أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - من يطلق رصاصة الرحمة على نظام المحاصصة














المزيد.....

من يطلق رصاصة الرحمة على نظام المحاصصة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 14:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يطلق رصاصة الرحمة على نظام المحاصصة

النظم الديمقراطية كلها والتجربة التأريخية لها تعتمد على فكرة واحدة هي أن الجميع لهم حق والجميع عليهم مسئولية دون أي عنوان أخر، وحتى يكون هذا القانون حكما في نشوء وممارسة الديمقراطية الحقيقية على النظام أن يسلم بحقيقة المساواة أساسا لمفهوم المواطنة، عندما يشعر الفرد الأجتماعي بأنه عضو مهم ومتساوي القيمة مع الأخرين سيتعزز لديه الأنتماء ويحرص على إدامته ومن ثم المساهمة في البناء الأجتماعي كعنصر مماثل للكل ومتساو مع الكل، ومع أعتراف الديمقراطية وصناعها بأن المجتمعات المتنوعة بحاجة لفرصة إضافية لبعض ألوان ومكونات المجتمع وخاص في النظم الناشئة طهر مفهوم الديمقراطية التوافقية النسبية التي تحترم وجود بعض المكونات التي تتعرض للمزاحة وبالتالي قد تفقدها فرصة التمثيل على أن يكون هذا الحال مؤقتا وليس قانونا ثابتا مع تطور التجربة ونضجها.
في التجربة العراقية وجدت فكرة التوافقية النسبية موطئ قدم لها الهدف منه رعاية التوازن الديموغرافي والاثني لأجل دفع الجميع للمشاركة الكاملة مع خصوصية أن المجتمع العراقي عانى من ويلات التفرقة والتهميش والعنصرية والكبت السياسي, وكان الأمل أن تنضج التجربة وتتحول إلى نظام ديمقراطي حر ومتوازن مبني على فكرة المواطنة الواحدة، الخطأ الذي حصل في التفكير السياسي العراقي أن التحول نحو المدنية لم يأخذ مداه الحقيقي بل تراجع المشروع الوطني لمصلحة المشروع الفئوي التجزيئي بناء على ضغط المؤسسات الدينية والتنظيمات القومية وهنا ظهرت وتطورت فكرة المحاصصة وكأنها البند الدستوري الأول في عالم الديمقراطية.
تحولت فكرة المحاصصة من تدبير مؤقت يهدف لمعالجة إشكاليات تأريخية إلى قانون حاسم قانون كلي أمتلك وتجاوز كل المفاهيم الديمقراطية وساهم بشكل أو بأخر في تعطيل تطوير التجربة الديمقراطية وحولها لمسخ فكري لا يقوى أن يراع المصالح الوطنية العليا كما ساهم أيضا بتجذير الأنتماء الفئوي وجعله بديلا عن الحس الوطني الموحد والواحد، من أصعب الإشكالات في العمل السياسي أن تجرد القوى السياسية من مصادر التأثير وقوة العمل والتي تعتمد على أفكار خاصة، لذا أصطدمت الجماهير التي كان هدفها الأساس إعادة بناء المجتمع والدولة والنظام على أسس ديمقراطية للتخلص من أثار الحكم الشمولي والظلم الذي تعرضت له المكونات مع ظاهرة المحاصصة وخرجت تطالب بقوة العودة لمفهوم المواطنة والأحتكام لصناديق الاقتراع في بناء عراق جديد.
إلى هذا الحد تحولت المحاصصة من فكرة تدبيرية إلى فكرة تدميرية ساهمت الكتل السياسية والأحزاب الفئوية بتنمية جذورها عندما حولت النظام السياسي إلى أقطاعيات ومصالح ومزارع تموين لها، ضاربة بعرض الحائط كل الشعارات والأهداف التي وضعتها سابقا وخدعت بها الجماهير التي حملتها للسلطة، مرة من خلال تأثير المؤسسة الدينية الفاسدة حد اللا وطنية وأهدافها الرجعية، ومرة بعناوين المظلومية والتهميش ومبدأ التوازن بين المكونات، وأخرى بعنوان حفظ الحقوق وكأن العراق غنيمة مكتسبة وليس وطنا للجميع.
لقد أضحى موضوع التخلص من أحكام قانون المحاصصة ومن تأثيراته على العملية السياسية هدف الجميع وغاية النضال الجماهيري والطريق الوحيد لإعادة بناء المواطنة على أسس الأنتماء والهوية العراقية الموحدة، ولم يكن هذا رأي البعض بل شعارا يرفعه الجميع الصادق منهم والمقامر والمغامر وشكل إجماعا وطنيا على ضرورة أطلاق رصاصة الرحمة عليها، المشكلة الآن ليس في الأليات العملية ولكن ما يواجه عملية إسقاط المحاصصة هم البعض من الكتل التي ستنتهي بمجرد رفع الغطاء عنها حيث سيكون عليها أن تنزل إلى الشارع وتمارس دورها كأي قوة سياسية أخرى خالية من الأمتيازات ومجردة من مصالحها التي كرسها النظام السابق وهذا ما لا ترضاه وستقاومه بشدة خاصة تلك التي لها تأريخ أسود في سجلات الشعب العراقي وذاكرته الوطنية



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياد في قضايا المصير
- المتوقع والمأمول من حراك البرلمان العراقي
- الحرية الطبيعية ومفهوم الوعي بها
- اللعب على المكشوف
- قراءة في كتاب _ عندما يكون الرب لعبة سياسية . د عباس العلي
- بيان الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير
- وأد النساء في عالم لا يعرف التمييز
- السياديني وظاهرة توظيف المقدس
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- هل يمكننا إعادة تدوير الدين في ظل عالم فكري خاضع لفلسفة ما ب ...
- ثقافة التسليع
- شك الإيمان وظاهرة التكفير
- حق الإنسان في أختيار العقيدة منطق ديني أصلي
- تطورات الموقف العراقي في اسبوع
- بين أخلاقيات الفعل الإنساني وإنسانية الفعل
- العراق ومرحلة التغيير والإصلاح
- طريقة الدائرة الجزئية في أحتساب أصوات الفائزين في الانتخابات ...
- رسالة براءة وتنبيه
- رسائل إلى مسافر


المزيد.....




- في خطوة غير مسبوقة... غواصتان نوويتان أمريكيتان تتحركان نحو ...
- الولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تغمر الشوارع وتشل حركة السف ...
- إيران تعيد 1.5 مليون أفغاني إلى بلادهم، وتتهم بعضهم بـ -التج ...
- ماذا قال ترامب عن بوتين والعقوبات على روسيا بعد نشر الغواصتي ...
- اتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل نظام المساعدات إلى -مصيدة موت ...
- باريس توقف إجلاء غزيين بعد كشف تصريحات معادية للسامية لطالبة ...
- هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر ...
- كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية ...
- ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها ...
- مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - من يطلق رصاصة الرحمة على نظام المحاصصة