أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - مثير الغبار














المزيد.....

مثير الغبار


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 13:50
المحور: الادب والفن
    


" لو أنّ الطبيعة عادلة، لأعطتني قوائمَ خفيفة كتلك التي للفهد "
دمدمَ الضبعُ فيما كان يراقب قطيعَ الغزلان، المتناثر في المرعى، والمبتهج ولا شك بالنماء المتخلّف عن الشتاء الآفل. ما كان قد أثارَ حنق الوحش حقاً، هوَ أن أفراد القطيع كانوا لا يعيرونه شيئاً من الحذر وعلى الرغم من محاذاته لموقفهم: " إنهم واثقون من سرعتهم بالجري عند أي حركة غدر مني "، عادَ إلى مخاطبة نفسه بحنق. ثم أردفَ متوعّداً: " من بعد، لن أكتفي بما يخلفه الفهد من بقايا الفرائس. لقد فكّرتُ بحيلة. حيلة محبوكة جيداً! ".
النسر، كان يحلّق في رحاب السماء حينما أبصرَ بعينيه الحادتين مشهداً غير مألوفٍ على الأرض. إذ بدا الضبعُ وكأنما قد أصابه مسّ، بدورانه حول المرعى فيما كان ينكش التربة بقوائمه مثيراً الغبارَ. على الأثر، حط الطيرُ الجارح فوق غصن شجيرة غير بعيد عن الضبع. هذا الأخير، ما لبث أن انتبه إلى نظرات النسر الفضولية: " أعتقد أنك تتساءل، عما إذا كنتُ على ما يرام؟ "، توجه الوحشُ بكلامه إلى الطير الفضوليّ. ثم استطردَ قائلاً وقد لمعت عيناه ببوارق الانتصار " فاعلم إذاً، أنني أثير الغبارَ كي لا يتمكن الفهد من شمّ رائحة الطرائد ". تطاول النسرُ برقبته نحوَ الوحش، مستفهماً منه عن الفائدة المرجوة من هذا التصرف. هنا، انفجر الضبع مقهقهاً وأجابَ: " يا لبلادة ذهنك! النتيجة من عملي، ستراها غداً حينما يدبّ اليأس بالفهد فيرحل إلى مكان آخر وأبقى أنا سيّد المرعى بأسره ". بعد انقضاء قرابة الأسبوع على الواقعة، لاحظ النسرُ انعدامَ وجود الفرائس في المرعى. عليه كان، في هذه الحالة، أن يقتنع بصيد الطرائد الخفيفة المحمل كالقنافذ والأرانب. ولكن، ها هوَ الفهدُ يمشي كالمسرنم وقد بدا مزاجه في حالة سيئة: " هل أضعتَ الطريقَ إلى الطرائد، أيها الصديق القديم؟ "، تساءل النسرُ. ثمّ ما عتمَ أن قصّ على صديقه تفاصيل لقائه بالضبع، واختتمها بالقول: " يا له من مأفون! إنه عاجزٌ عن صيد الغزلان، ولا عمل له الآن سوى نكش التربة والركض هنا وهناك مزمجراً ".
كان قد مضى أسبوع على موت الضبع جوعاً، وما فتأ الغبار يغطي جيفته المنتنة.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرَة أُخرى 2
- الطليعي
- البطة الطائشة
- أدباء وعملاء
- سيرَة أُخرى
- تحت شجرة بلوط
- الفلك
- الفخ
- الإختيار
- صداقة
- ابن حرام
- مولانا
- البهلول
- جمال الغيطاني؛ ختامُ الكلام
- ذكرى
- بسمة ساخرة
- الحرية
- الثعلب
- مدوّنات: أخباريون وقناصل
- الصديقتان


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - مثير الغبار