أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ليلي مارلين 1981(راينر فاينر فاسبندر): صعود وسقوط النازية














المزيد.....

ليلي مارلين 1981(راينر فاينر فاسبندر): صعود وسقوط النازية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5173 - 2016 / 5 / 25 - 13:25
المحور: الادب والفن
    


ليلي مارلين 1981(راينر فاينر فاسبندر): صعود وسقوط النازية
السويد عام 1938...قصة اغنية ليلي مارلين تبدأ من هنا
ليلي مارلين هي اغنية الحرب العالمية الثانية بامتياز،ولكن ومن باب المفارقة أن هذه الاغنية التي غنها(ويلي أندرسن) قام بدورها في الفيلم هانا شايغولا-ليست من ذلك النوع من الأغاني الوطنية المحملة بالحماس الوطني،بل هي اغنية عاطفية موضوعها عاشقين يلتقيان في جنح الظلام،هذا على المستوى الفني،بينما على المستوى الشخصي،ارتبطت هذه الاغنية اشد الارتباط بالنازية منذ بداياتها وحتى سقوطها المفجع وعلى مستوى متناقض ايضا...
اذا كنايات فاسبدر واضحة،فالفيلم هو عن قصة صعود اغنية ليلي مارلين،وهذا الظاهر ولكنه ليس الحاسم بالتأكيد،لأنه حتى لو بدا فاسبندر يروي حكاية في تشكيل درامي قريب جدا من الميلودراما مع انطلاقات سردية سريعة جدا بحيث بدت هذه السردية غريبة عن اسلوب فاسبندر الاصيل والحقيقي،فهو يروي الحكاية النازية على انغام اغنية ليلي مارلين المرتبطة كما قلنا اشد الارتباط بالنازية والتي غنيت في الفيلم بصوت(شايغولا) لمرات عديدة تفوق اي فيلم غنائي يتحدث عن اغنية معينة.
ويلي تغني في نوادي ليلية حقيرة ،فقيرة ومحاطة بالديون من كل ناحية،وفي نفس الوقت مرتبطة بعلاقة حب مع روبرت اليهودي(الممثل الايطالي Giancarlo Giannini-بطل فيلم البريء لفيسكونتي) لدرجة انها لاحقا تحاول التنصل من لقاء هتلر للألتقاء به،وهي تعرف بانه يقود حركة مقاومة سرية ضد النازية،ولكن هذا الأمر لايمنعننا بتاتا من محاولة تحقيق مجد شخصي بالتعاون مع النازية والأمر الذي يحدث هو نوع من التناقض الفعلي..
وحين يعثر على هذه الاغنية في بلغراد بعد ان احتلها الألمان،وتبث بالصدفة على الاذاعة،يقود هذا الحدث مع تعاون ويلي واستعانتها بالمحافل النازية للوصول بهذه الاغنية الى اعلى القمم،فيعد ان كانت هذه الاغنية مرفوضة من قبل الجمهور وتفرض فرضا على الجنود الالمان تحلق-ومن خلال المحافل النازية-لتصبح الاغنية الشعبية الأولى في المانيا بل في اوروبا برمتها بل وحتى في المستعمرات الاوروبية،وتغنيها ويلي في اكبر المحافل والنوادي الليلية،ويتداول اسمها بين اكبر القيادات حتى ان هتلر نفسه يطلب لقائها.
اصبح بث هذه الاغنية عادة يومية اثارت سخط وزير البروباغندا الاعلامية للألمان وامر بايقاف بثها لأنها لم تكن عسكرية بما يكفي،ولكن سرعان ما انهالت الرسائل الرافضة لهذا القرار على الاذاعة مما الزم المعنيين اعادة بثها مرة اخرى ،واذيعت هذه الاغنية يوما بعد يوم في العاشرة ليلا كشارة لنهاية البث الاذاعي(عن جريدة قاسيون)
ولكن كل هذه الأمور لاتنفي ان ويلي كانت لاتمتلك اي موهبة موسيقية حقيقية وكانت في كل يوم تشرب نخب سمعتها السيئة.
ليلي مارلين هي اغنية قصد منها فاسبندر بالتأكيد النازية نفسها،فهي تغنى بكثرة على خلفية مشاهد الحرب والقتل والدمار،فالموضوع محاط بتهكم عن دعاية نازية قوية وجبارة تقنع جنودها الى الاستماع الى اغنية عاطفية وهم في قعر الخنادق والتدرج في هذا الامر يؤدي الى القبول...
مع اكتشاف النازية لعلاقة ويلي بروبرت تخضع لاستجواب قمعي ويحاول النازيين القضاء عليها ولكنهم لايستطيعون تحت وطأة الشعبية التي اقنعت النازية نفسها بشعبيتها،فالمصير موحد لأن ليلي مارلين كأغنية تنطفأ تماما مع نهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء،وويلي نفسها تعود ادراجها لتمارس حياتها العادية القديمة،لأنها ببساطة اصبحت امرأة أقل من عادية الآن.
ليلي مارلين هي قصة عن صعود وسقوط النازية...
على ان فاسبندر لاينأى بان يخبرنا دوما عن المصير السيء الذي يلاحق شخصياته في نهايات على الغالب تكون محبطة لدرجة كبيرة،على ان هذه القصة واقعية،الأمر الذي لاينفي ان مصير شخصياتها أو شخصيتها الرئيسية مشابه تماما للقدر الذي يرسمه فاسبندر دائما لشخصياته...
ويلي تعود ادراجها وتحاول الالتقاء بحبيبها وهو في قمة نجاحه الفني كمايسترو...تلتقي النظرات ولكنه قد تزوج الآن من ارستقراطية من ضمن وسطه العائلي...
اذا من قمة النجاح الى قمة الفشل،ولكن الآن الآية معكوسة...تحمل ليلي مارلين حقيبتها وتعود ادراجها
القصة انتهت ومن كل النواحي ...بالضبط وكأن شيا لم يحدث
السرد هو الغالب على الفيلم,وهو اقوى من اي دراما أو ميلودراما،والفيلم يوصف بانه من اقل افلام فاسبندر نجاحا ولكن الأمر لاينفي ان القصة كانت ملفتة للنظر والسردية كانت بعيدة عن فاسبندر في احيان كثيرة،ولكن صياغتها بهذا الاسلوب وبهذه الطريقة كانت مرتبطة اشد الارتباط بفاسبندر ورؤيته عن المانيا،وليس من باب الاطالة القول ان هذه القصة الواقعية ادت المطلوب منها وكما اراد منها المخرج تماما،وعلى ما يبدو من دون تحريف او زيادة الأمر الذي يجعلنا نقول ان الفيلم محسوب لفاسبندر وليس ضده....



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لولا 1981(راينر فاينر فاسبندر):الاساس الاخلاقي للصعود الألما ...
- فيرونيكا فوس 1982 (راينر فاينر فاسبندر):انهيار وتداعي لأحلام ...
- زواج ماريا براون 1979(راينر فاينر فاسبندر):ميلودراما محرمة ع ...
- الجيل الثالث (راينر فاينر فاسبندر) 1979:عن شوبنهور واندفاعات ...
- في عام الثلاثة عشر قمرا 1978 راينر فاينر فاسبندر:آخر خمسة اي ...
- يائس 1978(راينر فاينر فاسبندر):مؤشرات رجل يائس على وشك الجنو ...
- الروليت الصينية 1976(راينر فاينر فاسبندر):انكشاف الاقنعة
- شواء الشيطان 1976(راينر فاينر فاسبندر):عودة الهمجيون
- الأم كيسرز تذهب الى الجنة 1975(راينر فاينر فاسبندر):فاسبندر ...
- كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح
- دموع بيترا فون المريرة 1972 راينر فاينر اسبندر):فيلم عن الشي ...
- تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتم ...
- احذر من العاهرة المقدسة1971(راينر فاينر فاسبندر):أنا دائما خ ...
- Kalzelmacher1969(ليس من اجل لاشيء) راينر فاينر فاسبندر :فضح ...
- الحب ابرد من الموت 1969(فاسبندر):شخصيات تعاني من برود شديد ا ...
- عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط
- تابوو 1999(ناغيسا اوشيما):عندما تخضع التابوهات للظروف
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى
- امبراطورية المشاعر(ناغيسا أوشيما):الانطوائية الحاصلة في كل ا ...
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة أوشيما الكبرى...


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ليلي مارلين 1981(راينر فاينر فاسبندر): صعود وسقوط النازية