أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - من أمستردام إلى مالمو














المزيد.....

من أمستردام إلى مالمو


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 16:02
المحور: الادب والفن
    


استلمتُ إذاً جواز السفر اليوناني، المزيف، مع حقيبة يدي. حان وقتُ استعماله.
متضاحكاً، قال لي " كمال " وهوَ يودّعني: " عليك بالسفر فوراً، قبل أن ينتبه عجوز مستودع الأمانات إلى توقيعك بالعربي في دفتره..! ". على أثر مغادرة هذا الانسان الرائع، شعرتُ بوحشة شديدة. الحق، فإنني كنتُ أداري هواجسي مما سيواجهني بعد قليل على الحدود الألمانية. في العاصمة اليونانية، سبقَ للمهرّب أن حذرني من البوليس الألماني: " ولكن، ما عليك إلا أن تضبط نفسك لحظة الكونترول وأن تبتسم لهم بلطف ".
لحُسن الفأل، أنني وجدتُ نفسي في كابين القطار مع أربعة فتية مرحين من جزيرة " مالطة ". حينما صعد البوليس الألماني، فإنه انشغل بأولئك الشبان وما كانوا قد اصطحبوه معهم من حقائب. من جهتي، كان الأمرُ قد اقتصرَ على ابتسامة ودمغة في الباسبورت. البوليس الدانمركي، في المحطة التالية، كان أكثر لطفاً ولا غرو. غير أنّ موقفاً مرعباً واجهني، لا علاقة له بالكونترول. فحينما توقف القطار لاحقاً، نزل كل من كانوا في الكابين. فتأثرت خطاهم على الفور. لما خرجتُ، هالني منظر " المحطة "، الشبيهة بهنغار زراعي هائل. ما أن جلست قليلاً في الكافيتريا، الكائنة بالدور الثاني من المبنى، حتى قفزتُ من مكاني كأنما أصابني مسّ: لقد كانت تتوالى من خلال النافذة مشاهد الجزر الصغيرة، فيما الموج يهدر بقوة. هنا، أدرك رفاق السفر حقيقة ما دهمني. قالوا لي وهم يضحكون: " لا تخف يا عزيزي. القطار سبق أن دخل في هذه السفينة، وهي تسير بنا الآن إلى الشط الآخر! ".
هيَ ذي شقيقتي الكبيرة، أخيراً، تنتظرني في محطة العاصمة الدانمركية. كنتُ على اتصال معها، بطبيعة الحال، قبيل مغادرتي للأراضي الهولندية. سنوات عشر، كانت تفصل بين وجود كلينا في القارة العجوز. هكذا انطلقنا من فورنا إلى ميناء " كوبنهاغن ". ثمة، ما لبثنا أن استقلينا القاربَ السريع في طريقنا إلى ميناء مدينة " مالمو "، السويدية. في القارب، جلس بقربنا شابان شبيهان بالجبابرة في أفلام هوليوود. كانا يتكلمان اللغة البلغارية. بعد حوالي عشر دقائق، لاح مبنى كبير نوعاً يشرف على البحر.
" ستتجه إلى مدخل مواطني اسكندينافيا، لأنه خالٍ من الكونترول. حظاً سعيداً! "، قالت لي شقيقتي. فعلتُ ما طُلِبَ مني. إلا أن امرأة شرطية، كانت تقف هناك، سرعان ما أوقفتني. أبرزتُ لها باسبورتي اليوناني، فأشارت لي بحدّة نحوَ المدخل الآخر. هناك، حينما جاء دوري، كان كلا العملاقين البلغاريين يسدّ واجهة الكونترول الزجاجية. بدون أي تردد، اندفعتُ في طريقي دونما التفات لشيء. مررتُ خلال كوريدور ضيّق، وإذا بعنصرين من البوليس منهمكين بتفتيش حقيبة شاب أفريقي. ابتسامة لأحد الشرطيين، فمتابعة للطريق رأساً. خارجاً، سطعت شمسُ بدايات الربيع السويديّ، الألقة. سائق تاكسي، كان يقف أمام سيارته المارسيدس الأنيقة، أشار لي ما إذا كنتُ أرغب بالركوب. أخبرته حالما جلست بجانبه، أنني أنتظر شقيقتي. فقال لي، فيما كان يشغّل المحرك: " سأصف السيارة على الجانب الآخر من الطريق، كي أترك الطابور لغيري ". الطريف، أن شقيقتي حينما أطلّت من باب المبنى، فإنها لم تصدق عينيها للوهلة الأولى: " أنا أبحث عنك في الداخل، وأنت هنا تنتظرني وقد حجزت تاكسي أيضاً!؟ ".



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرَة أُخرى 5
- حكايات
- أمستردام
- سيرَة أُخرى 4
- مراهق
- حكايتان
- ثلاث حكايات
- سيرَة أُخرى 3
- مجنون عبّاد الشمس
- قانون فرعوني
- مثير الغبار
- سيرَة أُخرى 2
- الطليعي
- البطة الطائشة
- أدباء وعملاء
- سيرَة أُخرى
- تحت شجرة بلوط
- الفلك
- الفخ
- الإختيار


المزيد.....




- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - من أمستردام إلى مالمو