أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - نتاليا ... قصة قصيرة














المزيد.....

نتاليا ... قصة قصيرة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 01:38
المحور: الادب والفن
    


لا .. لست أنت نتاليا , ولست أنا سوى بهلوان احمق , لقد كذبت عليك وأنت صدقت كذبي , لم تطأ قدماي عتبة روما ولم اخبرحانات فلورنسا ومراقصها , كل الكاتدرائيات التي حدثتك عنها , كل الشوارع والمقاهي والملاهي والنوادي والنساء والمغامرات كلها من اختلاقي ومحض خيال , الكلمات والجمل والديالوجات التي كنت اتلوها عليك بطريقتي المسرحية التقتطتها من كراس تعلم اللغة الايطالية , دافنشي , مايكل انجلو , اوفيد , بيرناندلو , مورافيا , كلهم أعانوني على غوايتي , على غوايتك , عيناك الخضروان أوهمتاني بالمدن القصية والغابات والبحار والثلوج وأفق الضباب , عيناك سحرتاني منذ الوهلة الاولى , مثل عيون ميدوزا , قامتك الهيفاء , وسمرتك البرونزية , وبهاؤك الساطع أيقظ المارد في قمقم قلبي ... شبيك لبيك أنا عاشق بين يديك ... وابتدأنا نلعب .
حلقت بك مع أمنياتك اليانعة واحلامك الخضر وصبابة روحك , هوسي برغوة جسدك وفيض انوثتك , وولعي المزمن باللذائذ حفزني على اللعب معك , لعبتي المجنونة , وانت تماديت في اللعب معي حتى النهاية , قلت لك الحياة لعبة كبيرة لعبة اللاعبين الماهرين , أنت قهقت وأستسلمت للعب معي واقتنعت بأكاذيبي , الم أقل لك ان أخطر الألعاب هي لعبة الكلام .....
أنا كذاب كبير وأنت حالمة كبيرة , الأحلام والأوهام والأكاذيب , أعني الأكاذيب البيض التي ترتق الغيوم , كلها تصب في مصب واحد وتجري في ذات الأتجاه وجرت .
ترى كيف أتدارك انك لست نتاليا ؟ كيف تتداركين انك مها , مها حبيبتي , أميرتي وأنثاي , لتذهب نتاليا الى الجحيم , لماذا تماهيت في امرأة اخرى أسميتها أنا نتاليا ؟ وغادرت الى روما (حيث روما لم تعد روما , انما تكون حيثما أكون ) أتذكرين هذا القول للقائد الروماني سرتوريوس الذي أنشق على يوليس قيصر وأسس جموهرية اسبانيا , أتذكرين كم حدثتك عن آلهة الرومان ؟ باخوس اله الخمر والنشوة , فينوس آلهة الحب والخصب , افروديت آلهة الفتنة والجمال , أتذكرين ذلك العجوز تريزياس الكاهن ذو الجسد الخنثوي الذي تتوزعه اعضاء الذكورة والأنوثة والذي كان يعتقد ان لذة المرأة أعظم من لذة الرجل , فحكم عليه الاله جونو بالعمى , فيما منحه الاله جوف قدرة التنبؤ , هو الذي تنبأ بمأساة اوديب , ليته كان حيا لاستشرته عنك , لكنك سارعت الخطى نحو جمهورية الأوهام وتركتني وحدي مكلوما مهموما ألعق جراحي وأتمرغ في وحل ذنوبي , أأنا مذنب أزائك ؟ ام أنت مذنبة أزاء نفسك ؟
لِمَ لم تخبريني عن اسمك منذ البدء ؟ منذ لقائنا الأول في مكتب المدى للسفريات , احرز اسمي ان استطعت ؟ اسمك على هيئتك على قوامك على شكلك , اسمك ينبجس من حقول عينيك , اسمك نتاليا ....
كركرت وكركرت طويلا , أحبتت كركرتك وخفة دمك ووداعتك وبرائتك , اللحت عليك , ما اسمك حقا ؟ رحت ترددين بثقة , اسمي نتاليا .......
نتاليا أنا اخترعتها كما توهمتها مهرة جموحا , عجنتها في مخيلتي وصيرتها امرأة من لحم ودم وجنون , خمسة أشهر وثمانية أيام عمر حكايتنا ولم أعرف اسمك الا يوم أمس حين أخبرتني أختك عبر الهاتف انك ترقدين في مستشفى الأمراض النفسية وتدعين انك في روما , الم أقل لك أن روما لم تعد روما , بل هي حيث قصصي وحكاياتي وأكاذيبي الحميمة , ألملمها وأحبكها وأسردها بدقة وبداهة , ها أنت قد سرقت ذكرياتي وهربت صوب تخوم اللاذاكرة , كان علي ان اسبقك الى هناك , لكن كهف الحكايات والغوايات كان دائما يستهويني بمتاهاته ويأويني في حجره ويقيني من العواصف والبراكين .
والآن ماذا بوسعي ان افعل غير ان أقتل ناتاليا وأنهي الحكاية وأبتدىء منك , يا نتا ..... أقصد يا مها .
2000



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد سردية ... أقصوصتان
- عطر امرأة ما ... قصة قصيرة
- حوار في حافلة ... قصة قصيرة
- الحياة حلوة ... قصة قصيرة
- الله كريم ... قصة قصيرة
- صوب سماء الأحلام ... قصة قصيرة
- اقصوصتان
- واقعة الراعي سعيد ... قصة قصيرة
- نساء في الذاكرة
- زلزال 2003
- في الشأن الثقافي
- شجون الثقافة والمثقفين ...
- الصلاة بوصفه ايمانا زائفا
- مواجع عراقية .... 3 أقاصيص
- حين يبكي الأطفال تتهاوى الطائرات ... أقصوصة
- استدراكات ... 3 أقاصيص
- اغترابات ... أقصوصتان
- تحولات ... 3 أقاصيص
- ميتات عراقية ... أقصوصتان
- 3 أقاصيص


المزيد.....




- جان بيير فيليو متجنياً على الكرد والعلويين والدروز
- صالة الكندي للسينما: ذاكرة دمشق وصوت جيل كامل
- وزارة الثقافة اللبنانية تنفي وجود أي أسلحة تعود لأحزاب في قل ...
- في النظرية الأدبية: جدل الجمال ونحو-لوجيا النص
- السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا ...
- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - نتاليا ... قصة قصيرة