أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الفخ














المزيد.....

الفخ


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 20:36
المحور: الادب والفن
    


سمعَتْ الأرنبُ الأم أنيناً عميقاً، منبعثاً في جوف الليل. فاتجهت فوراً إلى مصدر الصوت.
الذئب، بدا شبه غائب عن الوعي وقد انغرست حدوة الفخ المعدنية بإحدى قدميه. إلا أنه استطاع تمييزَ شكل القادم: " آه، يا صديقتي..! "، قالها بإعياء. ثمّ تابع متوسلاً " لقد أرسل الله لي منقذاً، فشكراً وحمداً ". لم تحُر الأرنب الأم جواباً، بل بقيت على مبعدة نوعاً من عدو جنسها اللدود.
" كما ترين، عزيزتي! لقد أعطبتْ الإصابة قدمي، وفي التالي، لن أكون من بعد قادراً على ايذاء أحد. سأقبلُ بقسمتي، ما في ذلك من شك، مع أنني يمكن أن أتضوّر جوعاً. ولكن الله الرحيم، الغفور، لا يمكن أن يتخلى عمن اختار الطريق القويم ". استمعت الأرنب الأم لتلك الخطبة، وبدا عليها التأثر. في اللحظة ذاتها، التي كفّ فيها الذئبُ عن الأنين، انطلقَ نعبقُ البومة من مكان ما. وكما هو متوقع، اعتبرَت الأرنب الأمُ ذلك الصوتَ فألاً مشئوماً. ولكنها قررت التكلم أخيراً، طالما أن الجريحَ العاجز قد عاد إلى الأنين والشكوى: " لا تتوقع مني نجدة مُجدية ما دمتَ أنت، بقوة مخالبك وأنيابك، لم تستطع تخليص نفسك من براثن الفخ "
" آه، نعم. بطبيعة الحال! غير أنكِ تستطيعين الحفر بسرعة ومهارة تحت قاعدة الفخ اللعين، وعند ذلك أتمكن من جرّ نفسي بعيداً قبل أن يعود الصياد "، قال الذئب وهوَ يتلفت برأسه في حركة توجّس. قبل أن ينبعث مجدداً نعيق الشؤم، كانت الأرنب قد بدأت فعلاً بنبش التربة تحت مقام عدوّها. لحظات أخرى، على الأثر، وكان كل شيء على ما يرام: تمّ اقتلاع دعائم الفخ، وها هوَ الذئبُ يجري متحاملاً على قدمه السليمة دونما أن يلتفتَ حتى لكي يشكر منقذته.
صباحاً، وقبل أن تكتشف الأرنبُ فقدانَ صغيرها، عثرتْ على بقايا من ذلك الفخ.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإختيار
- صداقة
- ابن حرام
- مولانا
- البهلول
- جمال الغيطاني؛ ختامُ الكلام
- ذكرى
- بسمة ساخرة
- الحرية
- الثعلب
- مدوّنات: أخباريون وقناصل
- الصديقتان
- الغابة العذراء
- زجاجة مكياج
- الجرف
- الرئيس ونائبته
- كان ليبياً أفريقياً
- كان غريباً وغامضاً
- مجنون الجنائن
- مجنون المخيم


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الفخ