أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العقل في دائرة الروح














المزيد.....

العقل في دائرة الروح


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 15:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العقل في دائرة الروح

روح العقل يمكن أن يكون مفهوم جديد أو مصطلح جديد أثاره صديقي لي حين بحث في موضوع العقول في دائرة التخاطب والإيحاء، تساؤله يدور في نقطة مفصلية قد تعتبر عند البعض خروجا عن المعروف الديني، يقول الصديق أحيانا تكون في مشكل عقلي وأنت في غمرة البحث عن الحلول وقد وصلت مشارف اليأس وإذا بعقل يشاركك الحل وتنجحوا معا، هل هذا تدخل من الله لحل المشكلة وتقوم أنت بشكر الرب والسماء على هذه الهدية، الرجل لا ينكر أن الله تدخل بل يشكر الله لأنه وضعا نظاما هارمونيا تناسقي بين العقول في دائرة بلا حدود، كل ما في هذه الدائرة هي عقول البشر على أختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وأديانهم وحتى أزمانهم فضلا عن محيط المكان.
العقل برأي الصديق لديه نظام تواصلي موجوي مثل الأرواح شأنه شأن الروح عندما تتألف وتتنافر بدون أسباب معلومة وأحيانا بدون مبررات وإن كان مصدرها واحد، العقل قد ينساق ويتفاعل ويشترك في إحداثيات مجموعة من العقول المؤتلفة في ظاهرة أيضا تتضمن التنافر عن مجموعة أخرى من العقول حسب المشتركات والمقدمات وطرائق التفكير، تسمى هذه الظاهرة تخاطر العقل أو روح العقل وهي تتضمن جزء من مفاهيم علم النفس التي يدرسها بعنوان التخاطر عن بعد أو المشاركة في دائرة تفكير واحدة، وإن كان علماء النفس لهم تصورات وقوانين خاصة بالظاهرة إلا أن المؤكد منها أن للعقل الدور الأكبر والمهم والمفصلي في إحداث الظاهرة ونشأتها أبتدأ.
في علم النفس ظهر مصطلح الحاسة السادسة الذي يعني أن الإنسان ليس كما يعرف عنه يملك من الحواس المادية خمسه المعروفة ولكن لديه حاسة التوقع والتنبؤ، وهناك من صيرها سبع أو ثمان حواس مستندا بوجودها أنها جزء من إنفعالات النفس وقواها الأربع ومظاهرها ومباعثها، والحقيقة أن التنبؤ والحدس وحتى التخاطر ليس من أفعال النفس حتى تكون حاسة، لأن الحواس أجهزة تسمى المتحسسات تنتقل بما تحسه عبر جهاز عملي ومادي متكامل، أما ما نحن بصدده ليس إلا شكلا من أشكال العمل العقلي غير النمطي ويخضع في نتائجه على قدرة العقل الطبيعية في الإفلات الحر عن أسر الواقع لينطلق باحثا عن أشياء في اللا وعي تشغله وأحيانا تحاصره، دون أن يستعين بمجسات أو متحسسات تنقل له الشعور.
العقل طاقة مخزنة وأحيانا تتضخم في مجال العمل مما يدفع العقل لتعود الخروج وممارسة الرياضة في خارج حدود الزمن والمكان والحال، وهذا ما نشاهده عند المتنبئين والمتخيلين وأصحاب الخوارق الذهنية من العباقرة والرواد المفكرين، كما نجده عند المبدعين في الأدب والفن ومجال معرفية متعددة حتى في العلوم الصرفة، العقل يحتاج لتدريب على الحرية ويحتاج لتمارين تنشط قدرته على الإفلات والذهاب بعيدا، وليس للنفس الإنسانية هنا دور إلا فيما تفرضه الأنا من صور تتناسب مع رحلة العقل وهدفه وخزينه من الطاقة.
تقول الدكتورة "جيرترود شميدلر" أستاذة علم النفس بجامعة نيويورك، أن أغلب الناس لديهم الحاسة السادسة، وعن طريقها تتحقق تخميناتهم أو استبصاراتهم بشكل أو بآخر خلال حياتهم اليومية، فليس من الضروري أن يتنبأ الشخص بحادث خطير أو أمر بالغ الأهمية حتى يقال إنه موهوب بالحاسة السادسة، بل يكفي أن يدق جرس الهاتف ويخطر على البال أن المتحدث صديق قديم لم يتصل بك منذ أمد طويل، وما أن ترفع السماعة حتى تسمع صوته ويتحقق حدسك، وهذا مظهر من مظاهر الحاسة السادسة.
الدكتورة شميدلر تؤكد ومع أنها مختصة بعلم النفس أن الموضوع ذهني عقلي لا يخضع لما تسمى بالأحاسيس الطبيعية المرتبطة بالنظام العصبي، وفي جامعة كاليفورنيا مثلا أجريت دراسات مطولة أثبتت أن الإنسان يستطيع أن يرسل إشارات حسية للغير، كما يستقبل من الغير إشارات متفاوتة يقوم العقل بإستقبالها وترجمتها كصور ذهنية يمكن أن يصرح بها قبل أن يصل لها علمه الطبيعي بها وقد يفشل أيضا، أو يحس بأحداث أثناء وقوعها في مكان بعيد ربما وفي زمن قادم، وأثبتت أيضاً أن بعض الموهوبين يستطيعون التأثير على أفكار الغير فيوحون إليهم بفكرة ما أو سلوك معين عن طريق الاتصال الخاطري الذهني البحت، كما يستطيع بعضهم قراءة أفكار الغير والشعور بالأخطار التي تحدق بهم دون أن تكون لهذه القراءة أساس مخزن أو فكرة مسبقة.
إذن قضية روح العقل إستعارة حقيقية لجوهر النظام العقلي حين يمارس الإنطلاقة التحررية من واقع الزمن والمكان والحال، مرتبطا بالكثير من المؤثرات والكثير من الأسباب والعلل لكن المؤكد أننا ما زلنا نجهل كيف نقونن أو نصوغ نظرية حقيقية لهذه الظاهرة ونخضعها لقانون علمي عام يضبطها ويعطينا نتائج متماثلة في حالات متماثلة في ظروف مختلفة، وأيضا ومن المؤكد أن العقل بالقوة ومتساوي عند كل البشر في نقطة البدء، لكن النتائج العلمية لا يمكن أن تكون واحدة عند الجميع بسبب الأختلاف في تنشئة وتربية العقل والعناية بنظامه العملي وتطويره وفقا للمطلوب كهدف.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكاذيب حول موقف الإسلام من المرأة _ الإمامة مثالا.
- الناس على دين ملوكها.
- حكاية الأربعاء
- بيان الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير ...
- الفوضى الضرورية والفوضى الخلاقة
- نقد التاريخية قراءة نقدية في فكر عبد الكريم سروش ح1
- نقد التاريخية قراءة نقدية في فكر عبد الكريم سروش ح2
- من يطلق رصاصة الرحمة على نظام المحاصصة
- الحياد في قضايا المصير
- المتوقع والمأمول من حراك البرلمان العراقي
- الحرية الطبيعية ومفهوم الوعي بها
- اللعب على المكشوف
- قراءة في كتاب _ عندما يكون الرب لعبة سياسية . د عباس العلي
- بيان الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير
- وأد النساء في عالم لا يعرف التمييز
- السياديني وظاهرة توظيف المقدس
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- ثقافة التسليع


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العقل في دائرة الروح