أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرالناصري - الديكتاتورية بوجه ديموقراطي














المزيد.....

الديكتاتورية بوجه ديموقراطي


عبدالناصرالناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكومتنا ديموقراطية الظاهر وديكتاتورية الباطن ؛ كلما أرتفعت أصوات الحق تظهر لها السيوف الحكومية لقطافها ؛ حين كانت التظاهرات لاتشكل خطرا على الخضراء قامت حكومتنا بتوزيع الماء البارد على المتظاهرين لتعكس الصورة الديموقراطية الحنونة على الشعب ؛ وحين قام المتظاهرون " بالتمادي " والإقتراب من جسر الحكم بدأ أزيز الرصاص فوق رؤوسهم ؛ حين رفع هادي المهدي صوته تم قطافه ؛ وكذلك الحال مع جلال الشحماني ؛ وحين تحدث الإعلامي عماد العبادي عن الفساد وسوء إدارة الدولة قطفوا رأسه بوابل من الرصاص لكن إرادة الله حالت دون وفاته
اليد التي تغتال الشرفاء لاتعمل لوحدها بل هنالك مافيات سياسية كبرى تحركها وتوجهها نحو الضحية المراد تصفيتها ؛ الآن علينا أن ندرك جيدا إننا نعيش تحت حكم الإغتيال المؤجل ولاندري متى يقرر صاحب المافية توجيه رصاصته على كل فرد من بيننا ؛ ملامح الديكتاتورية بدأت تتضح وتغطي على الديمقراطية لكن البعض منا لم يصل الى هذا الإدراك
كل يوم يختروا لنا رمزا ويطالبوننا بعدم الإقتراب منه وعلينا أن نصدق كذبة الخطوط الحمراء التي يرسمونها لنا ؛ المنطقة الخضراء ؛ ورجل الدين ورجل السياسة والحديث عن الفساد وعن سيئات الوضع الراهن كلها خطوط حمراء من تركها فهو آمن ومن تكلم عنها فهو آثم وإرهابي وخائن وعميل ؛ وهنالك العديد من الطرق المتبعة لإسكات الأصوات التي تحاول الإقتراب من تلك الخطوط الحمر أولها الإغراء بالإمتيازات مرورا بالتهديد والوعيد وإن لم ينتهوا فينهوا بالإغتيال الذي يسجل ضد مجهول !
مسكين من يراهن على تغيير الوضع نحو الأفضل ؛ لإن القوى المافيوية أصبحت أكبر من الشعب وأكبر من أي مصلح يمكن أن تنتجه قوى التغيير ؛ لاشك إن العبادي كان يريد الإصلاح لكنه إصطدم بالواقع المافيوي الذي إستطاع أن يسكته بسرعة فائقة بنفس الأساليب التي ذكرناها
وجه الحكومة الديموقراطي يدار بشكل سليم فهناك الإعلام و الآليات الديمقراطية متوفرة للجميع لكن الوجه الديكتاتوري الباطن يدار بحرفية عالية ولو فتشنا بكواليس المؤتمرات الصحفية والكافتريات والمجالس الخاصة لوجدنا هذا النوع بصورته الناصعة
الحكومة عملت طوقا على كافة مفاصل الحياة في العراق لم نستطع الهروب منه ؛ لقد عملت على شراء ذمم شيوخ العشائر عن طريق مايسمى بمجالس الإسناد إضافة الى توظيف العدد الهائل من المواطنين وهذا ماجعل الشعب لايفكر الا بالدعاء من أجل إطالة عمر الحكومة كي تسدد له مرتباته لذلك أصبح الجزء الأكبر من المواطنين أداة بيد الحكومة وأربابها وأحزابها والتعويل على هبة شعبية واحدة لتغيير الأوضاع هو ضرب من الخيال ؛ هذا لايعني إن كل الشعب أصبح عميلا للحكومة بل هنالك طبقة ناقمة من الأوضاع الحالية وهي موجودة في ساحات التظاهر الحالية لكنها مشتتة لاتعرف ماذا تريد وعليها الكثير من المآخذ وعلى رغم مساوئ هذه الطبقة الا إنها تمثل الصوت الحقيقي الرافض لخراب البلاد
تصفية العبادي جسديا أسهل من شرب الماء لدى الطبقة المتنفذة لكنها راجعت حساباتها وأدركت إن الوجه الديموقراطي الحسن هو أفضل طريق لديمومة المصالح والمكاسب وتحقيق الأهداف المراد تنفيذها ؛ وهي إستطاعت من خلال هذا الوجه البريء أن تقضي على التظاهرات وتمتص غضب الشارع ؛ الآن أمام العبادي كوجه مهمة إدارة الدولة كموظف مطيع ليس إلا في ظل العجز المالي الكبير وإنخفاض أسعار النفط مع شرط تمرير ماتريد تمريره .
[email protected]






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا مؤسس العراق الجديد
- التهيؤ للمستقبل .. غرق بغداد نموذجا
- قراءة في عملية الإنزال الأميركية
- الشعب العراقي فقاعة
- عن سلم الرواتب
- بغداد المدللة .. من يتزوجها ؟
- بعث الجنوب وداعش الموصل
- الحرب على داعش ستبقى خاسرة
- القضاء و بوتفليقة العراق
- تقرير الموصل .. اضحوكة جديدة
- حملة لا أتظاهر
- - مجتمع تعبان -
- ذوقوا ماكنتم تعملون
- عن شجاعة جواد البزوني
- نصيحة .. لاتقرأ قانون الشبكة
- حرية العشيرة تقتل حرية التعبير
- الكاميرا أداة النائب العراقي
- سبايكر .. حقائق مشعان الجديدة
- الدكتور الجعفري .. العلاج بالكلام لايكفي
- أريد إنقلابا جديدا (2)


المزيد.....




- أمريكا تلغي إجراء خلع الأحذية في المطارات
- وزير الدفاع الألماني في واشنطن لبحث صفقة صواريخ باتريوت لصال ...
- 43 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة وتفاؤل أمريكي بشأن التوص ...
- عاجل | مصادر في مستشفيات غزة: 12 شهيدا في غارات إسرائيلية عل ...
- -قاعدة أمامية- لإسرائيل.. ما حقيقة الاتهامات الإيرانية لأذرب ...
- هل يمكن التحدث مع القطط والكلاب بواسطة الذكاء الاصطناعي؟
- عراقجي يرد بسخرية على تصريحات لنتنياهو بشأن قدرات إيران الصا ...
- أيمن عودة يتهم الجميع بالتواطؤ لعزله وهآرتس تدعو لمؤازرته
- خبير عسكري: جيش الاحتلال يواجه أزمة حادة ويفتقر لأهداف واضحة ...
- اقتحام الباستيل عام 1789.. يوم اقتلع الفرنسيون جذور النظام ا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرالناصري - الديكتاتورية بوجه ديموقراطي