أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - أحبك أحبك 1968(الن رينيه):الذاكرة الانتقائية














المزيد.....

أحبك أحبك 1968(الن رينيه):الذاكرة الانتقائية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 23:05
المحور: الادب والفن
    


أحبك أحبك 1968(الن رينيه):الذاكرة الانتقائية
حديثنا عن موضوع الذاكرة مرة اخرى،ولكن الشكل هنا مادي لاعلاقة له بالانسان والعلاقة المتبادلة بينه وبين الذاكرة،بل الأمر تجريدي له علاقة بتجربة علمية تريد ان تسجل شكل الذاكرة المسترجعة في الذهن،والجملة الأخيرة تحديدا هي موضوع فيلم احبك احبك لعبقري الزمن ألن رينيه...
الموضوع هو عن رجل شبه حي تقريبا ب(كلود رايدر-الممثل كلود ريتش) خرج لتوه من حادثة انتحار فاشلة باطلاق الرصاص على نفسه،وهو الآن يتبرع لمركز ابحاث علمي غير معروف ليقيم على نفسه تجربة تخص العودة في الزمن من خلال الذاكرة،وبوصفه رجلا منتحرا لن تضر الأمور على حياته إذا فشلت هذه التجربة...
إذا مع شيء من الخرافة والعوالم الميتافيزيقية يطلب من هذا الرجل الدخول في آلة(تشبه كرة مشوهة) والهدف هو ارجاع كلود عاما واحدا بالضبط الى الماضي وتسجيل استرجاعات الذاكرة،والمضمون هو كيف تعمل هذه الذاكرة عندما يريد المرء الاسترجاع،والسبب حقيقية لأختيار هذا الرجل تحديدا وان قلنا في الأعلى ما يبرره ولكنه في الواقع يبقى في خضم المجهول...
يسأل كلاود:لماذا اخترتموني؟
يرد العلماء:الكمبيوتر هو من اختارك من بين ملايين الناس الطبيعيين؟!
الموضوع له علاقة بتجربة يصورها رينيه على انها تجربة علمية،ولكنها في الحقيقة لها علاقة بكيف سيعالج رينيه موضوع الزمن وبالتحديد في هذا الفيلم،ويبقى الموضوع فني مهما حاول رينيه ان يضفي عليه شيئا من وثائقية أو علمية تبدو كاذبة أمام تصورات رينيه الذهنية حول هذا الموضوع...
إذا هو يخضع لتصوير ذهني مدفوعا بمؤثر خارجي وهو الآلة،والمشهد التسجيلي الأول للذاكرة:
الخروج من غطس من تحت الماء...في هذا العالم الذهني:
هو يخرج من تحت الماء...امرأة بملابس البحر تسأله:هل شاهدت عددا من الأسماك؟!
إثنان من افاعي البحر وقليل من اسماك القرش؟
هذا المشهد مشهد مركزي يتكرر كثيرا مع حواره ومع اسئلته،والعالم الاسترجاعي الخاضع للتسجيل يبدأ من هنا أي من لحظة خروجه من تحت الماء وكأن الخروج هو الانتقال بين العالمين،أو ان هذه اللحظات هي مفتاح لفهم الماضي،ولكن القطع المشهدي المونتاجي المكثف والانتقالات لمشاهد ربما تبدو ليس لها أي داعي وغير منتمية لمشاهد أخرى لاحقة لاتقل غرابة عن سابقتها،يبدو انه من الصعب جدا الحكم على اي شيء.
قلنا ان رينيه يعمل على تصور كيف تسترجع الذاكرة،والاسترجاع كما هو معلوم لدينا جميعا عبارة عن شذرات ليس الا....(قطع مشهدي):
الآن هو في مكان يبدو وكأنه وسط المدينة...ومن ثم نقاش حاد مع امرأة
النتيجة:الماضي عبارة عن لحظات لاتنسى في الحياة،والماضي ايضا هو لحظات يخوض فيها المرء في قرارات حاسمة،وإذا كان رينيه يؤكد أن الذاكرة انتقائية مغرمة بلحظات أو شذرات معينة من الماضي فهو في الحقيقة لم يقدم شيئا جديدا.
النظرية خيالية من حيث التطبيق،فلا احد حتى الآن تمكن من تصوير أو تسجيل استرجاعات الذاكرة والحل للتناقض الحاصل عند القول ان رينيه يعمل على التوثيق وكأنها حقيقة علمية،هو ان موضوع فيلم (أحبك أحبك) هو موضوع فني بحت ليس له علاقة بالعلم ولا بالوثائقية.
لايمكن ان تنتهي الأمور على هذه الشاكلة...؟!
نعود دوما إلى هذه اللحظة ونفس السؤال...من هي تلك المرأة على الشاطئ...؟!
هذا السؤال بحد ذاته كناية عن الماضي...عن مايراه هذا الرجل في الماضي...هل الماضي تكوين آلي داخل اعماق المحيط؟!
ولكن الاجابة كما هي على الدوام:اثنان من افاعي البحر وعدد قليل من اسماك القرش؟
نحن امام مراجعة حياتية من نوع آخر،وبطريقة اخرى...فيها قطع مونتاجي عالي وكأن الاسترجاع عبارة عن شذرات ليس الا.
ولكن الاسترجاع هنا محسوب بطريقة اخرى ولايمكن تحليله الا من خلال الفن،ورينيه يعالج الزمن فنيا،والتجربة العلمية القائمة حاليا في الفيلم ليست الا ضربا من ضروب الفن....
لقد انفصل عن كاترينا بعد سبع سنوات...شذرة تقطع بسرعة...تقول له:
ممحاة ولكن اين قلم الرصاص...كلاود يرد:أنا احب الاشياء التي لست بحاجة لها
قبل ذلك:أنا خائفة من هذه الحيطان...كلاود:أنا خائف من هذه الأوراق أكثر
بالتأكيد نحن نريد ان نفهم قصة هذا الرجل
مبدأيا كلاود متزوج من كاترينا منذ سبع سنوات وهو رجل كئيب كثير العلاقات النسائية وزوجته يائسة تنتحر باستخدام أقراصا منومة وهو الأمر الذي سيدفع كلاود الى الانتحار...
الذي يستطيع ان يفهم هذه الحبكة بأكثر من الذي قلته هو كلاود نفسه،ولكن رينيه يحلل زمن هذا الرجل ليس للتوصل الى حالة انتحاره...ببساطة رينيه يحلل الزمن أو اللحظة الانتقائية ولا يحلل المشاعر
مشاجرات مع كاترينا...عودة الى المكان...شذرات ولمحات من لحظات معينة ليس لها أي داعي ربما تعبر عن مرورالزمن ليس الا...
يتوقف الزمن...اللحظات المملة كبيرة الثقل على المرء...يقول كلاود:
الوقت يمر بالنسبة للجميع،ولكنه بالنسبة لي متوقف عند الساعة الثالثة الى الابد....
ثم يقوم كلاود بالاتصال هاتفيا مع الوقت...
يقول الوقت:أهلا...أنها تمام الساعة الثالثة من دون ثواني ولادقائق
نحن نعلم ان رينيه يحاول اقتناص اللحظة...نحن نعلم ان رينيه يحلل الزمن
الفيلم هو عن الجهل...عن اللحظات التي قال عنها ميلان كونديرا ذات مرة بان الانسان يعيش في جهل تام من ماضيه باستثناء هذه اللحظات...
بلال سمير الصدّر 10/1/2015



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب النتهت 1966 الن رينيه: اسبانيا لم تعد سوى حلم للسياح ا ...
- مورييل 1963(ألن رينيه):الذاكرة المعذبة
- العام الماضي في مارينباد 1961 الن رينيه:لحظة التكوين
- هيروشيما يا حبي 1959 الن رينيه:ذكريات الظل والحجر
- ليل وضباب 1955:عن الن رينيه واستباحة الذاكرة
- السر الغامض للرغبة(الجاذبية الخفية للرغبة) 1978(لويس بونويل) ...
- شبح الحرية 1974(لويس بونويل):تحولات ومشكلات العصر
- الجاذبية الخفية للبرجوازية 1972(لويس بونويل):مسرحية من الدرج ...
- تريستانا 1970 لويس بونويل:غراميات مضحكة
- Scopophilia:Peeping Tom1960
- حسناء النهار 1967(لويس بونويل):عن عاهرة من نوع آخر
- مفكرة الخادمة 1963(لويس بونويل):قصة عن فساد كامن ولكنه بدأ ي ...
- الملاك المبيد 1962 (لويس بونويل):مسار غامض
- فيرديانا 1961(لويس بونويل):عن التفكير الديني ومعطيات الحياة ...
- علاقة غريبة (El-Starngr Affeir) لويس بونويل 1952(بونويل والح ...
- نماذج من المرحلة المكسيكية الأقل أهمية(لويس بونويل):كازينو ا ...
- عن لويس بونويل والمنسيون 1950
- مشهد في السديم 1988 للمخرج اليوناني ثيو انجيلوبولوس:اليد الآ ...
- عناقات محطمة 2009(بيدرو ألمودفار):عن الشخصية الالمودفارية ال ...
- عودة-Volver 2006-بيدرو ألمودفار:عن عالم ليس فيه للرجل اي ضرو ...


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - أحبك أحبك 1968(الن رينيه):الذاكرة الانتقائية