أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - مكيدة ... قصة قصيرة














المزيد.....

مكيدة ... قصة قصيرة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 01:00
المحور: الادب والفن
    


ألتقيتها في كراج النهضة , امرأة جميلة وأنيقة بفستان أسود وكأنها في حداد وسط حشد من الجنود الذين يرومون الاتحاق بوحداتهم العسكرية في مدينة البصرة , كنت الشخص الوحيد بينهم أرتدي ثيابا مدنية في انتظار الحافلة , اقتربت مني وطلبت ان أحجز مقعدا لها بجنبي حجزت مقعدين مجاورين , شكرتني كثيرا واسترخت قليلا ونامت فيما رحت أقرأ رواية
(وداعا للحرب) لهمنغواي , توقف الباص قرب مطعم على الشارع العام في مدينة العمارة
نزل الجنود فنزلت أنا أيضا , سمعتها تنادي خلفي , اجلب لي سندويشا وزجاجة ببسي كولا معك وفتحت حقيبتها اليدوية لتعطني النقود , لكنني رفضت بشدة , جلبت لها ما أرادت وشكرتني ثانية .
تحرك الباص بعد ان صعد الجنود تباعا منطلقا صوب البصرة .
سألتني فجأة :
- هل أنت طالب ؟
- كنت طالبا , والآن أنا جندي مثل هؤلاء .
- لا يبدو عليك جنديا , تبدو أنيقا ومهندما .
سألتها :
- هل أنت من البصرة ؟
- لا أنا من بغداد .
- أذن أنت ذاهبة لأقربائك .
- لا , ذاهبة أبحث عن زوجي .
- وأين هو زوجك ؟
- في الجبهة , لم يعد منذ ثلاثة شهور, سأذهب الى وحدته .
- في أي لواء هو زوجك ؟
- في لواء 45 .
- أنا في لواء 45 , في أي فوج هو ؟
- في الفوج الخامس .
- لا يوجد فوجا خامسا , في اللواء ثلاثة أفواج فقط .
- لا أدري , لكنه في لواء 45 .
- حسنا , ساساعدك في مسعاك .
- الله يخليك . أنت أنسان شهم .
حين وصلنا البصرة , حل الظلام على المدينة , فقلت لها :
- لقد حل علينا الليل .
- لم أتوقع أن البصرة بعيدة جدا .
- نعم أنها بعيدة .
ثم تحدثت بحيرة وقلق :
- لا أدري كيف أتدبر أمري .
أجبتها بثقة من وجد الحل :
- سأحجز لك غرفة في فندق يعود لخالي .
تهلل أساريرها وقالت بغبطة :
- كم أنت شريف وشهم وابن حلال .
أخذتها الى الفندق , وحجزت لها الغرفة , وحين هممت بتوديعها توسلتني ان أبقى معها
كونها تخاف المبيت لوحدها في فندق وهي غريبة في مدينة غريبة والدنيا ( مو خوش دنيا
فدوه , فدوه , الله يستر على عرضك )
- علي ان التحق بوحدتي , سيارات الأيفا تنتظرنا الآن .
- اذهب صباحا كي ارافقك الى اللواء , اكمل جميلك معي .
قالت ذلك وهي على وشك البكاء , تعاطفت معها ورضخت لمطلبها :
- حسنا , سأنزل الى السوق كي أجلب العشاء وبعض الحاجيات .
- عد مسرعا , سانتظرك , والله أخاف وحدي حباب .
خرجت واقفلت عليها الباب حسب طلبها , واقتنيت العديد من زجاجات البيرة الباردة
والكرزات والسكائر والمشويات , وعدت الى الفندق , وحين دخلت الغرفة وجدتها جالسة
على السرير مرتدية ثوبا داخليا شفافا يظهر مفاتن جسدها غضضت الطرف عنها
فبادرتني بالكلام :
- هل تخجل مني ؟
- لا , لكن ثوبك فاضح ومثير .
- الا تحب الأثارة كبقية الرجال ؟
- بت أشك بأمرك وحكاية البحث عن زوجك .
كركرت وكركرت طويلا :
- أنت (على نيتك) حقا .
ثم اردفت :
- لو قلت لك الحقيقة , تعذرني وتبقى معي ؟
- في كل الأحوال أنا باق معك .
- حسنا , أنا أعمل هنا في البصرة .
- وماذا تعملين ؟
- أعمل في ملهى , ارتست , راقصة , فنانة .
- ولماذا كذبت عليّ ؟
- كي أرد لك الجميل , أنت شاب ظريف , شهم , عجبتني جدا .
ثم اردفت بغنج :
- هيا افتح زجاجات البيرة , لنحتفل بهذه الليلة حبيبي .
قاطعتها مستفسرا :
- لماذا قلت أنه في لواء 45 ؟
- أنت قلت لأحد الجنود بأنك من هذا اللواء .
- يا لك من شيطانة .
قلت ذلك وأنا كلي أعجاب ورغبة بها .
هكذا أخذتني لجنان جسدها ومرغتني في شهد انوثتها , ولقنتني درسا
في لذائذ الحياة , كنت تلميذا مدللا على السرير وكانت معلمة ماهرة .
استيقظنا وقت الظهيرة , واخبرتها :
- علي ان أغادر , لقد تأخرت .
- الى أين ؟
- الى الجبهة .
- أرجوك لا تذهب , أخاف ان تقتل .
ثم أردفت :
- لقد أحببتك , حرام ان تموت , لا تلتحق من أجلي .
- تريدنني ان أهرب ؟
- نعم أهرب , وتعال أعمل معي .
- ماذا أعمل , قواد ؟
- حاشاك حبيبي , سأجعلك حارسي الشخصي , وأعمل لك هوية مزورة
كي تفلت من الحكومة .
ووضعت رزمة من النقود في جيبي :
- وهذا عربون العمل .
ولما أنتهت الحرب , التي ألتهمت العشرات من أصحابي , شكرتها ممتنا لأنها انقذتني
من موت محتم , لكنها صعقتني حين قالت :
- أنا فقط أديت مهمتي على أكمل وجه , أمك هي التي كلفنني بهذه
المهمة , حتى الأموال كان من عندها يا شاطر .
2015



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام النايترون ... قصة قصيرة
- سيناريو الأغتصاب .... قصة قصيرة
- لماذا جاءوا بك الى هنا ؟ قصة قصيرة
- الوهم ... قصة قصيرة
- ثمة حلم ثمة حمى ... قصة قصيرة
- لكنها بعيدة ... قصة قصيرة
- قصتان قصيرتان
- لعنة الحمام ... قصة قصيرة
- أنهم يبيضون ... أنا أبيض أيضا ..... صلاح زنكنه
- القيد ... قصة قصيرة
- عام الخروف ... قصة قصيرة
- حفنة تراب ... قصة قصيرة
- جثث لا تعنينا ... قصة قصيرة
- الصمت والصدى ... قصة قصيرة
- الخنزير ... قصة قصيرة
- التماثيل ... خمس قصص قصيرة
- سأقتل الجنود ... قصة قصيرة
- واقع حال العراق الآن
- الظاهرة العنفية في الاسلام
- بلاد موحشة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - مكيدة ... قصة قصيرة