أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - الاستقواء - توصيف في الحالة السورية -














المزيد.....

الاستقواء - توصيف في الحالة السورية -


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 13:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حين قرأنا في الماضي التاريخ السياسي للدويلات العربية والإمارات المتنازعة، شعرنا بالدهشة لتفشي ظاهرة الاستقواء بالآخر عند حكام الدويلات والسلاطين وأمراء الحرب في حينه . ثم أمدّ الله في عمرنا، كما تلاحظون، لكي نشهد نسخة معاصرة من الاستقواء بالآخر، ولكن ليس في صراع دويلاتنا مع العدو الخارجي وإنما في الصراعات الداخلية لتلك الدويلات ... ففي ليبيا تدخّل حلف الناتو إلى جانب المسلحين لإنهاء حكم القذافي ، والقذافي استقوى بالمرتزقة الأفارقة من أجل دعمه في قتال مسلحي ليبيا ، ومسلحو ليبيا استقووا بالمتشددين الإسلاميين الإقليميين والدوليين لقتال بعضهم بعضاً.
في سورية الوضع أعقد من ذلك وأوضح في الوقت نفسه ، وذلك بسبب مكوناته الاجتماعية المتنوعة . ولذلك أخذ الاستقواء بالآخر صورا متعددة، ولكنها جميعاً صور لا تأخذ بعين الاهتمام المصلحة الوطنية السورية، باعتبار أن الآخر لن يضحي بأبنائه إلا من أحل مصلحته الخاصة . يضاف إلى ذلك أن فعل الاستقواء بحد ذاته هو ضعف يُرجِّح فيه المستقوي كفة المستقوى به على حساب استقلالية الوطن وسيادته، وامتلاك مقوماته وأسسس نهوضه.
الاستقواء الأول جاء من المعارضة المسلحة ، على اعتبار أنها كتائب قتالية داخلية ، ذات قدرات محدودة ، وتمكّنها من الاستمرار مرهون باستقوائها بعنصر خارجي إقليمي أو دولي ، ولكن العنصر الخارجي حوّل علاقته بها من دعم مادي ومعنوي، بوصفها مكونا مستقلا، إلى حالة استحواذية كلية؛ بمعنى أنها أصبحت ذراعه التي يهيمن عليها ، يمدها ويسحبها ، يحركها يمينا وشمالا، ويقطعها إن شاء، كما حصل مع كثير من الكتائب التي ظهرت واختفت في أرض المعركة . ثم تطورت علاقة الاستحواذ إلى تبنٍ كليٍّ بحيث لم يعد لمفهوم الوطن السوري وجود في أجنداتها ، وذلك حين تبنت استراتيجية تتجاوز الجغرافية السورية والمفاهيم الوطنية إلى مفاهيم سلفية مثل " بلاد الإسلام " و" بلاد الكفار " وما يصحب ذلك من " أهل الذمة " و "أهل الكتاب " و " الجزية " ومفهوم " الزكاة " و"السنة " و" الرق " و" أسواق النخاسة " !..وبدأت تُطرح في ثقافة الحرب أسئلة تجاوزتها الصيرورة التاريخية للمجتمع الدولي بشكل عام والمجتمع السوري بشكل خاص ، ومهّد ذلك لتحول خطاب الحرب عند المسلحين إلى خطاب ديني مذهبي تجاوز الوطن السوري، ووجد المواطن السوري نفسه أمام أمراء حرب من شتى بقاع الإسلام، فكان خارج وطنه وثقافته الوطنية ، وطُلب منه أن يحشر نفسه في " بلاد الإسلام " أو " بلاد الكفار " ، ولأن ذلك كان خارج وعيه اختار " بلاد الكفار " هربا من الحرب وخطابها، غير الوطني أو الإنساني.
الاستقواء الثاني جاء من النظام ؛ فحين تمددت الكتائب المسلحة على الجغرافية السورية بدأ الخطاب الوطني للحراك الثوري ينزوي لصالح الخطاب الإسلامي ، وما رافق ذلك من تعويم مفاهيم السلفية الجهادية و الخلافة الإسلامية ، ولاحظ النظام تحول الأزمة السورية من حراك ثوري اجتماعي داخلي كان قادرا على معالجته إلى حرب داخلية / خارجية في الوقت نفسه لا يستطيع معالجتها منفردا، فلجأ إلى الاستقواء بالآخر تحت مرجعيات سيادية ، ولكنها لا تمنعه من الإفادة من كل صور المعونة من الآخرين ، وكلٌ وفق أجندته الخاصة، إن كانت اقتصادية أو سياسية أو استراتيجية أو مذهبية أو دينية..مما فتح الباب واسعاً للتدخل الخارجي تحت مظلة السلوك الفردي والجماعي ، والحكومي الرسمي ، والحزبي والطائفي ..بل إن الأرض السورية فقدت السيادة والخصوصية ، وأصبحت فضاء للعنف والاقتتال فوجدنا فيها الروسي والإيراني والأفغاني والعراقي واللبناني والباكستاني والفرنسي والبريطاني والأمريكي والسعودي والكويتي والإماراتي والبحريني وحتى من جزر الواق الواق ... !
وبين الاستقواءين تحوّل الوطن السوري إلى أغنية تحلم بالعودة إلى أوتارها، وتحوّل المواطن السوري إلى شارع يتحدث باسمه كل الانتهازيين والمتقاتلين ؛ المحليين والإقليميين والدوليين ، ويدّعون تمثيله إن كان في حمل البندقية أو فنادق جنيف أو القاهرة أو استنبول أو الرياض !



#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة بين مطرقتين - توصيف في الحالة السورية -
- ثورة الكرامة والحرية - توصيف في الحالة السورية -
- المثقف وأزمة العنف - توصيف في الحالة السورية-


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - الاستقواء - توصيف في الحالة السورية -