بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 08:03
المحور:
الادب والفن
من العنوان كما هو واضح،يخوض الفيلم في التابوهات،والتابو سواء كان السياسي أو الجنسي وربما الديني أيضا،هو موضوع اوشيما المفضل وكأنه يختم مساره السينمائي-وهو الذي رحل عن عالمنا منذ فترة قصيرة- بعنوان يلخص مسار سينمائي في الحقيقة كان شاذا وفي العديد من النواحي،من ثورية تعبيرية وقصص في غاية الغرابة مع تابوهات جنسية بكل تأكيد...
الفيلم مقسم على شكل اجزاء تشبه الملخصات والاستطرادات السردية،وهذا لن يعطي الفيلم قيمة كبيرة من الممكن ان تقارن مع مخرج سينمائي عايشناه بقوة في الستينات،وقبل الحديث عن حبكة الفيلم فهو متوسط المستوى الفني ولكنه على الأقل يملك مقومات الفيلم السينمائي الناجح بغض النظر عن سمعة مخرجه...
زمن الفيلم هو عام 1865 اواسط القرن التاسع عشر حين ينضم كينو ذو الثمانية عشر عاما الى مدرسة عريقة لتعليم الساموراي وهو يمتلك جمالا جذابا اقرب منه الى الفتاة من الرجل وهو الأمر الذي يجعل من الجميع يغرم به جنسيا..
والفيلم يحتوي على أحداث أخرى ملفتة للنظر ولكنها تقريبا ضاعت في ظل تكثيف اوشيما لهذا الموضوع...
الموضوع يطرح في زمن الساموراي،وعن الساموراي انفسهم هم رجال مفعمين بالرجولة والمبادئ النبيلة هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى فكينو فتى قاسي جدا لاترف له عين اثناء تنفيذه لحكم اعدام ساموراي متمرد على القواعد الصارمة،ويعتبر ايضا من افضل واقسى طلاب هذه المدرسة على انه يقبل بالشذوذ من قبل الآخرين.
كينو بالذات اصبح مقبولا كحالة استثنائية من قبل الآخرين كحبيب وهذه الحقيقة واضحة ومقبولة من قبل الجميع،أي ان هناك الشيء الذي يبررها،وكينو كما قلنا لايمتلك اي تصرف واحد يجعل منه يبدو مخنثا سوى جماله الفائق.
لكل قاعدة استثناء...اوشيما لايرغب ابدا بالحديث عن فضح اجتماعي لمجتمع اليابان القاسي في القرن لتاسع عشر،بل هواستخدم هذه الحبكة بكل معطياتها للقول ان هناك محرك جنسي ذكر في مجتمع ربما لايقبل مثل هذه التصرفات،ولكن جماله جعل منه ايقونة انثوية،وبالتالي فاوشيما لايفضح المجتمع على الرغم من خشونة الشخصية وكل الظروف الخشنة التي تحيط به الأمر الذي جعل من هذا التابوو مسكوتا عنه بل مقبولا به ولو على مضض،على ان الظروف الشخصية والاجتماعية التي احاط بها المخرج بطله تجعل-وفقا للوضع الطبيعي-ان لايكون عرضة للأنثوية أبدا،هذا بالنسبة لبعض النقاد نقطة واضحة في ضعف الفيلم،ولكن الذي قال ذلك بالتأكيد لم يفهم الفيلم.
هناك ظروف استثنائية يظهر فيها تابوو من نوع معين وهو في قوته اقوى واقسى من كل محيطه وبذلك يصبح هذا التابوو مقبولا بهاي بمعنى أو بتفسير آخر مباحا في ظل ظروف معينة...
ان كان هذا الذي قلته صحيح فأوشيما يقول:دعونا نعيد النظر في التابوهات خاصة اذا كانت هذه التابوهات تخضع للظروف ليس أكثر...
بلال سمير الصدّر
20/3/2015
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟