أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - شواء الشيطان 1976(راينر فاينر فاسبندر):عودة الهمجيون















المزيد.....

شواء الشيطان 1976(راينر فاينر فاسبندر):عودة الهمجيون


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 22:27
المحور: الادب والفن
    


شواء الشيطان 1976(راينر فاينر فاسبندر):عودة الهمجيون
يفتتح فاسبندر فيلمه هذا على الاقتباس التالي:
ماوجه الاختلاف بين الهمجيون ونحن...؟
الاختلاف هو انهم قادرين على ابتكار حلول ضمنية لصرفاتهم ومعتقداتهم من غير التفكير أو الاعتبار لقواعد بشرية حضارية،وبهذه الطريقة فهم لديهم القدرة على الاتصال مع كل الخليقة وبكلمة أخرى،مع الألوهية.
أيا كان معنى هذا الاقباس الحرفي عن (Antonin Artaud) وهو فنان معاصر لفاسبندر موصوف دائما بابتكار (مسرح القسوة)،فهو يدل حرفيا وضمنيا عن فيلم فاسبندر هذا الذي يعتبر بكل المقاييس سقطة فنية.
والتر كرانز يصرخ مع بداية الفيلم...فترد عليه احداهن:فقط اليهود يا عزيزي هم من يحاجون النقود..
الاشارات كثرة في افلام فاسبندر التي توضحه عداؤه لليهود ومن ابرز الأمثلة على ذلك مسرحية(القمامة والمدينة والموت)
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة...ما هو دافع فاسبندر من تحقيق هذه الكوميديا السوداء؟
وهو، وان اعتبر فيلم (شواء الشيطان)فيلما كوميديا،فهل هو الفيلم الكوميدي الأول في مسيره السينمائية؟!
بالتأكيد لا،لأن احذر من العاهرة المقدسة اعبر ذات مرة ايضا كوميديا سوداء،وكلنا نعلم أن الفيلم المشوش المذكور نابع من تجربة شخصية للمخرج وتقريبا اتفق النقاد على ذلك،فلماذا ينجح فاسبندر دائما في التعبير عن نفسه من خلال الكوميديا السوداء؟
سنلاحظ لاحقا أن شواء الشيطان ليس فيلما كوميديا اسودا اصيلا،بل هو فيلم موسوعي من الممكن اطلاق عليه الكثير من الأوصاف.
كرانز الشاعر الفاقد لألهامه أو قريحته الشعرية يتصرف بطريقة همجية ولكنها مقبولة من قبل المجتمع الذي يعيش فيه،ولكن علينا ان لا نسرع في اطلاق الاحكام،فالذي يحدث ليس اسقاطا فنتازيا تحدثنا عنه في اماكن سابقة من خلال نماذج كثيرة،ولكن من الأجدى القول أن المجتمع المختل الذي يحاكيه فاسبندر في هذا الفيلم هو مجتمع شيطاني بالتأكيد.
كرانز يشكو لصديقه الشاعر (رالف):أنا أحب زوجتك وهي لاتقبل النوم معي؟!
اذا هو انسان-بالتأكيد هو انسان-خالي من اي قاعدة اجتماعية من الممكن ان تعيق رغباته أو التعبير عنها،وهذه هي الحالة العامة لكل شخصيات الفيلم،فالتعبير عن اي رغبة مهما كانت بطريقة حيوانية غريزية مقبولة في هذا المجتمع المسقط على الفيلم باستثناء طلب النقود...
هل فاسبندر يطالب بقاعدة غوغائية للتعبير عن افكاره...هنا وكأنه يتحدث مع المتلقي من خلال اسلوب خطاب كان يتبعه في افلامه كما انه يبالغ-ان كان هذا صحيحا- في تصوير مجتمعه الذي يواجهه مباشرة في كل يوم.
الفيلم غوغائي فوضوي من الصعب جدا روايته أو شرح تصرفاته خاصة اذ كان المجتمع في الفيلم وبكل شخصياته بلا استثناء مصابة بنوع من الحماقة البشرية،وربما العصاب الذي لايمت الى الكوميديا بأية صلة...
فكيف نفسر او نشرح تصرفات السيدة(Von-Witzleben) المصابقة بالشبق الجنسي؟
كرانز كما عرفنا دائم الحاجة الى النقود،وهو على استعداد للحصول عليها بأي طريقة كانت،السرقة مثلا أو دين معدوم السداد،وهو يستغل شبق جارته الجنسي للحصول على النقود ومن ثم يقوم بقتلها....بالتأكيد شرح المشهد غير دقيق وموضوع أو علة عدم الدقة،وهو ان القارئ يجب ان يعايش حالة العصاب التي تعاني منها كل شخصيات الفيلم،وهذا يؤدي بنا الى القول إلى ان الأحداث مفتعلة والفيلم ينقصه تلك التلقائية الكوميدية،وكرانز عندما يصف نفسه بالفوضوي،فهذا لايعطي اي تبرير سوى القول عن الفيلم بانه عن فوضوية مفتعلة وشخصيات مصابة بعصاب تلقائي مصدره مجهول الهوية...
لويز زوجة كرانز تقول:عشيقة زوجي قتلت ببساطة...
الحبكة غير واضحة ولا تقود الى اي شيء،ولكن علينا أن لانظلم الفيلم،لأن سواء المؤيد أو المعارض لهذا الفيلم اتفق صدفة ان يكتب في مقاله هذه الجملة( كوميديا سخيفة غريبة الأطوار حمقاء)
حين يقرر الناشر التوقف عن نشر قصائده الهستيرية يقرر فجأة أن يحقق كتابا عن عاهرة،وحدث ولاحرج عن الجماع المكشوف والمفضوح ،ومن ثم ياتقط اسم الشاعر (ستيفن جورج)ويحاول التوحد معه،وهو يعيش بالمناسبة مع اخيه ايرنست المختل عقليا،ومن ثم يحال الفيلم على صرفات مازوشية فيها رغبة اكيدة بتحقير الذات وتحقيق السعادة بأهانتها،كما أن هناك كبت جنسي ولكن وببساطة،لا يمكن الكتابة عنه.
قد تكون العبرة أو المغزى هي ان فاسبندر يبدو متشائما جدا من (الطبيعة البشرية)،خاصة عند تكراره للأقتباس الأفتتاحي مع نهاية الفيلم-خاصة اذا كان الفيلم من كتابة فاسبندر أيضا-ولكن ينقصه الاحتكام الى المنطق،فمن الصعوبة البالغة أن نجد هدف حقيقي أو عبرة واضحة في هذه الكوميديا المفتوجة التي تبدو اباحية أحيانا ،على ان الجنس بحد ذاته لايشكل أي عائق،وبالتالي فمن الصعب اعتباره أو اخضاعه- ضمن معطيات وطريقة سرد الفيلم-لأي تحليل يخص أي مرض نفسي.
فالشخصيات تبدو مجنونة بالغريزة،أو ربما (بدائية بالغريزة)...
ما الذي كان يدور في خلد فاسبندر...هل هي صرخة ضد مجتمع بشري كامل؟
حين يسعى كرانز لأمتلاك ليزا كأمر وليس كطلب،فالاغتصاب مهمش تقريبا ،وحتى القسوة تقابل بشيء من القبول والحنان،لأن القسوة مفتاحها القبول أولا وشخصيات مغرمة باهانة الذات.
وحتى التوحد مع (ستيفن جورج)...هل من القول عنه بأنه مرض؟
ولكن ماذا اذا كان ستيفن جورج هذا شاذ جنسيا،هل هو سيصبح مثله؟
المحاولات موجودة بكل تأكيد...وهذا يدفعنا إلى سؤال آخر
هل من الممكن القول أن القصة برمتها تدور في مجتمع شيطاني؟
الفيلم يطرح كل المحرمات بشيء عالي من التلقائية والقبول،من القتل والجنس والأهانة والتحقير والخيانة وعدم الايمان بوجود الله والسرقة والابتزاز والطمع وصولا الى الشذوذ وحتى عقوق الوالدين.
ولكن الجرأة في تحقيق هذه الكوميديا ليست ناجحة أبدا،وبدلا من دعوتها بالكوميديا السوداء من الممكن دعوتها مثلا بالكوميديا الجنسية،أو الكوميديا الهستيرية وبكل سهولة،فالكوميديا تنقصها الموقف(Sit-Com)،بل هي ليست كوميديا موقف،بل هي كوميديا بحاجة الى تحليل الموقف حتى نستطيع على الأكثر الابتسام،ولكن ولأضفاء شيء من الموضوعية،فان كانت هذه الكوميديا جنسية فهي ليس هدفها الجنس ابدا،على ان الحس التهكمي مفقود بشدة في الفيلم.
الفيلم يبدو بأنه عبارة عن انتقاد غير مسؤول سواء كان دافعه ذاتي مبني على تجربة ذاتية انتقادية،أو حتى لعكس تصورات اجتماعية مصدرها المخرج ليس الا،ولكن بدلا من القول أن الفيلم فاشل بكل المقاييس وسقطة فنية لفاسبندر،دعونا نقول أن القضية برمتها هي عن شاعر يدعى (والتر كرانز) يحاول اسعادة الهامه.
بلال سمير الصدّر
4/4/2015



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأم كيسرز تذهب الى الجنة 1975(راينر فاينر فاسبندر):فاسبندر ...
- كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح
- دموع بيترا فون المريرة 1972 راينر فاينر اسبندر):فيلم عن الشي ...
- تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتم ...
- احذر من العاهرة المقدسة1971(راينر فاينر فاسبندر):أنا دائما خ ...
- Kalzelmacher1969(ليس من اجل لاشيء) راينر فاينر فاسبندر :فضح ...
- الحب ابرد من الموت 1969(فاسبندر):شخصيات تعاني من برود شديد ا ...
- عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط
- تابوو 1999(ناغيسا اوشيما):عندما تخضع التابوهات للظروف
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى
- امبراطورية المشاعر(ناغيسا أوشيما):الانطوائية الحاصلة في كل ا ...
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة أوشيما الكبرى...
- أخت صغيرة للصيف 1972(ناغيسا أوشيما):فيلم متوسط المستوى الفني ...
- الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:خصوصية ناغيسا اوشيما
- الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:الفرد حالة اجتماعية وحالة اكث ...
- الرجل الذي وضع وصيته في فيلم 1970(ناغيسا أوشيما):الاحتجاج ال ...
- ليل وضباب فوق اليابان 1960 (ناغيسا اوشيما):النموذج الاحتجاجي
- الموت شنقا 1968(ناغيسا أوشيما):R في مرحلة التكوين المعرفي ال ...
- عن ناغيسا اوشيما وpleasure of flesh 1965
- كوربورال المراوغ 1964:عودة مقصودة تقريبية الى الوهم الكبير


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - شواء الشيطان 1976(راينر فاينر فاسبندر):عودة الهمجيون