أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيرديانا 1961(لويس بونويل):عن التفكير الديني ومعطيات الحياة الحقيقية















المزيد.....

فيرديانا 1961(لويس بونويل):عن التفكير الديني ومعطيات الحياة الحقيقية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 23:34
المحور: الادب والفن
    


فيرديانا 1961(لويس بونويل):عن التفكير الديني ومعطيات الحياة الحقيقية
بين دوغفيل تراير وفيرديانا بونويل
نستطيع القول وبكل ثقة أن الفترة الحقيقية أو كما يدعوها البعض بالفترة الذهبية قد بدات فعليا ومن دون أدنى شك مع هذا المخرج الكبير التي ستظل السوريالية بصمته الأشهر في السينما العالمية،وإن كان الأمر لا ينفي ايضا أن حقبة الأفلام المكسيكية حققت لمخرجنا نجاحا كبيرا،وشهرة واسعة جعلته متمكنا من أدواته السينمائية،على ان تبقى هذه الفترة على غزارتها الأقل أهمية في تاريخ بونويل السينمائي وأكثرها ميلا لشباك التذاكر.
وفيرديانا هو من أهم الأفلام التي حققها بونويل في تاريخه السينمائي ان لم يكن هو أهمها على الأطلاق،وهو الفيلم الأخير الذي سيحققه في اسبانيا بل هو حققه قادما من المكسيك محققا معه الكثير من التناقضات.
يتساءل النقاد عن سبب تحقيق بونويل لهذا الفيلم في اسبانيا،خاصة أن فرانكو لازال متربعا على سدة الحكم في هذه الفترة،وحتى اجابة بونويل نفسه على ذلك كانت مختلطة مشوشة وغير مقنعة،هذا عندما قال:
نوع من الحنين الى الوطن ليس إلا
والبعض رأى أن حضوره كان لتصفية حسابات بينه وبين الكنيسة وبين الدولة نفسها،والبعض الآخر رأى الأمر برمته على انه ليس الا ضربا من الصدفة غير المتعمدة.
على العموم هذا الحنين الذي حقق العديد من التناقضات كما قلنا منها أن الفيلم منع من العرض في اسبانيا ولم يسمح بعرضه حتى عام 1975، أي بعد موت فرانكو،ومعه تحقيقه لجائزة كان الكبرى عام 1961،اقيل المدير العام للسينما في اسبانيا لأنه فقط صعد الى المنصة لأستلام الجائزة.
الفيلم يبدأ مع الكنيسة،عن دير للراهبات تعيش فيه شابة في مقتبل العمر تدعى بفرديانا،حين يقدم زوج خالتها الذي تولى الانفاق عليها لزيارتها ،و يطلب منها ان تمكث معه لبضعة ايام،وهذه الزيارة هي محور الفيلم ان لم تكن حدثه المركزي... وهي لاتفضل ابدا الخروج الى هذا العالم
تقول فيرديانا:الوحدة جعلت منه شخصا أنانيا...
بونويل ان كان يبدو مشاكسا،فهو في الوقت نفسه كما عودنا دائما مباشر في الطرح،فهنا وعلى معطيات الديانة المسيحية (الصليب-طوق الشوك) على فيرديانا ان تواجه الحياة القادمة،والاشكالية تكمن في هذا السؤال،وهو سؤال من الممكن أن لانطرحه أبدا:
هل موضوع الفيلم هو الطيبة الدينية في مواجهة الحياة الحقيقية...أم هلة هو فيلم عن معطيات الحياة الحقيقية؟
إذا زوج الخالة (جورجي-الممثل فرناندو ري الذي سيصبح ممثل بونويل المفضل) سيبدأ الفيلم مع تخلفه الديني وحياته البائسة...تقول له فيرديانا:
انت اخترت ان تكون وحيدا...هل حقا بأنك تمتلك ابنا؟
كيف عرفت ذلك؟
امي قالت لي ذلك قبل أعوام....
يعالج بونويل فيلمه هذا مع شيء كبير من الخفة وهو لايحاول ان يخفي شيئا...يريد ان يقول ويريد ان يضمن ولكن من دون أي كناية أو تلميح
فيرديانا تمشي في منامها،وهي تعرف بانها مريضة بهذا المرض،وهي اثناء مشيها اللاواعي تضع رمادا في سرير زوج خالتها....الرماد يعني التوبة والندم والموت
يحاول جورجي الزواج من فيرديانا مع طقوس غريبة واكراه متعمد،وكاد أن يحدث زواجا فعليا ولكن التردد النهائي بعد محاولة حقيقية هو الذي فرض نفسه،ولو عالج لارسن فون تراير هذه اللقطة لعالجها بالطريقة الأكيدة...
لارسن فون تراير كما رأيناه في ثلاثية القلب الطيب،كان مصمما على ان يضفي على انتقامه شيء من الشرعية.
بعد ان ترفض فيرديانا الزواج من زوج خالتها والبقاء معه،ينتحر العم شانقا نفسه،فتقرر فيرديانا عندها البقاء.
فيرديانا تحضر جماعة من الفقراء والمشردين للعيش معها،وهي لاتعمد الاختيار ولا حتى الانتقاء،فمنهم الأعمى ومنهم المجذوم ومن ضمنهم عاهرة ومجرم ايضا...هي تريد أن تؤدي رسالتها على طريقتها الخاصة وعلى اكمل وجه وفي نفس الوقت يحضر جايمي ابن الدون المنتحر وهو المتحرر من كل القيود مع عشيقته وهو يعلن مع بداية حضوره كرهه لذلك الشخص الذي يدعى بوالده.
فيرديانا وكأنها تقود مجتمع أو دولة،وهذا يقود الى الذي أراد بونويل ان يقوله فعليا:مثالية وعقم التفكير الديني
هناك ارضيتان أو قاعدتان لمناقشة هذا الموضوع:
فيرديانا:حلاوة وبساطة وتضحية الفكر الديني المسيحي
الشحاذون:رعونة،وحتى عدم قبولهم لهذه الحياة،ولاحقا عدم قبولهم لبعضهم البعض على الرغم من مصيبتهم،فهؤلاء لايشكلون نموذجا سيئا للعطف،بل هم ايضا نموذج للأنانية البشرية.
فهم يرفضون مشتبه مريض الجذام بينهم،ولا يوجد شيء من احترام المنزل الذي هم يعيشون فيه من باب ان الذي احضرهم الى هنا هي الفضيلة الدينية نفسها....
يبدو ان بونويل يقول بوضوح أن من الخير لهؤلاء أن يبقو مشردين خدمة لطبيعتهم البشرية الاجتماعية وهذا شيء له علاقة بالتكوين الاجتماعي حتى لا يؤذوا غيرهم ايضا،وهذا ان كان يشير الى اي شيء،فهو يشير الى عدم الايمان بفكرة تحولات الانسان،فهناك في مثل هذا الوضع هناك محاولات للزنا من قبل رجل أعمى،كما ان بعضهم رفض هذه الحياة برمتها وفضل الاستجداء عليها.
فيرديانا تعطي لهؤلاء الاشخاص اعمالا يعبرون فيها عن انفسهم وهو خل عملي للمشكلة في ان تحارب اسباب الفقر بدلا من ان تحارب الفقر نفسه،ولكن المجتمع الذي تقوده هو مجتمع أناني جدا عبثي غير عابئ بتحميل نفسه هموم تطوير الحياة ولا يفكر أبدا بالشكر،ويعيش من اجل الغرق في الشهوات.
بالتأكيد فيرديانا فشلت في بناء التكوين المثالي وهي ليست السبب بل هي الطبيعة البشرية...
فيرديانا تصورت أن بناء مجتمع مثل هذا هو شيء سهل قائم على طيبة وتفكير ديني بسيط،وعاملته بسذاجة شديدة،على أن الخطأ الأول يقع على القوم الذين التقطتهم...هم ليسوا فقراء فقط...بل هو قوم مجرمين.
بونويل يعبر عن نفسه بشكل واضح،ومن دون اي التفاته سواء لليمين أو لليسار فهو مختلف عن عظام السينما الذين تحدثنا عنهم من قبله على ان بونويل يقع معهم في نفس الخانة من حيث الأهمية والعظمة.
الموضوع في فيلم فيرديانا متشابه جدا مع فيلم لارسن فون تراير دوغفيل،وعلى ان العبرة واحدة في النهاية،ولكن فيلم دوغفيل يمكن القول عنه بانه فيلم سردي طويل كان الهدف منه تقديم مبررات لنهاية سوف تكون حاسمة واشكالية في نفس الوقت بينما نهاية فيلم بونويل هذا كانت كانت حاسمة طبيعية اكثر منها اشكالية.
حفلة العشاء الأخير التي حققها الفقراء على شرف انفسهم-البعض ربط بين هذه اللقطة والحدث الشهير للسيد المسيح العشاء الأخير ونحن نتحفظ على ذلك-هي اهم مشهد في الفيلم،على انها كانت تقريرية غير متحفظة ابدا على اهداف المخرج...الفيلم ينقصه ذلك الانسياب اللازم...هناك اشياء تبدو متعمدة بشكل واضح
النهاية الحاسمة كانت ان فيرديانا تتعرض لمحاولة اغتصاب من قبل الذين عطفت عليهم،وابن خالتها المهندس المعماري الدنيوي الذي كان يعيش مع امرأة ليست زوجته،هو الذي يقدم لها يد المساعدة من خلال استخدامه للوسيلة الدنيوية الأكثر غواية ونجاحا ألا وهي المال.
إذا تاج الشوك يجب ان يحرق،وفيرديانا مستسلمة متخلية عن بنيتها الدينية،تلعب الورق مع ابن خالتها مع رايموند الذي اوقعها سابقا في الغواية،وهذا يعني انسحاب تلقائي من افكارها السابقة.
ان كان تراير في دوغفيل وفي ثلاثية القلب الطيب أراد ان يعبر عن فكرة متشائمة عن الطبيعة البشرية كفكرة خالصة محضة،فبونويل أراد ان ينقد وينتقد الفكر الديني وشاءت الظروف وتوارد الخواطر أن يستخدم كلاهما نفس الحبكة مع اضفاء اللمسة الفنية الخاصة بكل مخرج،فهناك اختلاف شاسع بالمجرى السردي لكلا الفيلمين،ومع اختلاف الهدف واللمسة الفنية إلا ان النتيجة كانت واحدة..
بلال سمير الصدّر 29/8/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة غريبة (El-Starngr Affeir) لويس بونويل 1952(بونويل والح ...
- نماذج من المرحلة المكسيكية الأقل أهمية(لويس بونويل):كازينو ا ...
- عن لويس بونويل والمنسيون 1950
- مشهد في السديم 1988 للمخرج اليوناني ثيو انجيلوبولوس:اليد الآ ...
- عناقات محطمة 2009(بيدرو ألمودفار):عن الشخصية الالمودفارية ال ...
- عودة-Volver 2006-بيدرو ألمودفار:عن عالم ليس فيه للرجل اي ضرو ...
- تحدث لها 2002(بيدرو المودفار):عن الميلودراما الرائعة
- كل شيء عن امي1999(بيدرو المودفار): هو فيلم يكافح بين الدراما ...
- اللحم الحي 1997(بيدرو المودفار):الرمز الأول للخفة البشرية
- الشريك1968(بيرناردو برتولوتشي):عن السينما والأدب والاسقاط ال ...
- زهور اسراري 1995 لبيدرو المودفار:التحولات
- شبق 2013(لارسن فون تراير):النقطة الفينومينولوجية
- مصارع الثيران1986(بيدرو المودفار):خليط مشوش
- بيدرو المودفار:عن مخرج يلتقط مشاعر المرأة في اقسى الظروف
- قبل الثورة 1962 (برناردو برتولوتشي):شخصيات مفعمة بالهم الوجو ...
- البريء1976(لوكينو فيسكونتي): ليس هناك محكمة على وجه الأرض قا ...
- قائمة شندلر1993(ستيفن سبيلبرج):تتويج المذبحة
- عنف وعاطفة 1974(قطعة محادثة)لوكينو فيسكونتي:اقتحام
- موت في البندقية1973(لوكينو فيسكونتي):عن الانسان في اقسى لحظا ...
- الملعونون 1969 (لوكينو فيسكونتي):تشكيل انتقادي حاد لمجتمع نا ...


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيرديانا 1961(لويس بونويل):عن التفكير الديني ومعطيات الحياة الحقيقية