يوسف أحمد إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 00:24
المحور:
الادب والفن
(الميدان)
• في حي صلاح الدين
-;- كل الطرق الضيقة ، حتى مجرى التنفس ، لا توصلك إلى روما.....
-;- كل الشرفات ، المغطاة بالستائر ، لا تسعفك في التعرّف على بيت صديقك ...
-;- كل الجدران المختنقة بالإعلانات ، لا تمنحك الفرصة للتعرّف على مبتغاك ...
-;- كل الحوانيت الممتلئة بالمارة ، لا تساعدك على شراء ما تريد ....
• في مخيم أطمة
-;- كل الطرق المفتوحة على السماء ، لا توصلك إلى بيتك في صلاح الدين .....
-;- كل الستائر الملقاة على أبواب الخيام ، لا تستر عورتك....
-;- كل الإعلانات المنشورة على الحبال ، لا تشير إلى إغاثتك ....
-;- كل المارة في الشارع العريض لا يعرفونك ...
• بين أطمة وصلاح الدين ، كانت في رأسك قنبلة رطبة ، غير قابلة للانفجار ؛ ولذلك قررت الانسحاب من جميع الطرقات المؤدية لميدان التحرير.
(الشحط)
في طريق عودته
كان مثقلاً.....ونظرته شاردة.....
استوقفته فجأة ـ دون أن يراهاـ كاميرا " االشارع "
ـ مرحباً ! ما رأيك في الحرية في بلدنا ؟!
ـ مبسوطين........كتيييير ! هاي أنا....... صار عمري أربعين سنة ، ولم يشحطني أحد إلى فرع المخابرات !!!!!!!!!
(المسرح )
في الميدان ، عند ملتقى أربعة شوارع داخل المخيم ، لُوّنتْ الحجارة المحدِّدة للمسرح بلون العلم الوطني ....
-;- الأطفال ، بثياب موحلة وممزقة ، يرقصون في وسط الميدان ...
• ذاك الأعرج ، قفز في الهواء عاليا ...
• مبتور اليدين ، تسلَّق صخرة حادة وضِعتْ في طرف المسرح ...
• المدرب يتلوى ،كأفعى ، بإشارات للأعمى ، كي يلتقط خيوطا ملونة ، حلّقتْ في سماء الميدان ...
-;- الجمهور ... يضحك ... يضحك ..!
..............والمدرب مازال يتلوى ...........
سقط الأعرج ...
سقط الأعمى ..
سقط العلم الوطني....
................و المدرب مازال يتلوى .................
(محاولة فاشلة )
على رصيف مبعثر ، ليس مناسبا للعرض ، تبعثرت روحها ...
ـ الأم وطفلاها ، داخل الخيمة ، ينتظرون إشارة الولوج للخروج إلى الميدان ...
ـ الغريبُ ، تتجول عيناه في الروح المبعثرة ، ولا يستطيع التقاط إشارة ، تغري بالولوج إلى الخيمة .
هي ، بكامل حشمتها ،تحاول أن تبعثر جسدها على رماله ...
هو ، يمل ، وينبذها ، دون أن يترك لها سنتيما .
#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟