أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - موت في البندقية1973(لوكينو فيسكونتي):عن الانسان في اقسى لحظاته














المزيد.....

موت في البندقية1973(لوكينو فيسكونتي):عن الانسان في اقسى لحظاته


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 08:38
المحور: الادب والفن
    


هو الفيلم الثاني في الثلاثية الألمانية،ويعد من اشهر افلام لوكينو فيسكونتي في رواية مقتبسة عن قصة للكاتب الألماني توماس مان،في اقتباس كان محرفا تحريفا كبيرا،وهذا التحريف ادى الى هبوط حاد في مستوا الفيلم ومن كل النواحي،الأمر الذي يجعلنا نقول ان فيسكونتي لم يستطع ان يكرر نجاحه الكبير في الليالي البيضاء،على ان الهم في هذا الفيلم هو ذاتي خالص وخاص جدا وهو امر شبيه الى حد ما بحكاية الليالي البيضاء...
البروفيسور غوستاف فون اشينباخ في رحلة الى مدينة البندقية،متعب وقلبه ضعيف يبدي اعجابه بفتى جميل ذو ملامح انثوية ويظل هذا الاعجاب حبيسا بين الرغبات والتررد والندم،لذلك لن تكون رواية مان هذه معادلة لرواية نابكوف الشهيرة لوليتا،لأن بطل رواية نابكوف غير متردد ابدا واندفاعه سيقوده الى ذل كتبنا عنه سابقا...
احداث الفيلم بطيئة جدا متحملة لحظات صمت طويلة مع هم انساني ضيق،وعلى خلاف المتوقع فان كانت قصة التعلق هذه الواضحة والكامنة في داخل البروفيسور ولكن يقف الموت لاحقا كبطل اول للفيلم...
وان كانت الكثير من لحظات الفيلم تحمل مناقشات عن الطبيعة المطلقة للفن،على شاكلة اسئلة هل من الممكن الوصول الى الجمال من خلال الحواس..بالنسبة للبروفيسور ذلك الجمال لايصل الى الروح،وهل العبقرية مكتسبة ام هي هدية او هبه الهية...؟
هذه الحوارات والمناقشات الفنية القصيرة والعميقة في نفس الوقت،لن تدفعنا ابدا ان نقول عن الفيلم بأنه جيد،بل هو ادنى من المتوسط على الرغم من احتماله لمواضيع كثيرة...
يلاحق فيسكونتي ارتباكات وتشوشات البروفيسور الذي يرفض ان يصدق الذي يدور في داخله،وكأن الموت يلاحق البروفيسور من ناحيتان:موت جسدي وموت اخلاقي،وكلتا العلتان واحدة على الرغم من ان التشكيلات سوف تكون في العلة الأولى اوضح...والسؤال المربك:هل هذا بالنسبة لفيسكونتي يعتبر انهيار اخلاقي...؟!!
يشير فيسكونتي بوضوح الى اقتراب الموت من البروفيسور الذي تحول من فنان روائي في رواية توماس مان الى عازف موسيقى في فيلم فيسكونتي...
يستخدم فيسكونتي الاسترجاع-فلاش باك-للتحدث عن لمحات في ماضي هذا الرجل
عن سعادة وعن زوجة وعن بنت،وعندما كان محاطا بالرغبة الجنسية يرتاد المواخير،مع اعتماد فيسكونتي على لحظات صمت طويلة،فالشخصيات صامتة تقريبا وحتى لو تكلم البرفيسور ببعض الكلمات الآن فذلك الفتي لم يتكلم بأي كلمة حتى الآن...
الفيلم هو عن انسان في اقسى لحظاته...من آلامه الداخلية واحزانه وذكرياته الى ردات فعله اتجاه رغباته الدفينة واقتراب الموت منه|...عن مسار شخصي في لحظات حتمية وحاسمة مع تتبعه لذلك الفتى،نقول:
وسواس قهري اتجاه الامراض واتجاه الروائح...اتجاه النشرات التحذيرية...انهم يطهرون البندقية...انها الكوليرا
هل البروفيسور سيموت نتيجة رغباته ام نتيجة وسواسه ام نتيجة جسده المنهك؟
ومن ثم هذا الفلاش باك الذي يستخدمه فيسكونتي لملاحقة اهم لحظات الماضي مثل موت الابنة،ولكن الفيلم ليس عن مراجعة الحسابات بالقدر عن توفر فرص اجتماعية تساعد على الموت...
البروفيسور غوستاف فون اشينباخ الالماني الذي يقبع في البندقية الآن،يطوي الصفحة الأخيرة من دون اي مراجعة للذات...من دون السيطرة على الذات لتكون النهاية هي الموت وهو ينظر بحسرة الى ذلك الفتى..
موت في البندقية فيلم جميل فيه تشكيل جديد عن الموت،عن شخص يعيش في ذهنه حالة الموت والخوف منها والشعور بالاقتراب منها،بينما في الذهن الآخر حالة اخرى تجعله ينسى الحالة الأولى ولكنها كانت السبب او ربما احد الاسباب القوية للوصول اليها...
الثلاثية الألمانية ليست بافضل افلام فيسكونتي ونحن سنتغاضى عن الكتابة عن فيلم لودفيغ ونكتفي بالكتابة لاحقا عن فيلم فيسكونتي الاخير البريء.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملعونون 1969 (لوكينو فيسكونتي):تشكيل انتقادي حاد لمجتمع نا ...
- الغريب 1968 لوكينو فيسكونتي: اليوم بالنسبة لي هو شيء للمرور ...
- فيلم الموت1962(برناردو برتولوتشي):بين برناردو برتولوتشي وبيي ...
- Sandra1965(لوكينو فيسكونتي):عقدة اوديب الأنثوية
- الفهد 1963(لوكينو فيسكونتي
- روكو واخوته 1960 (لوكينو فيسكونتي):-عن الواقع الاجتماعي الذي ...
- الليالي البيضاء 1957(لوكينو فيسكونتي):شخصيات تقبع في مناطق ذ ...
- نحن النساء 1953 لوكينو فيسكونتي:عن الحب والحياة
- قصة جندي1958(للمخرج الروسي Grigori Chakhraj):مقدمة نقدية لأي ...
- الأجمل 1951(لوكينو فيسكونتي):عندما يحقق فيسكونتي فيلما وعظيا
- الأرض تهتز 1948(لوكينو فيسكونتي):الوثائقية كافضل حل لتصوير ا ...
- عن لوكينو فيسكونتي وفيلم استحواذ والواقعية الجديدة مرة اخرى
- المرأة خلف الباب 1981(فرانسوا تروفو): السينما هي اسلوب سمي ب ...
- المترو الاخير 1980(فرانسوا تروفو):فيلم عن كل شيء
- الحب الهارب1979(فرانسوا تروفو):عن فيلم بطله الاسترجاع
- الغرفة الخضراء 1978 فرانسوا تروفو:تروفو والقدرات الأخرى
- الرجل الذي احب النساء1977(فرانسوا تروفو):تروفو والاحتفاء الع ...
- قصة اديلا1975 فرانسوا تروفو:لعبة الكبار
- النهار من أجل ليلة 1973(فرانسوا تروفو):قطع مونتاجي
- فتاتان انجليزيتان1971(فرانسوا تروفو):عن جولي وجيم وفيلم خارج ...


المزيد.....




- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها
- عميل فيدرالي يضرب رجلًا مثبتًا على الأرض زعم أنه قام بفعل مخ ...
- انقطاع الطمث المبكر يزيد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائ ...
- إشهار كتاب دم على أوراق الذاكرة
- مثنى طليع يستعرض رؤيته الفنية في معرضه الثاني على قاعة أكد ل ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - موت في البندقية1973(لوكينو فيسكونتي):عن الانسان في اقسى لحظاته