أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف أحمد إسماعيل - الوطنية شراكة إنسانية














المزيد.....

الوطنية شراكة إنسانية


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5165 - 2016 / 5 / 17 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما لاحظ جميع المتواصلين على مواقع التواصل الاجتماعي في مجتمعنا السوري تناقض مواقف بعضنا من الإرهاب ( إرهاب الدولة أو الأفراد أو المنظمات ) بشكل يثير الدهشة ؛ إذ يتلوّن الموقف وفق جنسية الضحية أو مكان وقوع العمل الإرهابي ، دون اعتبار لإنسانية الضحية أو براءتها أو جنسيتها أو سنّها أو موقفها من الصراعات والمتصارعين .
فحين نقف ضد إرهاب النظام في هذا الموقع أو إرهاب هذه المجموعة المسلحة في ذاك الموقع فنحن نقف ضد الظلم الواقع على المدنيين الأبرياء، بغض النظر عن انتمائهم الطائفي والجغرافي والعِقدي والإيديولوجي أيضاً ، أو إن كانوا من المعارضين أو الموالين لهذا الطرف أو ذاك ؟!
فإذا كان المواطن السوري مدنياً ؛ أي أنه لا يحمل السلاح، فهو خارج لعبة الموت والحرب ، واستهدافه من قبل المسلح ، أياً كان خط جبهته ، هو عمل إرهابي حتى وإن كان هذا المواطن يعمل في صفوف المعارضة أو النظام بالرأي والحوار والانتماء الضيق كالدين والمذهب و الطائفة والإيديولوجيا .... ولا يمكن تبرير استهدافه من قبل أي طرف مناقض له؛ فالشكيمة في الحرب هي أن تسحب سلاحك في وجه من يحمل سلاحه في وجهك ، والسلاح يعامل بمثله ، وإلا فإن باب التأويل والتفنيد وتوسيع حدود المفاهيم ، مثل " البريء، المقاتل، الإرهابي ... " لن تقف عند ماهية أو دلالة ، مما يفتح الباب واسعا إلى اختراق كل حق إنساني يرتبط بحياتنا كبشر ..!
ولذلك فإن الموقف من المدني المحاصر في الفوعة هو الموقف ذاته من المحاصر في داريا ، والموقف من المدني الذي سقط في تفجيرات السيدة زينب أو في الزهراء في حمص أو في حلب هو ذات الموقف من المدني الذي سقط في بابا عمرو أو في الغوطة . إن ما يجمع بين كل هؤلاء هو الهوية المدنية أولا والهوية الوطنية ثانياً ؛ فالهوية المدنية تعني براءته من الحرب ، والهوية الوطنية تعني تعاليه على الانتماءات الضيقة ، وارتباطه بما يربطني به وهو الوطن السوري .
إن هذا الموقف من ابن وطني يخرجني ، أنا المدني ، خارج لعبة الحرب والتجيير الضيّق المنافي للوطنية ، كما أنه يعزز إنسانيتي المنافية للعنف كوسيلة تفاهم بين أبناء الوطن الواحد .
إن تعزيز انتمائي الإنساني والوطني بتلك الصورة يعزز موقفي من الإرهاب بصورته الشمولية، بغض النظر عن الجنس والجنسية واللون والزمان والمكان والإيديولوجيا والانتماء الديني أو المذهبي أو أي شكل إثنيّ . وبالتالي لا أفرّق بين ضحايا تفجير إرهابي في أي بقعة سورية ، كما أني إنسانيا لا أفرق بين ضحايا وطني بفعل الإرهاب وضحايا فرنسا أو بلجيكا بفعل الإرهاب أيضاً . ولن أستطيع أن أبرر الإرهاب حين يقع على فرنسيين أبرياء أو حين يقع على أبرياء من حارتي أو بلدتي أو مذهبي أو طائفتي ...! وغير ذلك الموقف يثير الدهشة ، ويعبر عن أفق ضيّق وانشغال انفعالي بما يحدث لي على اعتبار أن الآخر لم يناصرني أو أنه لم ير الأحداث في وطني كما أراها أنا . والآخر هنا حرفياً هو حكومات الدول الأخرى ، والحكومات لها لعبتها السياسية الكاذبة أو المنافقة أو المتناقضة أو الانتهازية أو الذاتية الضيقة ، ولكنها في النتيجة لعبة الحكومات وليست تعبيرا عن موقف الأبرياء المدنيين الذين سقطوا ضحية العمل الإرهابي ، وأبسط الأدلة على ذلك حين نرى الطفل يقع ضحية الإرهاب أو الغريب العابر أو المعارض لسياسة حكومته أو الناشط المدني .. وغير ذلك من الصور ؛ ولذلك لا أستطيع أن أتقبل تعليقات انفعالية على مواقع التواصل الاجتماعي ارتبطت بتفجيرات باريس أو أمستردام أوالسيدة زينب أوالزارة أو بستان القصر أوداريا أو مضايا أو الفوعة أو الغوطة ، من مثل " منيح ... لازم يذوقوا ماشربنا منه " " خليهم يشربوا من الكأس ذاته " . وهل كان المهندس المغربي الذي يرتشف القهوة مع زوجته الفرنسية وسقط في تفجيرات باريس مسؤلا عن الكأس التي نشربها ؟! وكذا الأمر بالنسبة للمدني في الأرض السورية كلها دون أستثناء .



#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلب تحترق 2
- حلب تحترق
- البوكر والعيش المشترك
- مواطن بأوراق ناقصة
- وطن بلا حرافيش
- سرود قصرة (10 )
- سرود قصيرة (9)
- سرود قصيرة(8)
- سرود قصيرة (7 )
- مفارقات
- سرود قصيرة (6)
- سرود قصيرة (5)
- سرود قصيرة (4)
- المعارضة السلمية (3)
- المعارضة السلمية (2)
- المعارضة السلمية(1)
- الشارع السوري - توصيف في الحالة السورية -
- سرود قصيرة (3)
- من راية الانتداب إلى راية الاستبداد
- الإعلام المحرِّض - توصيف في الحالة السورية -


المزيد.....




- الأردن.. جدل حول بدء تنفيذ نص قانوني يمنع حبس المَدين
- إيران تؤكد مقتل علي شدماني قائد -مقر خاتم الأنبياء- في غارات ...
- ما الذي حدث في غزة خلال 12 يوماً من المواجهة بين إيران وإسرا ...
- ألمانيا.. السوري المشتبه به بهجوم بيليفيلد عضو في -داعش-
- بزشكيان يؤيد منطقة خالية من الأسلحة النووية بما يشمل إسرائيل ...
- نيوزويك: هل كان قصف ترامب مواقع إيران النووية فكرة صائبة؟
- مقتل 17 جنديا في شمال نيجيريا إثر هجوم جديد على قواعد تابعة ...
- زيمبابوي تحطم الرقم القياسي بمبيعات التبغ لعام 2025 بأكثر من ...
- إريتريا تسعى لإلغاء ولاية المحقق الأممي لديها بعد إدانتها
- الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف أحمد إسماعيل - الوطنية شراكة إنسانية