أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حق الإنسان في أختيار العقيدة منطق ديني أصلي














المزيد.....

حق الإنسان في أختيار العقيدة منطق ديني أصلي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 08:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حق الإنسان في أختيار العقيدة منطق ديني أصلي

هل من حق لي كإنسان ولدت على عقيدة ودين ومثل وقيم وأفكار وتقاليد سبقتني بالوجود أن أمنحها إيماني وفقا لقانون البرهان والامتحان كما نمنح أي أفتراض علمي أو فكري أخر؟، أم أن الواقع له رأي أخر وخيارات عديدة تبدأ من القمع وإنتهاء بإنكار ضرورة بقاءك حيا في مجتمع يبني يقينه وإيمانه على التراكم الفوضوي، حتى لو كان خلافا لإرادة خالق الكون وباني أفكار الوجود، سؤال أخر من يزعم أنه يملك حق الفرض ومنع الأفتراض هل لديه تخويل خاص ومخصص بالقضية أم أنه كالعادة يلجأ إلى يقينه هو ليجبرني أن أحتكم لأمر قد يكون معدوما عندي؟، أليس من الإيمان أن يمنحني فرصة للتفكر والأختيار كما فعلها الرسل والأنبياء قبل نزول الدين وبنفس المنهجية التي كسبوا فيها أول أنصارهم؟، أم أن الدين غير الدين والرب غير الرب والإنسام لم يعدا قابلا لأن يكون حرا كما ولدته أمه؟.
ثمة إشكالات يعاني منها الفكر الديني وخاصة في جزئه الخاضع للتأويل والتفسير والشرح والتبيان وهو الجزء الأكبر والأعظم من المنظومة الفكرية خاصة عندما تقرأ وفق منهج إستباقي يقدم اليقين والإقرار قبل القراءة والفهم النقدي والتفكيكي ثم إعادة صياغة معادلات اليقين والبرهان، لو جنبنا النص أولا من القراءة الآن وناقشنا بهدوء هذه الظاهرة وهي التي يسميها النص بالإكراه على الإيمان بما يأتي به الدين، نجد أن العقلية التي تتمسك بهذا المنهج عادة ما تناقش الأمر على مستوى واحد لا يتغير مفاده أن مجرد محاولة طرح موضوع الحرية والأختيار في الإيمان يعني عنده محاولة إسقاط الدين جملة وتفصيلا أو يظن أنها محاولة إهانة موجه لعقليته وإيمانه ويقينه، وبالتالي فعليه واجب الدفاع من ذات النقطة التي يشرع فيها الأخر التحرر من قاعدة التبعية الإكراهية كما يسميها القرآن الكريم مثلا(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)يونس 99 .
المدرسة الكهنوتية لا يمكنها إلا أن تتعامل مع النص بما يلائم فكرتها الذاتية وكأن النص خادم للعقلية الفردية وليس النص هو الذي يملك حق بناء فكرته على أساس ما فيه من مقصديه وإرادة، نشير مثلا في موضوعية النص السابق وكيف يحور الكهنوتي الفكرة ليرضي عقلة ضاربا النص عرض الحائط بالتركيز على الفكرة الإستباقية ((قال العلامة سفر الحوالي في شرح العقيدة الطحاوية(نجد أن كثيراً من المهزومين أو المخدوعين يقولون: إن هذا الدين دين دعوة فقط لا جهاد ولا قتال فيه، وإنما يدعو النَّاس إِلَى أن يؤمنوا به بطواعيتهم وباختيارهم، ويستدلون بقوله تعالى: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ويقول: قال تَعَالَى{لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}البقرة:256، إذاً : ليس في الإسلام قتال من أجل الدين ولا جهاد، فإن قلنا: فهذه الفتوحات الإسلامية، والغزوات النبوية قرابة ثلاثين غزوة وقرابة المائة سرية، والصحابة من بعده وصلوا إِلَى نهاية العالم ... فيُقَالُ لهم: إن معنى قوله تعالى: لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أنه قد كتب أزلاً وقدراً أن أناساً سيموتون عَلَى الكفر، وستمتلئ منهم جهنم، أما قوله: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ فمعناها: أنهم لن يؤمنوا مهما بذلت وحاولت، وقد اختاروا الكفر بإرادتهم واختيارهم، وهذا مطابق لما قد كتب عليهم كوناً وقدرا))ً.
نرى في النص المنقول هنا إنما بني على شبهتين مفاد الأولى أن القدر المسبق أو ما يسميه الكاتب الكتاب الأزلي قد حكم على الناس بالكفر وسيموتون عليه، وبذلك حسم موضوع إنتفاء الخيار والعمل والعقل من مقتضيات التعقل أو الإدراك أو حتى في مستوجب الإيمان الأولي الذي يكون هنا أيضا كتاب أزلي وبالتالي لا قيمة للمؤمن بإيمانه ولا فائدة من ما يأت به لأنه غير مسئول عنه وغير عامل به حرا بل هو نتاج نمذجة جاهزة بالتكوين، القضية الثانية أن الدعوة العقلانية والخطاب بالحسنى لا ينفع لإن عقل الغير مؤمن كما يزعم الكاتب غير قابل للترويض وعليه لا بد من استخدام السيف لبتر الرقاب والخلاص من معضلة وجود الأخر.
هذه العقلية تتعامل خلاف مفترض منطق النص وخلاف إرادة الله التي تؤكد بالجزم عدم جدية الإكراه الديني ولا أسلوب الإلجائي القهري لأن نتاجه غير أصيل وغير قابل لأن يرسي علاقة عقلية منطقية طبيعية بين العابد والمعبود، عقلية لا يمكن وصفها بالمنطقية أو حتى بالمؤمنة بالله فهي تنتهج رفض الحرية وتحارب دعوة الله للناس أن يكون أهل تعقل وتفكر وتدبر قبل أن يكون أهل تدين وطقوسية، من نتائج هذا التفكير والفكر أن وجود الدين وتدخله في الحياة التفصيلية للإنسان تسبب الكثير من الحرج للدين كما تسبب التحرج من المعتنق حين يسأل نفسه وبتجرد هل أنا مؤمن حقا بهذا الدين أو بهذه العقيدة لو كان خيار الله لنا متاحا على الدوام في لا إكراه في الدين كما هو لا إكراه في الكثير من المسائل الفكرية التي نحترمها حين تتبنى الحرية طريقا للإيمان.
إن مبدأ الحرية ورفض سياسات الإكراه والعنف الفكري مسئولية المدرسة الواقعية الإصلاحية الدينية التي ترى أن مبدأ بناء الإيمان الفردي للإنسان يمر من خلال العقل وأصله أن تجهر بأن الإنسان له كامل الحق في أختيار ما يناسبه من نمط فكري عقيدي مستندا في خياره على العقل وحتى لو أستند لمغريات أخرى فهو حر ومسئول وقادر على معرفة النتائج، وليس من حق لأحد أن يفرض على المؤمن خيار الكفر والإلحاد أو بالعكس والقضية بمجملها قضية عقلية صرفة لا علاقة للناس بها بقدر ما هي علاقة ذات طرفين كل منهم له قوانين وقواعد منتجة لنوع وطبيعة العلاقة وشكلها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطورات الموقف العراقي في اسبوع
- بين أخلاقيات الفعل الإنساني وإنسانية الفعل
- العراق ومرحلة التغيير والإصلاح
- طريقة الدائرة الجزئية في أحتساب أصوات الفائزين في الانتخابات ...
- رسالة براءة وتنبيه
- رسائل إلى مسافر
- أيام الفردوس _ مقطع من روايتي الأخيرة
- العراق ومنعطف التغيير أو نقطة التفجير
- الواقعية وما بعد الواقعية في الخطاب السياسي العراقي
- خيارات العالم مع أنتشار وباء داعش
- الروح الدينية مفهومها ودورها عند غوستاف لوبن
- تخاريف العقل
- أنا وفنجان قهوتي وأنتظار الحلم
- إرثنا التأريخي ومشكلة العيش من خلاله
- وماذا بعد العبور ؟.
- قراءات سياسية لواقع غير سياسي
- مجالات التغيير وطرائق الثورة
- حوار حول النص والعقل وقضايا القراءة وظاهرة التدين
- ماذا يريد الكاهن وماذا يريد الدين ح2
- لحظة من فضلك


المزيد.....




- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حق الإنسان في أختيار العقيدة منطق ديني أصلي