أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف أحمد إسماعيل - سرود قصيرة(8)














المزيد.....

سرود قصيرة(8)


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


(العابر )
في وسط الشارع الضيّق ، وعلى حجارته المبعثرة ، بلا جدوى ... تمددت ْ، طوتْ رجليها، وبيديها احتضنت طفلةً عاريةَ القدمين ، لم يبدُ منها غير شعر أشقر، أشعث ، وملامح اكتنازٍ مَرّ على وجنتيها .
....................................................................
ـ سأل عابرٌ مهرولاً : من هي...من هذه المرأة ؟
• هرول العابر صارخاً...الطائرة الثانية قادمة ... اختبئ ..!
وقبل أن يلملم أنفاسه ، تبعثر جسده على أطراف المرأة المتمددة ، المحتضنة للطفلة عارية القدمين .
بعد القصف ...
ـ سأل عابرٌ مهرولاً : من هذا الرجل ...من هذه المرأة ؟
• هرول العابر صارخاً.....
(خدش الحياء العام )
• كتبت له عن شوقها وولعها وعن حاجتها واحتياجها
• .................................................................................................................
• كتب لها عن خوفه وقلقه وحرمانه
.................................................................................................................
وحين قررا الهجرة إلى خارج حدودهما المعلنة ..........قصفت طائرة عابرة حدودهما المعلنة .....
-;- في نشرة الصباح أعلنت الفضائية الافتراضية عن مقتل اثنين من الخادشين للحياء العام في شوارع المخيم .
(لقاء افتراضي)
هي : غسلتْ ضفائرها ...احتارتْ بلون الخدين ، انكمشتْ ، خلف المرآة ، تبحر في كفيه ، حاولت أن ترشف ما استطاعت من زبد فائضٍ برائحة الفل ، من بين أصابعه ..
هو منكمش أمام جهاز اللابتوب ..يحدق في الكلمات وفي الانتظار ، علّها تعود للسلام ورائحة الفل ..وحين أرهقه الانتظار بلا جدوى، كتب عبارته الأخيرة قبل الخروج : ثلاثون سنة مرّتْ على رحيلك، انتظرتك فيها من دون لابتوب ، أما الآن فلم أعد أطيق انتظارك أكثر من ثلاثين ثانية على صفحة اللابتوب
قرأ مخترقٌ خبيث رسالته، وكتب له على صفحتها :
انتظرني سأطرق بابك الآن ..
هو : أطبق جهازه ، وبدأ كشاب في العشرين ، يقفز ،ويرتب ما تبعثر حوله ،من الشوق وورود القرنفل البري، التي لم يرها منذ ثلاثين عاما .
(المحاضِرة)
ـ النقاب أسود ، اللابتوب أسود، المايكروفون أسود ، الطاولة الممتدة في صدر القاعة سوداء ...لم يعد غير بحثها المعَدّ للإلقاء مبهم اللون ..
ـ ضاق بها السواد ، فقررت التمرد على اللون المستبِدّ بها ....لوّنتْ صوتها ، أعطته إقاعات متنوعة ...مدته ، قطعته ، وصلته ، خفضته ، رفعته ...كان الصمت يعم ّ
ـ رفعتْ النقاب عن وجهها وصرخت : ألا ترونني الآن ؟ ! ..ألا ترونني الآن ؟ ! .....
-;- وحده رئيس الجلسة هدّأ من غضبها ، وقال لها : لا يوجد أحد في القاعة سيدتي ...



#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرود قصيرة (7 )
- مفارقات
- سرود قصيرة (6)
- سرود قصيرة (5)
- سرود قصيرة (4)
- المعارضة السلمية (3)
- المعارضة السلمية (2)
- المعارضة السلمية(1)
- الشارع السوري - توصيف في الحالة السورية -
- سرود قصيرة (3)
- من راية الانتداب إلى راية الاستبداد
- الإعلام المحرِّض - توصيف في الحالة السورية -
- سرود قصيرة
- العنف والوعي الاجتماعي - توصيف في الحالة السورية -
- مفاوضون بلا حقيبة - توصيف في الحالة السورية -
- أنا من هنا . أنا من هناك - توصيف في الحالة السورية
- مضايا والفوعة - توصيف في الحالة السورية -
- بلاغة العنف توصيف في الحالة السورية
- الاستقواء - توصيف في الحالة السورية -
- الثورة بين مطرقتين - توصيف في الحالة السورية -


المزيد.....




- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...
- بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحص ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف أحمد إسماعيل - سرود قصيرة(8)