أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - الله كريم ... قصة قصيرة














المزيد.....

الله كريم ... قصة قصيرة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 11:01
المحور: الادب والفن
    


قولي الله كريم يا امرأة , قولي الله كريم , قولي .......
مليون مرة قلت الله كريم ولم يكرم علينا بشيء , يوميا أقعد من الصباح وحتى المساء وأقول الله كريم , وحالنا تزداد سوءا , ترى ماذا أفعل وأنا امرأة لا حول لها ولا قوة ؟ أأخرج من ثوبي وأشق زيقي وألم الناس حولي , ام أسكب النفط على رأسي وأحرق نفسي وأموت زنديقة ؟
الى متى يا رب السموات السبع , خذ أمانتك وخلصني من هذا العذاب , من مرارةالحياة وذلها .
كل يوم أقول غدا وغدا وغدا , الغد أحسن , الغد أحلى , غدا يفرجه الذي بيده الصولجان , غدا يطلع الزرع ويمتلىء الضرع , غدا نأكل ونشبع ونمرح وننسى الحرمان , لكن الغد لا يجيء أبدا , لا شيء غير اليوم الاسود , الغد يشبه اليوم يمضي ويدوسنا ويسحقنا مثل الرحى بلا رحمة .
من فعل بنا كل هذا ؟ من وراء هذه المصائب ؟ الله لا يعطيه بجاه من له الجاه والكمال , امرأة مثلي ماذا تريد من الدنيا غير لقمة عيش كريمة ؟ حتى هذه اللقمة صارت حسرة علينا صارت زقوم , لا نريد تفاحا أو موزا أو برتقالا , لا نريد نساتل أو ببسي كولا لأطفالنا , نريد طحينا وسمنا وسكرا وراحة البال مثل باقي خلق الله .
الله كريم , يا كريم يا عليم يا سميع يا مجيب , ماذا أفعل وأنا امرأة مكلومة مكظومة ؟ أأشلح ثوبي وأقف على قارعة الطريق وأصيح بخمسين دينارا ؟
لكن من تدنو نفسه عليّ وأنا باقية جلد وعظم ؟ وهم لا تعجبهم غير المربربات المكتنزات باللحم والشحم ذوات الاربعة عشر , عشنا وشفنا , تجوع الحرة فتأكل بفخذيها ... بنت مثل القمر حلوة وصغيرة وريانة يأخذون وجهها وقفاها , لا واحد ولا أثنين , خمسة , واحدهم بحجم الثور وسادسهم حارس كهل لا يستحي على شيباته , بنت مثل ابنته لا مثل حفيدته , تفووو على هكذا زلم لا غيرة ولا غرغرة .
عشنا وشفنا العجائب والغرائب والمحن والحروب تلو الحروب , حرب فلسطين حرب الشمال , حرب ايران , حرب الكويت , وحرب البلوة الكبيرة امريكا , طائرات وصواريخ وقنابل وموت أسود , شهداء وأيتام وأرامل مثل حالي وجوع وذل ودموع , كل ليلة حين ينام الاطفال أبكي وأنحب حتى يجف دمعي وينشف ريقي , لماذا يا ربي ؟ ماذا فعلت تحت خيمتك الزرقاء حتى القى كل هذا الجور والعذاب والحرمان , حتى زوجي عمود بيتي فقدته وبقيت كطير مكسور الجناح ينخرني الصدأ والزمهرير , اعدموه الما يخافون الله , زوجي وأنا أعرفه , عنيد ومكابر لذا دفع حياته ثمنا , كان سندي وخيمتي وتاج رأسي , دونه الدنيا ضيقة وبلا أمان , دائما أحس بنظرات الناس تتلتهمني وتردد بلا هوادة .. خطية كلنا خطية نستحق العطف والشفقة .
آه كم يؤلمني رأسي , قدح من الشاي كفيل بأزالة هذا الصداع اللعين الذي بات يلازمني , لكن من أين لي بالسكر ؟ حتى الجيران لا يملكون ما يزيد عن حاجتهم , حيرة والله حيرة , لو كانت أم أحمد موجودة لهان أمري وأنقذتني من محنتي , ليكن الله في عونها وهي مركونة الآن في المديرية جراء السموم التي تبيعها , آرتين وصمادرين ومغادون , حبوب خبال تجعل الواحد منا يرى الكلاب والحمير والبشر بحجم الفئران , ويزول الهم والغم والدنيا تبدو مثل الجنة .
الله يبعدنا ويبعدك يا أم أحمد عن شر الحبس والحباسين , ما تستاهلين طيبة وكريمة وبنت حلال , حبسوك بسسب حفنة حبوب وغيرك يتاجر بحياتنا ومستقبلنا وينامون رغدا , ولا يهمك بعد يوم أو يومين ستخرجين ما دمت تملكين الفلوس تدفعين وتخرجين , كلهم يرتشون كما تقولين دوما .
ماذا ؟ الباب ؟ ترى من يطرق الباب في مثل هذه الساعة من الليل غيره ؟
أكيد أنه هو مالك الدار الأحول , شهور عديدة لم أدفع الأيجار , قال سأجيء في الليل ونحل المشكلة , جاء ليقبض الثمن , هاهو يطرق الباب دون حياء , ماذا جرى للناس في هذا الزمن الأغبر ؟ وماذ علي ان أفعل يا آلاهي بعد كل هذا العمر بعد كل هذا الصبر والمطاولة ؟ غير ان أقوم وأفتح الباب وأقول الله كريم .
_ ياه ... هذه أنت يا أم أحمد , حمد الله على سلامتك يا أصيلة , والله قلبي كان يعلم , تعالي أدخلي وأحكي لي الحكاية .
1995



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوب سماء الأحلام ... قصة قصيرة
- اقصوصتان
- واقعة الراعي سعيد ... قصة قصيرة
- نساء في الذاكرة
- زلزال 2003
- في الشأن الثقافي
- شجون الثقافة والمثقفين ...
- الصلاة بوصفه ايمانا زائفا
- مواجع عراقية .... 3 أقاصيص
- حين يبكي الأطفال تتهاوى الطائرات ... أقصوصة
- استدراكات ... 3 أقاصيص
- اغترابات ... أقصوصتان
- تحولات ... 3 أقاصيص
- ميتات عراقية ... أقصوصتان
- 3 أقاصيص
- أقصوصتان
- الرماة العشرة ... قصة قصيرة
- رؤوس أقلام في ثنايا الاسلام
- مكيدة ... قصة قصيرة
- سلام النايترون ... قصة قصيرة


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - الله كريم ... قصة قصيرة