور كبير في دراما تسير احداثها بين القصور من المتوقع ان تسير نحو الميلودراما وتشابك العلاقات غير المعقدة في مسار يبدو واضحا اكثر واكثر، في حوار مقنع في قصة تعتمد على الاقتباس الأدبي بشكل كبير،في فن اعتبرته الموجة الجديدة فن بعيد عن الحياة وانتقدته لدرجة الاحتقار ولكننا لا نوافق على ذلك،وحتى فيسكونتي يبدو وكأنه في هذا الفيلم يعود الى زمن سابق للموجة الجديدة،أي الى الواقعية الشعرية الفرنسية.
بطء في مسار الأحداث مع مسار مقنع للقصة يحافظ على خط تكثيفي واضح جدا للأحداث مهما كانت ضئيلة أو ليست ذات اهمية،حيث يبدو الفيلم قطعة ادبية في اقتباس يبدو بأنه ملتزم جدا خاصة بالنسبة الى موضوع اللغة المستخدمة في الفيلم،وفيلم البريء هو خير تقارب هذه السينما مع الأدب.
العلاقة بين السينما والأدب والفن وحتى الرسم(مع كل الأشكال الفنية) حميمة ولايمكن التغاضي عنها ابدا.
يبرز الحدث المركزي في هذا المسار السردي البطيء،عندما نكتشف ان جوليانا حامل....ويبدو الموضوع اكثر تشابكا على الرغم من انه يخص شخص واحد،حيث يريد توليدو التخلص من الطفل بينما جوليانا ترفض ذلك.
توليدو يعلن الحاده:
أنا ملحد ولكن هذا لايعني بأني لا امتلك مشاكل أخلاقية...
الطفل هو من الكاتب الذي سيموت لاحقا في افريقيا،وكأن الموضوع الآن اصبح بحاجة الى مخرج عزيز على قلبنا اكثر من فيسكونتي ألا وهو كيسلوفسكي...
هناك التعارض بين المبدأ الديني والمبدأ الالحادي ومع التسمية العامة للفيلم(البريء) ففيسكونتي-مهما كانت مبادئه وافكاره-يناصر المبدأ الأول الذي يرفض اسقاط الطفل،وهذا اشكال كبير يبدو بانه الهم الأول للفيلم مع بروزه المتأخر نسبيا ولكن الطفل يتنفس الحياة بالرغم من كل شيء....هذا الطفل البريء من التعارض بين المبدأ الديني والمبدأ الألحادي،والطفل لا يمت بصلة الى اي شيء من هذا...
لهذا المكان الذي تدور فيه الاحداث دور كبير في هذا المسار...
هناك اشياء كثيرة ربما تجعل هذا الفيلم قويا ومحسوبا لفيسكونتي ولكن اكثرها وضوحا وبروزا هو الشكل الادبي،فالأحداث من الممكن ان تحدث في اي مكان وأي زمان،وهذا يفسر مقولة ان افلام فيسكونتي تسير في منحى انساني عام وفي مسار درامي قوي بالرغم من كل شيء على الرغم من التكثيف السردي للأحداث،ولكن كالعادة فيسكونتي يحب ان يغرق في التفاصيل...
نزاع داخلي من قبل توليدو،ولكن العلاقة بدت اقوى بين هذين الزوجين ولكن هذا لن يستمر طويلا،لأن توليدو يعمل على قتل الطفل من خلال وضعه على نافذة مفتوحة اثناء تساقط الثلوج...
تنجح الخطة ويموت الطفل رايموند من شدة البرد...هل حلت هذه الاشكالية الآن؟
ان كان كيسلوفسكي يضعنا في اشكالية حادة (سفسطائي) لا نعرف لها اي مخرج ولكن يبدو ان فيسكونتي كان صارما في وضع الحلول لكل اشكالياته....
تعترف جوليانا بانها تحب وان كل ما فالته في السابق عن كرهها للطفل كان من اجل حمايته والاستمرار مع زوجها...يقول توليدو لاحقا مكررا ومصرا على انكاره الألهي مخاطبا تريزا:
ليس هناك محكمة على وجه الأرض قادرة على الحكم علي....زوجتي ترفض ان تؤمن ان مشكلتها حلت على الأرض وليس في ذلك العالم الافتراضي بعد الحياة...
يخاطب تريزا فجأة:لا تنامي...اريدك ان تعرفي كيف انتهي
ينتحر توليدو مطلقا النار على نفسه في نهاية حاسمة وقوية لرجل لايخاف الموت ولكنه انتحر نتيجة عالم لم يعد قادرا على استيعاب افكاره...
بلال سمير الصدّر 12/4/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة شندلر1993(ستيفن سبيلبرج):تتويج المذبحة
- عنف وعاطفة 1974(قطعة محادثة)لوكينو فيسكونتي:اقتحام
- موت في البندقية1973(لوكينو فيسكونتي):عن الانسان في اقسى لحظا ...
- الملعونون 1969 (لوكينو فيسكونتي):تشكيل انتقادي حاد لمجتمع نا ...
- الغريب 1968 لوكينو فيسكونتي: اليوم بالنسبة لي هو شيء للمرور ...
- فيلم الموت1962(برناردو برتولوتشي):بين برناردو برتولوتشي وبيي ...
- Sandra1965(لوكينو فيسكونتي):عقدة اوديب الأنثوية
- الفهد 1963(لوكينو فيسكونتي
- روكو واخوته 1960 (لوكينو فيسكونتي):-عن الواقع الاجتماعي الذي ...
- الليالي البيضاء 1957(لوكينو فيسكونتي):شخصيات تقبع في مناطق ذ ...
- نحن النساء 1953 لوكينو فيسكونتي:عن الحب والحياة
- قصة جندي1958(للمخرج الروسي Grigori Chakhraj):مقدمة نقدية لأي ...
- الأجمل 1951(لوكينو فيسكونتي):عندما يحقق فيسكونتي فيلما وعظيا
- الأرض تهتز 1948(لوكينو فيسكونتي):الوثائقية كافضل حل لتصوير ا ...
- عن لوكينو فيسكونتي وفيلم استحواذ والواقعية الجديدة مرة اخرى
- المرأة خلف الباب 1981(فرانسوا تروفو): السينما هي اسلوب سمي ب ...
- المترو الاخير 1980(فرانسوا تروفو):فيلم عن كل شيء
- الحب الهارب1979(فرانسوا تروفو):عن فيلم بطله الاسترجاع
- الغرفة الخضراء 1978 فرانسوا تروفو:تروفو والقدرات الأخرى
- الرجل الذي احب النساء1977(فرانسوا تروفو):تروفو والاحتفاء الع ...


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - البريء1976(لوكينو فيسكونتي): ليس هناك محكمة على وجه الأرض قادرة على الحكم علي