أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف أحمد إسماعيل - البوكر والعيش المشترك














المزيد.....

البوكر والعيش المشترك


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"أؤمن بالعيش المشترك كسبيل وحيد لإنهاء صراع دامِ ومؤلم امتدّ مئة عام ، لكني لا أرى أن هذا سيحدث في جيلي لكنه سيحدث يوماً ما "
انتشر تصريح الروائي الفلسطيني/ الإسرائيلي ربعي المدهون الفائز بجائزة البوكر هذا العام بين المتابعين للبوكر أكثر من روايته الفائزة " مصائر ". وهذا يشير بدءا إلى التشكيك بنزاهة لجنة التحكيم أو إلى عدم استقلاليتها وحريتها في الاختيار على أقل تقدير ، ولكنه وبغض النظر عن فكرة المؤامرة المستديمة تلك أريد الإشارة إلى أمرين : الأول أن طاقتنا على الاعتراف بالآخر ضعيفة بشكل عام، بغض النظر عن ماهيته ما دمنا على خلاف معه ، والثاني أن التشكيك بالتفوق هو جزء من قراءتنا له مادام لا يمسنا بشكل مباشر ؛ ولذلك أسبابه المتعلقة بانكساراتنا التاريخية، وعجزنا عن الخلاص من مأزقنا الوجودي المستفحل منذ خروجنا من العصر الذهبي .
لا أقدم ذلك دفاعاً عن الرواية أو عن وعي ربعي المدهون أو عن فكرة " العيش المشترك" بإطلاق ، وإنما للبحث في " العيش المشترك " ذاته الذي أصبح مستعصيا في الوعي العربي بفعل الحروب المدمرة التي يشهدها الواقع.
يطرح الروائي فكرة "العيش المشترك" كحل للصراع الإسرائيلي / الفلسطيني على الأرض انطلاقاً من انسداد آفاق الحلول التي تبني استراتيجيتها على ما حصل في الواقع من مفاهيم الحق التاريخي ، والتهجير القسري ،و الإبادات الجماعية ، وعدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني كصاحب أرض اسمها فلسطين . وانسداد الأفق ذاك تؤكده طبيعة الاحتلال الاستيطاني، وامتداد عمره لأكثر من ثلاثة أجيال، لم تعد تعرف لمهدها وطنا غير إسرائيل عند الإسرائيلي، وفلسطين عند الفلسطيني؛ ولأن الانتصار المطلق لأحد الطرفين ، بفعل إصرارهما على حقهما في الأرض ، غير وارد فإن " العيش المشترك " يبدو للمدهون أكثر واقعية ، وسيكون هو الحل النهائي لذاك الصراع ، مع الأجيال القادمة .
ولكن "العيش المشترك " لا يكون بين السارق والمسروق أو بين صاحب الدار ومغتصبها ، إلا في حالة استسلام صاحب الدار ، أو ضعفه بحيث لا أمل له في استعادة قوته ؛ قد تبدو هناك هدنة أو انحناءة أمام العاصفة، ولكن لا توجد قناعة بالعيش المشترك إلا في حالتين : الاستسلام أو الشعور باليأس .
لكن المفارقة تبدو كبيرة حين تكون فكرة " العيش المشترك " غير مقبولة عند بعض المنتمين إلى وطن واحد ، لا يملك أحدٌ منهم صكوك ملكية له أكثر من الآخرين ، غير شعوره المبني على الغضب وما ورثه الاقتتال ، بفعل الاستبداد ، من كره وإقصاء . فإذا كانت مرجعيتنا في الإسرائيلي هي عودته من حيث أتى، فماهي مرجعيتنا في السوري الذي اختلفنا معه ؟! هذا إذا انتصرت " أنا " على الـ " هو " الآخر ! ولكن إذا انتصر " هو " هل سيكون موقفي ذاته ، أم سأرضى بما رضي به المدهون بـ " العيش المشترك " ولكن وفق معادلة الاستعمار الاستيطاني وحيثياتها في الاستسلام و اليأس أو الانحناء أمام العاصفة ؟!
إن الواقع والتاريخي ينفي ذلك التماهي بنقل الحالة من طبيعة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى طبيعته في أي وطن آخر ، فالعيش المشترك في الوطن الواحد ليس فعلا تصالحيا انكساريا أو انهزاميا أو حتى أخلاقيا ، بل هو مكون من مكونات الشخصية السورية أو اليمنية أو اللبنانية بحكم التركيبة السكانية الحضارية التي تراكمت عبر قرون ، وإن اختلفت تلك المكونات يوما أو تحاربت أو غضبت أو اختلفت إلى حدود التناقض، لأن كل المكونات مرجعيتها الأرض السورية أو اللبنانية أو اليمنية أو العراقية ، ولا يملك أحد صكوك ملكية لوجوده في الأرض خارج جغرافية وطنه . ولذلك فالعيش المشترك هنا ليس فكرة لحل معضلة وليس هبة يملكها طرف ليمنّ بها على طرف آخر، وليس اقتراحا قد ينال القبول أو الرفض ، وليس عقدا اجتماعيا ، العيش المشترك هنا في الوطن هو الوطن ذاته .



#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطن بأوراق ناقصة
- وطن بلا حرافيش
- سرود قصرة (10 )
- سرود قصيرة (9)
- سرود قصيرة(8)
- سرود قصيرة (7 )
- مفارقات
- سرود قصيرة (6)
- سرود قصيرة (5)
- سرود قصيرة (4)
- المعارضة السلمية (3)
- المعارضة السلمية (2)
- المعارضة السلمية(1)
- الشارع السوري - توصيف في الحالة السورية -
- سرود قصيرة (3)
- من راية الانتداب إلى راية الاستبداد
- الإعلام المحرِّض - توصيف في الحالة السورية -
- سرود قصيرة
- العنف والوعي الاجتماعي - توصيف في الحالة السورية -
- مفاوضون بلا حقيبة - توصيف في الحالة السورية -


المزيد.....




- تحليل: عليها شعار -الاتحاد السوفيتي-.. ما الرسالة التي يبعث ...
- باكستان: مقتل أكثر من 190 شخصا جراء الأمطار الغزيرة التي تضر ...
- -هل غيّر الاعتراف بدولة فلسطينية قواعد اللعبة في غزة؟- – جول ...
- نزع سلاح حزب الله: نعيم قاسم يحذر من -حرب أهلية-
- بن غفير يهدد مروان البرغوثي داخل زنزانته والسلطة الفلسطينية ...
- نيويورك تايمز: لماذا ترفض أوكرانيا التنازل عن دونباس رغم ضغو ...
- بعد اتفاق أرمينيا وأذربيجان.. هل تخسر روسيا جنوب القوقاز؟
- جيش نيجيريا يدافع عن عملياته العسكرية بوجه الانتقادات الحقوق ...
- 24 عاما على تأسيس -العدالة والتنمية- التركي.. إنجازات وتحديا ...
- مخطط -إي 1-.. خطة استيطانية للتغيير الديمغرافي في القدس


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف أحمد إسماعيل - البوكر والعيش المشترك