نماذج من المرحلة المكسيكية الأقل أهمية(لويس بونويل):كازينو المكسيك وسوزانا

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 11:31
المحور: الادب والفن
    

نماذج من المرحلة المكسيكية الأقل أهمية(لويس بونويل):كازينو المكسيك وسوزانا
الكازينو الكبير (كازينو المكسيك)1947:
الحكاية تبدو شعبية بسيطة ....اشخاص مسجونون يقومون بالهرب
هؤلاء المسجونون باحثون عن فر صة...عن الغنى الفاحش ولكن الوظيفة التي يحصلون عليها هي البؤس فقط
في الحقيقة فالهم ليس أدبيا،على الرغم من الظروف القاسية للحياة،وانعدام فرص العمل ولكن الفيلم ليس عن ذلك ايضا،ولا يبدو ان بونويل يرغب بالاشارة الى ذلك..
هناك شيء من الاستعراض والغنائية،والفيلم تقريبا ينحاز نحو الفيلم الغنائي،وكأن بونويل ينسج على منوال أفلام أمريكية كانت موضة ذلك العصر،ومن المستحيل ان نستشف أي شيء من بونويل الحقيقي في هذا الفيلم الذي لايبدو أكثر من فصل غير مهم يجدر بنا النظر اليه ليس إلا...
ومع وقت طويل من الاستعراضات والحس التجاري،نجد أن اهم لحظات الفيلم واكثرها سعادة تحصل في ذلك الكازينو...
مؤمرات مالية تحاك ضد رب العمل الذي يعمل عنده جيرادو الهارب من السجن في مجال النفط تؤدي لاحقا الى جريمة قتل يحاول جيرادو الانتقام لها وتحقيق العدالة،ولكن العدالة سوف تكون مقنعة اكثر عندما تنضم مرسيدس اخت رب العمل المنقول للقيادة والتي لابد ان تقع في غرام جيراردو لاحقا،والفيلم سينتهي نهاية ميلودرامية مألوفة كان لابد منها لمثل هذا النوع من الأفلام.
بونويل يروي قصة غاية في الاختصار وتسير نحو النهاية بشكل واضح مع غناء واستعراض ميلودرامي وحتى عنصر التشويق يبدو ضعيفا جدا غير مكمل لهذه الخلطة التجارية الهادئة في نفس الوقت، ولا تملك شيء خاص من الممكن النظر اليه...
استراحة حقيقية للويس بونويل من كل شيء...من كل الهموم وحتى هموم النبذ والتهجير
على العموم فهذه الحبكة الواثقة من نفسها كثيرا وغير المحكمة في نفس الوقت،مع معطيات مثالية للقصة الشعبية ونهاية ان كانت مراوغةنولكنها سهلة وسعيدة قد نكون قد شاهدنا أسوأ منها ولمخرجين كبار ومن دون ذكر اسماء.
طين يتحرك في جلسة شاعرية وشيء يبدو وكأنه عين تنظر أثناء ضرب مبرح ثم تقع سكين على الأرض.
مع هذه الحبكة فهاتين اهم لقطتين في الفيلم،فيما يبدو وكأن بونويل يعود الى هم سوريالي اصبح قديما الآن ولن يعود له بونويل بشكل مباشر ابدا
سوزانا (الشيطان واللحم 1951):
قد يكون فيلم سوزانا هو اشهر افلام الفترة المكسيكية ولكن من الصعب أن نقول عنه بانه اهم اعمل هذه الفترة،والواضح جدا أن هذا العمل الصغير لبونويل نشاهد فيه ملامح قوية لأفلام كبرى سيحققها بونويل لاحقا في فترته الفرنسية اللامعة منها فيلم تريستانا وحسناء النهار.
سوزانا التي تعيش في اصلاحية وهي الآن في خضم عقاب ان تحبس في زنزانة تعيش فيها العناكب والخفافيش والفئران نتيجة لسوء تصرفاتها الاخلاقية،تستطيع الهرب من خلال معجة الهية،فهي تخاطب الرب وتعاتبه،وسرعان ما ستنكسر هذه النافذة وتهم بالهرب لتلتقطها عائلة متدينة من الطبقة الوسطى ميسورة الحال،ولكن سوزانا تماس فعل الغواية للسيطرة وتقوم بغواية الجميع باستثناء (عيسى) الذي يقع في غرامها،ونحن لا نضع اي دلالة للأسماء في هذا الفيلم،على شاكلة أفلام لارسن فون تراير مثلا،وان لم تكن سوزانا هي الشيطان نفسه،فالغواية اذا من طرفين:
من طرف الشيطان ومن طرف سوزانا التي تستمع بغواية كل الرجل تحقيقا للسيطرة،وبدافع من رغبة خفية أخرى هي اقوى من الدافع الأول ألا وهي حب الغواية نفسها،بحيث يعمد بونويل الى تكثيف هذا الحدث بحيث يبدو وكأنه الحدث المركزي .
إذا بونويل يبجث على ما يبدو عن مفهوم متبلور حول فكرة الغواية وفكرة الانثى وفكرة الشيطان وهو فيلم ان كان يذكرني بشيء فهو يذكرني بفيلم(صيف مع مونيكا) للكبير الآخر بيرغمان.
سوزانا والغواية من طرفين ستسبب لاحقا عنفا بين الرجل وتدميرا لكل العلاقات داخل هذه العائلة،وان كانت هذه معطيات لشيء معين،فهي معطيات لحكايات القون الوسطى ودي مونت كريستية مختلفة اساسها المرأة بمفهومها الجنسي وليس العاطفي،ولكن لويس بونويل لايبدو مماطلا ابدا،فهو ملتزم سرديا ويسر نحو نهاية واثقة من نفسها ويؤمن بنهايات سعيدة تتفق مع خبطة تقريرية وفي وقت حاسم على شاكلة الافلام الميلودرامية متدينة المستوى.
فيلم سوزانا فيلم صغير وضئيل في مسيرة هذا المخرج ولايمكن النظر الية أو الكتابه عنه باكثر من ذلك.
بلال سمير الصدّر 18/8/2014

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل