أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عباس علي العلي - قراءة في كتاب _ عندما يكون الرب لعبة سياسية . د عباس العلي














المزيد.....

قراءة في كتاب _ عندما يكون الرب لعبة سياسية . د عباس العلي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 00:11
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


هذا الجهد الفكري العلمي التنظيري ليس عنوانا واحدا يمكن دراسته بأسلوبي النقد التفكيكي أو إعادة بناء معرفي نظري مجرد، فهو خلاصة تجربة استقصائية وحقليه وتنظير تأملي في موضوع خلافي أصلا، يمتزج فيه الواقع العملي ومتطلبات الدراسة النظرية لظاهرة قديمة متجددة هي علاقة الدين بالسياسة أو بالأحرى الاستغلال الديني للسياسة وبالعكس، وما نشأ عنها ومنها ظاهرة ما يسمى الدين السياسي الذي هو وجه واحدة من ظاهرة أكبر هي مفهوم السيادينية.
ليس المهم ان يتم تترتب المواضيع بشكل يوحي الى وحده بنائية مترابطة ومتسلسلة تهتم بالمنهجية الشكلية الأكاديمية أكثر من اهتمامها بالمنهجية الموضوعية، في هذه المحاولة ربطنا بقوة بين موضعين مختلفين في الشكل والطرح والكيفية لكنهما يشتركان في وحدة الموضوع، كما يشتركان في العنوان الرئيسي وهو ربط الدين بالسياسة او بالأحرى انطلاق الواقع السياسي من اس ديني او بالعكس.
في الباب الاول تنا ولنا حوارا فكريا جرى بين فهمين مختلفين ومتعارضين كلاهما استند بالتبرير والتعليل على خلفية دينية بالرغم ان عنوان الموضوع الرئيسي كان جدلا سياسيا او محاولة لقراءة سياسية لواقع إشكالي مشوش نتيجة الاضطراب الأجتماعي للأمم أو المجتمعات التي يكون فيها الدين محوري معرفي أو يلعب فيها الدين دور الشرطي الأجتماعي.
الحقيقة التي لا مناص من ذكرها والاقرار بها هي ان الدين كخلفية فكرية وثقافية يعمل في الغالب بالوعي اللا مباشر واللا منظور من الإدراك البنائي، ويطرح نفسه بقوة في كل المجالات الحياتية التي يعيشها الانسان سواء اكان بالماضي او في الحاضر، ولا يمكن له ان يتخلص من هذه الخلفية او يتجرد من تأثيراتها بإرادة دون ان يصطدم باللاشعور العقلي الذي يتسلل من خلال توارد الافكار العميقة حين تفعل وجودها الدافع والمثير في رسم تفكير الأنا وخطوط مسيرتها الوجودية، او من خلال بسط الفكرة ذاتها كواقع فطري أو بدوي طبيعي لنجد أنفسنا ندور في حلقة الدين او ما يسقطه وعينا العميق به على الواقع .
في الباب الثاني تناولنا الاشكالية ذاتها من واقع تاريخي يتعلق بعقيدة دينية محددة ترسخت فيها القمة الدينية المبنية على قراءة مادية واضحة وصريحة تنحاز لنوع فكري فلسفي مخالف لمثالية الدين وبذلك نتجت وأنتجت هذه القراءة مجموعة هائلة من الرؤى الفكرية المتنوعة، التي تحتضن المادية بقراءة دينية تظن انها نجحت في خلط ما هو مثالي اخلاقي روحي بالعنصر المادي الحسي الجوهري في الحياة.
ما يربط الباب الاول بالباب الثاني هو كيفية تسخير الحس الديني بالسياسة او بالأحرى هو كيفية تسخير السياسة لبسط وجهة نظر دينيه تنحاز للواقع أكثر من انحيازها للدين كمفهوم معرفي واجتماعي وايضا فلسفي، الدين هو مجموعة الوسائل والقيم والمحددات التي تخاطب العقل تحديدا لتجعله قادرا على فهم حركة الوجود وتسيره ضمن مبدأ الأصلحية والأحسنية دون ان تهتم بمراعاة الجزئيات في ذلك، لكن الغاية الاساسية منه هي توفير بيئة أكثر انسانية واخلاقية للإنسان من واقع يراه الدين مختلفا.
هنا الدين اما ان يكون نداً للأخلاق والعلم ومضاداً حقيقياً للتزييف والانحراف وعدم الاصلاح بمعنى الفساد وما ينشأ من تداعيات من هذه المحددات، ويقود العقل الانساني للمواجهة الحقيقية انتصاراً للإنسان بشرط ان يحتفظ بمشروعيته الاساسية، أما لو تخلى عن هذا الدور وانساق بتفسيرات وقراءات بشرية مصدرها الانا الذاتية المتزاحمة في واقعها ومع واقعها سيكون الدين وصاحب الدين مجرد لعبة في يد الانسان يستثمرها في الكسب السياسي والمادي النفعي الذاتي وينتهك فيها علية ومبررات وجود الانسان.
في البابين ايضا هناك قراءة مشتركة تتيح للقارئ والمتتبع للدعاوى والأفكار التي تسخر من الدين وتطالب بأبعاده عن واقع الانسان وابدال القواعد الاخلاقية والمثالية فيه بأفكار ورؤى انسانية بشرية ووضعية، هو يعيد صياغتها وعلى اسس حداثية كما يزعمون، اقول من باب الجزم من يفشل في ترجمة ارادة الاصلاح ومنهج الاعمار و التعارف ليس قادرا على الاتيان بأفضل مما بين يده، وليس كل دعوة فكرية أخلاقية تملك مقومات النجاح، كما وليس كل رؤيا يمكنها ان تنجح في اجابة اشكالية الوجود ان لم تكن تتفاعل بالكامل مع شقي الوجود وهما عالم الروح وعالم المادة ومعلوم ان الجانب الروحي لا يمكن معالجته بالوسائل المادية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير
- وأد النساء في عالم لا يعرف التمييز
- السياديني وظاهرة توظيف المقدس
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- ثقافة التسليع
- شك الإيمان وظاهرة التكفير
- حق الإنسان في أختيار العقيدة منطق ديني أصلي
- تطورات الموقف العراقي في اسبوع
- بين أخلاقيات الفعل الإنساني وإنسانية الفعل
- العراق ومرحلة التغيير والإصلاح
- طريقة الدائرة الجزئية في أحتساب أصوات الفائزين في الانتخابات ...
- رسالة براءة وتنبيه
- رسائل إلى مسافر
- أيام الفردوس _ مقطع من روايتي الأخيرة
- العراق ومنعطف التغيير أو نقطة التفجير
- الواقعية وما بعد الواقعية في الخطاب السياسي العراقي
- خيارات العالم مع أنتشار وباء داعش
- الروح الدينية مفهومها ودورها عند غوستاف لوبن


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عباس علي العلي - قراءة في كتاب _ عندما يكون الرب لعبة سياسية . د عباس العلي