صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 08:20
المحور:
الادب والفن
1 وبقينا نحن
على عجل غادرتنا الأشجار... الأشجار الباسقة الوارفة الظلال
وبقينا نحن من دون أشجار أو نخل أو زرع أو دغل , قفار في قفار
عافنا النهر غير مجراه وارتحل , وبقينا نحن .
هاجرت العصافير واللقالق والدجاج ... هاحرت الخراف والكلاب والخنازير والحمير
وبقينا نحن .
غاب القمر حتى نسينا الشعر والغزل والعشق وضيعنا الأيام والأعياد من دون قمر .
سافرت الطائرات والقطارات والسفن ...سافرت البيوت والأسواق والشوارع والأرصفة
سافر الوطن .
وبقينا نحن .
اختفت الشمس وبقينا نحن نتضور في ليالي الظلام والزمهرير
نتوسد الأرض ونلتحف السماء .
انسحبت الأرض من تحت أقدامنا , وبقينا نحن نعوم في الفضاء كي نلحق بأشجارنا وبيوتنا ومدننا التي غادرتنا
كنا نلبط ونرتطم يائسين قانطين آسفين .
لقد كنا كسيحين بلا أقدام .
1996
2 صورة طبق الاصل
دخلت الحمام على عجلة من أمري
خلعت ثی-;-ابي وفتحت صنبور الماء فراح "الدش" ی-;-نث الماء على جسدي ...
شی-;-ئاً فشی-;-ئاً بدأ جلدي ی-;-نكمش ، وبعد هنی-;-هة راح ی-;-تبعج بفعل الماء ثم ی-;-تشقق وی-;-تمزق
ووجدتني أرى أحشائي الداخلی-;-ة ، الأمعاء والقلب والرئتی-;-ن والكلی-;-تی-;-ن ، وهذه بدورها أصابها البلل وبدأت تتضاءل وتتلاشى , لو لم أسعف نفسي بالخروج مسرعاً من الحمام وتنشی-;-ف جسدي وتجفی-;-فه بالحرارة .
لأنني نسی-;-ت تماماً حقی-;-قة أنني من كارتون وورق .
1988
3 حصار
لا.. لا تحاول بعد الآن
تنح جانباً وابك وأنت تكرع كأسك الأخی-;-رة
فالأبواب موصدة والمنافذ الممرات ، المسالك ، الطرق الجانبی-;-ة
كلها مقفلة في وجهك مثل زنزانة أو جحی-;-م ، حتى الفضاء ی-;-بدو محاطاً بأسی-;-جة لامرئی-;-ة .
لا لن تجد كوة أو ثغرة أو ثقباً لتنفذ من خلاله , فالجدران الكونكری-;-تی-;-ة قائمة بی-;-نك
وبی-;-ن ظلك والرجال الآلی-;-ون بعی-;-ونهم المكرسكوبی-;-ة وأنوفهم الكلبی-;-ة ی-;-تبعونك وی-;-ترصدونك
تقهقر، لا تعاود ، لا تستطلع فالجهات واحدة حی-;-ثما تدور والصدى رنی-;-ن ی-;-تكلس
"لا خلاص".
لا خلاص من هذه المدی-;-نة الدائری-;-ة اللعی-;-نة وأناسها المشوهی-;-ن ما دام الخوف ی-;-عشش
في روحك ، ما إن تضع قدماً صوب الضفة الأخرى ی-;-صی-;-ح بك صوت من الداخل
من داخلك أنت : - قف لا تتحرك .
1988
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟