مصارع الثيران1986(بيدرو المودفار):خليط مشوش

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 00:49
المحور: الادب والفن
    

مصارع الثيران1986(بيدرو المودفار):خليط مشوش
قد يكون هو الفيلم الحقيقي الأول الذي لفت النظر نحو بيدرو المودفار،مركزين بالتأكيد على كلمة (قد)،وهنا فهذه الحالة تبدو استثنائية عن اي حالة اخرى يخوض فيها المودفار سواء كان ذلك لاحقا أو سابقا،حيث يبدو النموذج القصصي هنا متداخلا بين الحالة النفسية والحالة الجنسية الاجتماعية التي كتبنا عنها قبل ذلك،ويعتبر الفيلم مفتاحا مهما في سينما المودفار،وعلى اي حال من الأحوال فالحالة العامة لمصارع الثيران لم تكن ملفتة للنظر الى درجة متوقعة أو ملموسة،وهو فيلم حقق رضانسبي بين النقاد،بحيث ان الواضح ان الكل بدا متحفظا اتجاه هذا الفيلم.
دييجو مصارع ثيران سابق،يمارس العادة السرية على مشاهد قتل فظيعة للمرأة تحديدا،تشمل ايضا الدماء وحتى قطع الرؤوس وهو في كامل اللذة،وهذا أول انعكاس للعقد والأمراض النفسية التي تبدو كثيرة جدا في الفيلم...
من ناحية اخرى هناك امرأة(ماريا) تستدرج الرجال وقوم بقتلهم بدبوس شعرها المدبب التي ترتديه دائما اثناء الجماع معهم ومن ثم تكمل الجماع مع الجثة وكأن شيئا لم يحدث،ونكتشف لاحقا ان دييجو يستمتع ايضا بجماع الجثث.
إذا هناك خط التقائي واضح بينهما مشترك،حيث ان كلاهما يبدو بعيدا عن العقده النفسية المعروفة بجماع الجثث أو حب جماع الجثث،أو اختصارا الى تملك وتفوق جنسي واستعلاء على الجنس الآخر لا يشبعه الا القتل،فماذا لة اكتشفنا لاحقا ان ماريا كانت احد المعجبين بدييجو...
اذا الموضوع كما هو واضح هو خاص وفر دي وهو شيء غير ملموس في سينما المودفار،على انه وبالتأكيد يحمل ويتضمن كل ثيمات هذا المخرج الكبير...
هناك شاب يدعى بآنخيل(انتونيو باندرياس) في دور و اداء افضل من ظهوره السابق مع المودفار بكثير،يعاني من حساسية عالية واحباط جنسي عالي سيتبلور لديه الى عجز جنسي.
إذا كل شخصيات الفيلم ملاحقة من قبل العقد النفسية الجنسية بشكل أو بشكل آخر،وهو –اي انخيل-سيعترف بكل جرائم ماريا التي ستصبح محاميته لاحقا،كما انه سيعترف بجرائم القتل الذي ارتكبها استاذه دييجو ايضا.
الأمور ليست مقنعة على الاطلاق،وعلى الرغم من هذا الخليط المعقد الذي يصوغه المودفار في هذا الفيلم الذي يمارس فيه لعبة الكبار من خلال ظهوره في الفيلم،الا ان الأجواء التي وضعها المودفار للفيلم تبدو ابسط مما يكون،وعلى شدة مشاهد الفيلم التي كانت ترغب في التعبير عن مضمون جنسي معين مثل،جماع الجثث او الرغبة في القتل الذي قصده الاستعلاء أو التفوق الذكوري أو الانثوي،الا ان هذا المضمون كان مبالغ فيه بالتعبير،وبالتالي كان يمكن التعبير من خلال كنايات اجمل من هذه الصراحة المفتعلة وقد تكون مفيده للفيلم بشكل اكبر...
يقول دييجو لماريا:أنا وانت متشابهان...مولعان بالموت
هناك معطيات كثيرة:
قتل وكبت جنسي وجماع جثث وعادة سرية على مشاهد قتل امرأة...
إذا هناك حضور قوي لفرويد وكارل يونغ وجورج باتاي،حتى انه يبدو لي ان الماركيز دي ساد بدا حاضرا احيانا،فالمحقق يبدو احيانا شاذ جنسيا...
هناك خلط كبير في المعطيات،ومن الممكن ان يحقق اي مخرج فيلما ناجحا حتى لو وضع كل هذه المعطيات في قالب واحد ولكن الفيلم ظل مشوشا ويسير ضمن منحى متوسط في افضل حالاته...
بلال سمير الصدّر 17/5/2014

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل