أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الملاك الثمل 1948(أكيرا كيراساو): أحيانا علي أن آتي كنوع من الملاك ...دائما تتخيلون الملائكة تأتي كفتيات قاعة الرقص














المزيد.....

الملاك الثمل 1948(أكيرا كيراساو): أحيانا علي أن آتي كنوع من الملاك ...دائما تتخيلون الملائكة تأتي كفتيات قاعة الرقص


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 15:00
المحور: الادب والفن
    


الملاك الثمل 1948(أكيرا كيراساو): أحيانا علي أن آتي كنوع من الملاك ...دائما تتخيلون الملائكة تأتي كفتيات قاعة الرقص
هو الفيلم الذي ابرز قوة مخرج ياباني اسمه كيراساو،والقوة المذكورة نابعة من شيء اسمه التفرد وتميز الأسلوب،متعاونا فيه مع ممثلين سيشكلان تعاونا لم ينضب حتى فترة متأخرة وسيجسدان صورة لمرحلة كيراساو الذهبية.
الملاك الثمل هو فيلم قاتم أسود عن العوالم السفلية للمجتمع اليابني نوهو مجتمع لايختلف كثيرا عن مجتمع نيويورك الأسود الذي شاهدناه مع افلام مارتن سكورسويزي ولكن كل حسب طريقته ومنهجه.
والنقطة التي لابد من الأشارة اليها أن كيراساو قال ذات مرة بأنه تأثر بأفلام الجريمة الأمريكية عند تحقيقه لهذا الفيلم
فيلم الملاك الثمل فيه شي من شاعرية مختلفة عن حدة وعنف المجتمع النيويوركي السكورسويزي،وفيه شيء عن ذات هامشية بعيدة عن التأثير ولكنها بطلة في نفس الوقت...فيه شيء من حكمة سمعناها كثيرا ورأيناها مع سيرجيو ليوني مع فيلم(الجيد والسيء والبشع)....هذه الحكمة تقول:ليس بالضروة ان يكون الشخص الجيد شخص مثالي
الطبيب سانادا(Takashi Shimura) يتعرف على المجرم الخطير ماتسوناجا (Toshiro Mifune) المنتمي الى الياكوزا احد العصابات اليابانية من القاع السفلي،والفيلم برمته يدور في ذلك العالم السفلي المليء بالمستنقعات والبرك الوسخة،وحتى عيادة الطبيب هي احد عيادات الاحياء الفقيرة والحقيرة،والطبيب يبدو انه غاية في البشرية فقد الف التعامل مع تلك التجمعات في تلك العوالم الليلية المظلمة،وهي عيادة غاية في الحرارة ومليئة في البعوض.
إذا هذا الفيلم الرائع وهذه الحبكة تبدو للوهلة الأولى مجرد حبكة تجارية لاتمت للشاعرية بأية صلة،وهي حبكة لايمكن أن يحققها سوى مخرج واحد يدعى بأكيرا كيراساو،الذي قال ذات مرة أيضا بأنه حاكى شيئا من الواقعية الايطالية الجديدة،وربما كان هذا نابعا من تلك العوالم التي صاغ فيها الملاك الثمل،على ان الحبكة لاتمت بأي صلة للصفة الواقعية.
مع لقائهما الأول يحذره الدكتور من مرض السل وينبهه بفظاظة عن اقتراب اجله
هناك ليل...هناك زعران...هناك مستنقع وسخ...وهناك شخص في اقصى الشاشة وحيد يعزف على القيثارة
هذا الشخص...هذه البيئة بكل اختلاطاتها مع العزف القادم من بعيد ومن شخص مجهول الهوية هي علامات عن تميز وتفرد وقوة مخرج لازال عند تحقيقه هذا الفيلم مجهول الهوية تقريبا...
هذا الطبيب المشهور بالشرب والمشهور بالثمالة ايضا يبحث عن ماتسوناجا وكأنه مرض عضال...
ذلك الطبيب الذي لازال يمتلك تلك الحاسية الخاصة بالطبيب التي تجعل منه عندما يجد مريضا لايستطيع التوقف عن الاهتمام به،وعلى ان ماتسوناجا مستاء من فظاظة الدكتور وصراحته بمواجهته الحقيقة السيئة لمرضه،إلا ان العلاقة تتطور بينهما لشيء اشبه بالصداقة...
يقول الدكتور سانادا:كنت ادفع أموالي لبيوت الدعارة ولكن حتى للمنحرفين اسبابهم
هذا الشيء جعله يتعاطف مع ماتسوناجا الذي يقول عنه:في اعماقه أعلم بأنه وحيد بشكل لايحتمل
سانادا يرعى فتاة كانت ذات مرة مرتبطة برئيس عصابات يدعى اوكادا وهو الآن على وشك الخروج من السجن.
عندما يضفي كيراساو صفة الملائكية على طبيب ثمل وشيئا من دافع الشفقة على مجرم فهو يشير إلى حقيقة اجتماعية مهمة بالاضافة الى لمسة فنية ربما كانت خارجة عن المألوف والمتصور والمتوقع بالنسبة للمشاهد.
الحقيقة التي قالها الدكتور عن نفسه:
أحيانا علي أن آتي كنوع من الملاك ...دائما تتخيلون الملائكة تأتي كفتيات قاعة الرقص
هذه المعالجة التي يصوغها كيراساو بشيء كبير من القتامة والسوداوية وحياة الليل...ذلك المستنقع الذي يعيش أمامه الدكتور له لمسة سحرية
هذه اللمسة الفنية في صناعة فيلم أكشن تجعل منا نقول أن الملاك الثمل هو افضل فيلم حققه كيراساو قبل أن يصل الى راشومون...
كيراساو في راشمون يؤسس فكريا للمساته الفنية،ويقحم الاشكالية التي لن تخذل تفوقه وعبقريته السينمائية،وسنراه سيعود الى الملاك الثمل ولكن بشكل له علاقة بثقافته هذا طبعا في الساموراي السبعة،على ان الملاك الثمل يبقى أحد أهم الأفلام التي حققها كيراساو خلال تاريخه السينمائي الحافل وهو الفيلم الذي قال عنه بأنه الفيلم الأول الذي وجد فيه نفسه وتعرف على اساليبه الفنية من خلاله.
عندما يحاول ماتسوناجا التخلص من أوكادا المجرم وهو على النفس الأخير من حياته في نهاية مشرقة للفيلم تنتصر فيه العبرة،وهي نهاية تكاد تكون تقليدية في افلام كيراساو،ولكن بالرغم من ذلك هذه النهاية وعلى طريقة كيراساو لم تكن على الطريقة الميلودرامية بل قريبة من الواقعية...ولكن ايضا ليس الواقعية الجديدة بل الواقعية الاشتراكية.
بلال سمير الصدّر 29/11/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المخرج الياباني أكيرا كيراساو واسطورة الجودو 1943 والرجال ...
- الحب حتى الموت 1984:تأملات في الحياة والموت
- عمي الأمريكي 1980 الن رينيه:الأنسان في انبوبة اختبار
- العناية الالهية 1977 الن رينيه:اللغة الأخلاقية
- ستافينسكي 1975(ألن رينيه):فيلم سينمائي من دون اشكالية سردية ...
- أحبك أحبك 1968(الن رينيه):الذاكرة الانتقائية
- الحرب النتهت 1966 الن رينيه: اسبانيا لم تعد سوى حلم للسياح ا ...
- مورييل 1963(ألن رينيه):الذاكرة المعذبة
- العام الماضي في مارينباد 1961 الن رينيه:لحظة التكوين
- هيروشيما يا حبي 1959 الن رينيه:ذكريات الظل والحجر
- ليل وضباب 1955:عن الن رينيه واستباحة الذاكرة
- السر الغامض للرغبة(الجاذبية الخفية للرغبة) 1978(لويس بونويل) ...
- شبح الحرية 1974(لويس بونويل):تحولات ومشكلات العصر
- الجاذبية الخفية للبرجوازية 1972(لويس بونويل):مسرحية من الدرج ...
- تريستانا 1970 لويس بونويل:غراميات مضحكة
- Scopophilia:Peeping Tom1960
- حسناء النهار 1967(لويس بونويل):عن عاهرة من نوع آخر
- مفكرة الخادمة 1963(لويس بونويل):قصة عن فساد كامن ولكنه بدأ ي ...
- الملاك المبيد 1962 (لويس بونويل):مسار غامض
- فيرديانا 1961(لويس بونويل):عن التفكير الديني ومعطيات الحياة ...


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الملاك الثمل 1948(أكيرا كيراساو): أحيانا علي أن آتي كنوع من الملاك ...دائما تتخيلون الملائكة تأتي كفتيات قاعة الرقص