يوسف أحمد إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 08:57
المحور:
الادب والفن
(الثلج رقم 1 )
تراخى الثلج نديا ...
تناثر ....
تناثر ...
غطى شعرها الطري ،وكتفيها الصغيرتين ... .
حين بدأ الصقيع ، يخدّر رجليها ...........حاولتْ الهرب إلى خيمتها ....
غاصت في الثلج ........
فتحت قبرا ............
وهدأتْ
(الثلج رقم 2 )
تناثر ...
تناثر ، مرة أخرى ،
ثلج المخيم..
سقط حافياً على
الخيطان ، وعلاماتِ الخيام التي ترشد أهلها إليها ..
ابيضّتْ الأرض .. ..ابيضّتْ أغطية الرؤوس ....ابيضّتْ الخيام ، الشوارع ، الأيدي العارية ..
حاولتْ رجلاه البحث عن طريقه إلى خيمته البيضاء ... انغرست في البياض اللامتناهي ....
فتشت عيناه عن علامة خيمته!
لم ير غير علامة الموت المختبئ بالأبيض ، على غير عادته .
(التفاحة )
في الفجر
حين اختلط الأبيض بالأسود ، وسيطر غبش الألوان على الرؤية ،
خرج ، من خيمته ، سرا .. .
همسا .. ..
حبوا .... ،
بخطوات حافية نحو أقرب حاوية في الميدان....
في الحاوية ................................................
أربعة أطفال يقضمون ما تبقى من آخر الليل تفاحة ، ألقيتْ عليهم في ...... ساعة متأخرة من الليل
(السيل)
حين امتدّ السيل الشهواني
،بين خيام الزعتر والتلّ ،
استلّ
،من جيبه المرتوق ،
آ خر قطعة شوكولاطه أهدتها له "انجلينا جولي " ...
وغطس في الوحل ..
(أول الغيث )
قالوا له : هذا أوّل الغيث ، اللون الأخضر للربيع القادم ، والأسود ...................................
" كان يكره الألوان المتناقضة بحدة " .............................................................. والأبيض لأيامك الحالمة ....
وحين طغى الحلم حتى استوت الألوان سوادا .....جمع ما تبقى من نتف الثياب الممزقة على طريق العابرين إلى الجحيم .............................................................. وصنع خيمة بكل الألوان !
واستراح
(أوّل الفرح)
في أوّل الفرح .....قالوا له : خذ نصيبك من الصراخ ...واغتنم فوضى الانتماء ..
ـ ركن لسانه على جرف قصيّ...
ـ سار بأشلائه نحو الخيام ....
هناك أعادوا له لسانه ، وقالوا له : اغتنم فرصة للانتحار.
#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟