أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - حسناء النهار 1967(لويس بونويل):عن عاهرة من نوع آخر















المزيد.....

حسناء النهار 1967(لويس بونويل):عن عاهرة من نوع آخر


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 20:12
المحور: الادب والفن
    



هو من اشهر افلام لويس بونويل على الاطلاق،ويحتل مكانة خاصة في مسيرة بونويل الفيلمية مع المشهدية الأكثر شهرة في القرن العشرين(كلب أندلسي)،وربما ايضا يعتبر اشهر ظهور لكاترين دينوف على الشاشة ولكنه ايضا ليس بافضلها.
من المفيد القول ان القرص المدمج(dvd) هو من تقديم المخرج الأمريكي مارتن راعي الروائع الفنية،وهو من كتابة كاتب السيناريو الأشهر على الاطلاق جان كلود كاريير...
سافرينا بطلة الفيلم المطلقة(كاترين دينوف)،على ان العنصر الأهم في هذه البطولة هو ان الفيلم يروي ويسرد من خلال عيونها ومن خلال رؤيتها للحياة ايضا،مع تداخل واضح لأفكارها وهواجسها النفسية،على ان هذه الأفكار والتصورات-لفظ تصورات هو لفظ ادق من لفظ أحلام أو تخيلات-التي تصيغها على شكل حكاية وحدث ذا علاقة قوية وواضحة بحياتها وبصلب الحدث المركزي للفيلم وعلى الغالب ذا علاقة بفلسفة العقاب التي لاتحصل عليه نتيجة الخطيئة التي تقع فيها،وعلى ان فرويد هو سيد الموضوع ولكن سافرينا هي شخصية متزنة وذات سوية عقلية واضحة.
فمع اللقطة الأولى التي تضع تصورا لعقاب سافرينا المتوقع نتيجة اخطاءها ،وهي لقطة لاتعتبر سوى مدخل تشويقي،يبدو الفيلم غامض في كثير من لحظاته.
زوجها بيير (فرانشسكو رابال) هو سيد هذه التصرفات الذي يجلدها ومن ثم يطلب من سائق عربته ان يغتصبها وهي تقول له بانها تستطيع التفسير...
هذه التصورات بالنسبة لسافرينا هي لابد أن تحدث ضمن مسار طبيعي للأحداث وللحياة برمتها،وهي محكومة في نفس الوقت بشيء من تأنيب الضمير والشعور بذنب هي قادرة على وضع تفسير واضح له،وكل هذا يدفعنا للقول أن سافرينا ليست شخصية عصابية بل هي امرأة تعرف ماذا تريد بالضبط...
تصوراتها ليست اكثر من خبرة حياتية تحكم مسار الأحداث...
سافرينا تشعر ببرود عالي اتجاه زوجها الجراح وهي ترفض ان تناقش هذا البرود وترفض ايضا ان تنام مع زوجها على سرير واحد،والحكاية تبدأ فعليا عندما تعلم أن احد صديقاتها تعمل في ماخور احيانا من اجل الحصول على دخل اضافي،وضمن اعتقادها الخاص أن هذه الأماكن قد انقرضت وتصورها الخاص(الذي لايخلو من واقعية) لهذه الأماكن يدفعها على الفور الى العمل في هذه الأماكن...
إذا مع الاستهجان المبدأي هناك اعادة صياغة للفكرة:
هي تحلل حالة ان يلتقطها اي شخص يرغب بذلك وهي عليها المثول سواء كان كبيرا أو صغيرا،بشع أم جميل...وهي تقول حتى مع الحبيب هناك دائما لحظات سيئة
كلمة المثول ذات مدلول واسع...فالمثول في مدلوله الخاص بالشخصية:
سافرينا شخصية أرستقراطية ولكنها ترغب من الآخرين أن يعاملوها بعنف،بينما في مدلوله العام فالعنف الجنسي رغبة كامنة في أي امرأة وفي الماخور تستطيع سافرينا الحصول على هذا العنف،وليس العنف الخاص بل العنف الجنسي في المدلول العام.
لاحظنا مؤخرا كيف استخدم لارسن فون تراير العنف ذا المغزى الجنسي لأعادة الرغبة المنطفأة لغريس،وسافرينا مثلها كمثل غريس تعرف ما الذي تريده جيدا،وعلى الرغم من خطوتها الغريبة،فهي لها قدرة جيدة على الانضباط،فهي تشترط ان تعمل حتى الساعة الخامسة،وتعمل ليوم أو يومين في الاسبوع،وتشترط في البداية ان تختار زبائنها بنفسها...
إذا بونويل فنان الغرف المغلقة الثاني،فكل افلام بونويل الأخيرة مغلقة مكانيا وعلى موضوع واحد ذو حدث مركزي واضح ومؤثر،متقشف خالي من الموسيقى التصويرية،والموضوع بعيد كل البعد عن التانغو الأخير في باريس،على ان هذا الفيلم الأخير ذا مكانة اوسع في السينما العالمية،ولكن يبقى بونويل هو الذي عالج هذا الموضوع بشيء عالي من التحفظ خاصة التبعيات والمشاهد الجنسية،فالفيلم على كثافة موضوعه شاعري جميل لا نشاهد فيه لقطة جنسية صريحة واحدة...
بونويل يسترجع لحظات مهمة من الماضي ذات علاقة بالموضوع،على شكل شذرات مفاجئة ليس لها اي تقديم،فسافرينا تعرضت لتحرش جنسي من شخص بالغ وهي قاصر،وهي ايضا كانت في مثل هذا العمر عندما رفضت أن تتناول الرغيف المقدس،وهنا نفهم شيئا عن سافرينا ومنذ عمر مبكر...كانت متحررة من القيود الدينية،بينما الشيء الآخر عن سافرينا في لحظة التحرش المذكورة كانت في غاية الاذعان الاقرب الى القبول.
إذا مع العنف المرغوب من قبل سافرينا ربما كان هناك حث في داخلها من اجل تكرار هذه التجربة...
تتورط سافرينا بتلقائية السيدة(آنيس) مديرة الماخور،وهي ان كانت لا تعرف ما الذي تريده بالضبط،ولكن هذه التلقائية القائمة على خبرة مسبقة في التعامل مع القادمين الجدد لهذه المهنة،تقبل سافرينا بالعمل وهي تذعن من خلال أقل عنف على شاكلة الصراخ أو الضرب الخفيف غير المبرح،وهي سواء كانت تعرف ذلك أو لاتعرفه،فالعنف هو الدافع الأول النفسي للقبول بالنسبة لها.
ومع القبول تعمل مستويات الوعي،فالأنا العليا تقدم تصورات ذهنية عن سافرينا نفسها مقيدة الى عمود تقذف بغائط وأوساخ الخنازير.
الفيد على عمود الرجم هي القيود الدينية مع الشعور بالذنب الذي يقودها الى هواجس الارتداد،والارتداد بحاجة الى عقاب،والعقاب ان لم يكن قدريا فهو مرتبط بثقافة وخبرة معاكسة(بنيوية).
إذا مع تقدم أحداث الفيلم يقدم بونويل نماذج مختلفة لعاهات نفسية،من مليونير ارستقراطي قبيح بدين مريض بالكبرياء والفوقية،ومن ثم طبيب نسائي شهير يرغب بممارسات سادية تمارس عليه من قبل المرأة،وكأنه يشعر بالدونية،وشخص اسيوي متعلق برمز جنسي غير واضح ولا يعمل بونويل على توضيحه ابدا،وترفضه فتاة ولكن حسناء النهار تقبله.
الفيلم محكم...جيد...مكتوب باحكام...حريص على ابراز التفاصيل،والأهم من هذا كله أن بونويل يعبر عن كل ذلك بنعومة بالغة ممتعة يعمل فيها بونويل على اكتشاف عوالم غاية في الخصوصية...
حسناء النهار والواقع الاجتماعي:
تسأل زوجها في وقت مبكر من الفيلم:هل كنت ترتاد مثل هذه الأماكن؟
نعم ...أحيان قليلة...تذهب اليها للحظات وتبقى محبطا طوال النهار
صديقتها تعمل في هذا المكان للحصول على دخل اضافي،وهناك اخريات مثلها من ربات المنازل التي تعمل هذه المهنة مستغلين غياب أزواجهن للحصول على دخل اضافي ايضا،وماتيلدا زميلة لحسناء النهار-اللقب الذي تطلقه آنيس على سافرينا-صديقها تعرض لحادث ولا يستطيع العمل الآن،وهو يعرف بانها ترتاد هذه الأماكن،وسافرينا عندما يتحرش بها الرجال يها في المواقف العادية اليومية تطلق على نفسها حسناء النهار...
المحيط الاجتماعي يقبل هذه الأماكن بغض النظر عن نظرته اليها...
ويطرح بونويل نموذجا غريبا آخر عن رجل استخدم حسناء النهار كناية عن زوجته الميتة ليخاطبها في تابوتها وعيد ذكرياته معها.
فيلم بونويل هذا عابق بالمرض النفسي من خلال مغامرات حسناء النهار،ويصح ان نقول عنه بانه درس ممتع للهاوي والمتمكن في التحليل النفسي...بونويل يطرح الموضوع فقط بمكر مقصود ولكننا نستطيع من خلاله أن نفهم افكاره ووجهات نظره،فان كان انتونيوني فهو سيعمد الى قليل من الشرح وعلى الغالب سوف يكون شرحا غير مفهوم،بينما بيرغمان فهو لن يضفي على الموضوع سوى الغرابة والتشويش.
النهايات ليست مفجعة بل متنبأ بها...ستقع حسناء النهار في غرام مجرم قاسي يدعى مارسيل يعمل على ضربها واهانتها،والنهاية فيها شيء من من الميلودراما والافتعال...
هي وقعت في غرام مارسيل الذي يمارس ضدها عنفا ولكن من نوع معين...عنف الحب وعنف الغيرة وعنف الخوف على الشريك...مارسيل بالمناسبة هو بطل فيلم الشريك لبرناردو برتولوتشي:Pierre Clementi
حسناء النهار بدأت من النهاية...من نهاية مسار بطلة فيلم شبق...هي تريد سادية متحفظة...تريد نوعا من العنف ليس الجنسي فقط بل الحياتي ايضا،وهو المسار الحقيقي لتفسير تصرفات مثل تصرفات حسناء النهار،فحسناء النهار قادتها بيوت الدعارة للوقوع بقصة حب...مغامرات من نوع آخر فهي بالتأكيد عاهرة،ولكنها عاهرة ليست عادية،فالرذيلة هنا ليست مكانا أو محفزا للتأويل أبدا...
بلال سمير الصدّر 17/9/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفكرة الخادمة 1963(لويس بونويل):قصة عن فساد كامن ولكنه بدأ ي ...
- الملاك المبيد 1962 (لويس بونويل):مسار غامض
- فيرديانا 1961(لويس بونويل):عن التفكير الديني ومعطيات الحياة ...
- علاقة غريبة (El-Starngr Affeir) لويس بونويل 1952(بونويل والح ...
- نماذج من المرحلة المكسيكية الأقل أهمية(لويس بونويل):كازينو ا ...
- عن لويس بونويل والمنسيون 1950
- مشهد في السديم 1988 للمخرج اليوناني ثيو انجيلوبولوس:اليد الآ ...
- عناقات محطمة 2009(بيدرو ألمودفار):عن الشخصية الالمودفارية ال ...
- عودة-Volver 2006-بيدرو ألمودفار:عن عالم ليس فيه للرجل اي ضرو ...
- تحدث لها 2002(بيدرو المودفار):عن الميلودراما الرائعة
- كل شيء عن امي1999(بيدرو المودفار): هو فيلم يكافح بين الدراما ...
- اللحم الحي 1997(بيدرو المودفار):الرمز الأول للخفة البشرية
- الشريك1968(بيرناردو برتولوتشي):عن السينما والأدب والاسقاط ال ...
- زهور اسراري 1995 لبيدرو المودفار:التحولات
- شبق 2013(لارسن فون تراير):النقطة الفينومينولوجية
- مصارع الثيران1986(بيدرو المودفار):خليط مشوش
- بيدرو المودفار:عن مخرج يلتقط مشاعر المرأة في اقسى الظروف
- قبل الثورة 1962 (برناردو برتولوتشي):شخصيات مفعمة بالهم الوجو ...
- البريء1976(لوكينو فيسكونتي): ليس هناك محكمة على وجه الأرض قا ...
- قائمة شندلر1993(ستيفن سبيلبرج):تتويج المذبحة


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - حسناء النهار 1967(لويس بونويل):عن عاهرة من نوع آخر