مبارزة صامتة 1949(أكيرا كيراساو):بين الخاص والعام

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 20:56
المحور: الادب والفن
    

مبارزة صامتة 1949(أكيرا كيراساو):بين الخاص والعام
كيوجو طبيب في مقتبل العمر حصل على فيروس (السفلس) من احد المرضى يدعى ب(ناكاتا) وبذلك وبعد انتهاء الحرب يعرض عن الزواج من خطيبته (Misao) بعد فترة خطبة استمرت لأكثر من ست سنوات.
هناك انغلاق ذاتي على موضوع عام
هناك الم داخلي معنوي ناتج عن الحرب،وهناك ممرضة تعاني من يأس واحباط اجتماعي بعد ان حبلت وتخلى عنها كل الرجال عندما كانت تعمل في الماضي كراقصة وحاولت الانتحار ذات مرة.
إذا النماذج التي يطرحها الفيلم هي عبارة عن بقايا انسان،وليس انسان باالمعنى الحقيقي للكلمة،وهي نماذج يابانية لفترة ما بعد الحرب...إذا الموضوع انساني بحت ...موضوع يخص الرداءة الانسانية ويخص السياسيين.
إذا كان هناك انغلاق على مشاعر الدكتور مع بعض التكثيف الدرامي لهذه المشاعر،فالقصة تحافظ على نسق درامي واضح ومتسق ولن تصل ابدا الى الميلودراما ولعل احد ابرز الأسباب لذلك،هي انها تصور نماذج انسانية من الواقع.
إن كان الفيلم يبرز شيء من ابداع كيراساو وحنينه الى سينما خاصة لاتغازل شباك التذاكر تداعب ابداعه الخاص ورؤيته الجمالية الفنية،ولكنه على اية حال لازال فيلما متوسطا أقل من مستوى كيراساو الحقيقي.
يقول الدكتور (كيوجو):
لقد ارسلت الى اماكن عديدة خلال الحرب من دون أدوية لذلك اصبح مرضي أكثر سوءا
معاناة انسانية(سفلس) فردية أساسها معاناة انسانية جماعية(الحرب)،والمعاناة الفردية للدكتور كانت طرفا متبادلا للمعاناة الفردية والمعاناة الجماعية.
الدكتور ومع انغلاقه الذاتي لهمومه التي باتت خاصة جدا،يستحضر اللاوعي الجمعي للمعاناة الجماعية،ولكن هذه الحبكة الهادئة لن تقود الى شيء غير مألوف.
القصة هي عن المجتمع الياباني بعد الحرب...السفلس هو ذلك اليأس الذي اصاب المجتمع الياباني وظل حافزا للنهوض من جديد،ولا بد أن هذا السفلس سيظل يلقي بظله لفترة على هذا المجتمع لأنه مثل القنبلة النووية خلق طفلا مشوها لناكاتا...
الفيلم ذاتي خاص ولكنه يحمل على العام بسهولة،وهذه النظرة تقاس على كثير من أفلام كيراساو،وبالنسبة للانتقاد الاجتماعي،فالفيلم من الممكن ان يقارن مع فيلم كيراساو السلبق(يوم احد رائع)،على ان كيراساو في هذا الفيلم لايطلق اي احكام ابدا،ولكنه لايبدو محايدا في نفس الوقت.
بلال سمير الصدّر
18/11/2014

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات