أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - القبانجي الليبرالي بزي السلفيين














المزيد.....

القبانجي الليبرالي بزي السلفيين


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 17:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


القبانجي الليبرالي بزي السلفيين

ظاهرة أحمد القبانجي واحدة من الظواهر التي نشأت خلال الفترة الأخيرة وطغت في وجودها على دور الكثير من المفكرين الليبراليين الحقيقين من الذين تصدوا بفعل إيجابي وروح نقدية علمية للتراث الإسلامي والمقولات الفلسفية والفكرية المتصل بالدين كفكر، وليس الدين كظاهرة والتدين كممارسة عملية لواقع الإيمان بالفكر، الرجل في الحقيقية ليس مفكرا بحق وليس صاحب نظرية أو رؤية ذاتية بقدر ما هو ناقل أفكار وبصورة فجة عن شخصية ليبرالية إيرانية يعرفها الجميع وقرأ لها الكثير وهو الدكتور عبد الكريم سروش.
وفي ظاهرة أخرة عمت الوسط الثقافي العراقي هو تبني جهات سياسية ومنظمات ذات توجهات وأفكار أيديولوجية معينية دعم ونشر وتبني بعض الأصوات الشاذة التي تخدم أهدافها وتبشر بشيء مشوش ومضطرب تضع الوعي الثقافي والفكري في زمن التحول في غير الجادة المطلوبة لتصويب وتسليك رؤى ليبرالية حداثية إيجابية، هذا الخلط والتشويش المتعمد أهدافه لم تعد مخفية ولا يمكن نكرانها أو التجاوز على واقعيتها في الوسط الفكري، مع تعظيم أصحاب هذه الأفكار ومنحهم الألقاب والامتيازات التي تزرع في نفوسهم وهم العظمة، لا لشيء سوى أن تمارس دورها في التخريب الثقافي.
لم يخلو الفكر العراقي في يوم من الأيام من فلاسفة ومفكرين وأصحاب رؤى وأفكار غاية في النضج رحلوا أو ما زالوا يعيشون تحت خط الفقر والتهميش لأن أفكارهم ورؤاهم التأسيسية هي من تضع الفكر والمجتمع العراقي على الطريق الأصوب، ومع ذلك لا يدعون بشيء ويعملون بصمت لعلهم ينجحوا من خلال إصالتهم وفكرهم التنويري أن يبنوا لرؤية فكرية خارج زمنهم وقد تتناسب مع مفاهيم العصر وحداثته المتسارعة، لكنهم لم يدعوا أنهم مفكرون ولا يرددون مقالات لا يفقهون في أسس تبلورها ولا حتى في الأتجاهات التي ستأخذهم إليها هذه الأفكار.
الرجل قد يكون مترجما ناجحا أستطاع أن ينقل لنا جزء مهم من فلسفة التغيير الليبرالية الإيرانية والتي قد نتوافق معها أو نختلف لكننا بالمجمل نحترم كل جهد فكري ونحاول أن نتعامل معه بروح علمية من خلال النقد والتفكيك والدراسة المعمقة، لنتشارك بالمعرفة ونتشارك في الفكر الإنساني الذي هو ملك للعقل وحده، أما أن ندعوا ونكتب ونناقش ونحاول بسط هذا الفكر ونحن كشخص وممارسة لا يمكننا حتى التخلي عن أمتيازات ومصالح الفكر المنتقد كهيئة وكسلوك، نكون قد أعلنا نفاقنا وتخلينا عن الليبرالية التي ننادي بها ونتخذ من الفكر باب مكسب حقير وتزيف فضيع له وسخرية قذرة من العقل المحترم.
لا أريد أن أمضي بعيدا في تقلبات هذا الرجل وعدم صدقه مع نفسه ولا مع ما يؤمن به كرجل دين يرتدي ويحرص على الزي الديني ويحرص على أنتماءه الأسروي، ليتخذ من علامة شذوذ ضد المؤسسة الدينية التي يسعى إلى تهافت منطقها وإسقاطه بالقاضية ليبشر بالدين الإنساني أو بشرية الدين كما يقول سروش معلمه وملهمه كما يقول، أقول أن الليبرالية ليس في موارد معانيها ومصاديق تطبيقاتها السخرية والتهجم على الأخر المختلف وفي ذات الوقت تعلن بكل وضوح ولا لبس فيه أنك جزء من ذلك المسخر منه، بل الليبرالية تعني تحررك من أوهامك وأوهام الواقع والإنطلاق من اللحظة التاريخية للبحث عن عالم يمكنه أن يسعك ويسع غيرك على قاعدة أن الحياة تشهد منذ الأزل تنازع بين الأفكار، تنازع يقود للرقي والكمال البشري النسبي دون أن نستهين أو نسخر من الأخر أو نقصيه.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل في دائرة الروح
- أكاذيب حول موقف الإسلام من المرأة _ الإمامة مثالا.
- الناس على دين ملوكها.
- حكاية الأربعاء
- بيان الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير ...
- الفوضى الضرورية والفوضى الخلاقة
- نقد التاريخية قراءة نقدية في فكر عبد الكريم سروش ح1
- نقد التاريخية قراءة نقدية في فكر عبد الكريم سروش ح2
- من يطلق رصاصة الرحمة على نظام المحاصصة
- الحياد في قضايا المصير
- المتوقع والمأمول من حراك البرلمان العراقي
- الحرية الطبيعية ومفهوم الوعي بها
- اللعب على المكشوف
- قراءة في كتاب _ عندما يكون الرب لعبة سياسية . د عباس العلي
- بيان الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير
- وأد النساء في عالم لا يعرف التمييز
- السياديني وظاهرة توظيف المقدس
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - القبانجي الليبرالي بزي السلفيين