أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2)















المزيد.....

بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 19:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لايتفق الراي الوارد هنا مع الترسيمات المعتمدة او الشائعة بخصوص التاريخ الحديث العراقي، وفي المنطقة العربية، بالاخص منذ ان تغلبت الاستعارة المنهجية والمفهومية الغربية في العصر الحديث الاوربي وتبريره السلطوي النقلي المسمى "عصر النهضة العربية"، هذا عدا التمايزات الجزئية بين المواضع، واختصاص العراق والرؤى المؤسسة للوطنية العراقية الحديثة بالغلبة الايديلوجية المطلقة، وهو ماحدث بعد الثلاثينات، مع بدء هيمنة الوطنية الحزبية عقب انتكاسة وفشل محاولة ايجاد رؤية "وطنية" عصرية، حاول ارساءها "جعفر ابو التمن" وحزبه "الحزب الوطني العراقي" 1922 اضطر بعدها ابو التمن هو نفسه للانحياز نحو "الليبرالية الشعبوية" المؤسسة منذ 1932 ليدخل بذاته نطاق الوطنية الايديلوجية.
هذا النمط من الوطنية التي استمرت سائدة على مدى ثلاثة ارباع القرن، كانت قد ارسيت بالاصل على رؤى تأسيسية "استعمارية"، اضطلع بها ضباط كانوا ملحقين بالحملة البريطانية، ابرزهم اثنان هما فليب ويرلند، وهمفسلي لونغريك. والاول هو من ارسى سردية العراق المتشكل حديثا ضمن سياق الاندراج في السوق الراسمالية العالمية، وماترتب على ذلك من تحولات بنيوية مفترضة، بالانتقال من الانتاج "للكفاف"، الى الانتاج للسوق، وظهور السلعة والسوق الوطنية الواحدة، ماترجمته سياسيا، توحد الولايات العراقية / العثمانية الثلاث: بغداد والموصل والبصرة "وطنيا"، وهو المخطط الذي يعتمده كافة الحداثيين السياسيين يسارا ويمينا، كقاعدة ثابتة لوصف التشكل العراقي الحديث، بما فيهم وابرزهم الاقتصادي اليساري الكبير "محمد سلمان الحسن"، بالاخص في كتاته الهام " التطور الاقتصادي في العراق: التجارة الخارجية والتطور الاقتصادي1864/1958 ".
والسردية الاستعمارية المعتمدة كقاعدة للرؤية الايديلوجية، قامت على الغاء لابل محو طورين من تاريخ تشكل العراق الحديث، استغرقا قرابة قرنين ونصف القرن، قبل مجيء الاحتلال الانكليزي 1914/1917واقامة "السلطة الحديثة المركزية" التي تجمع الولايات العثمانية الثلاث عام 1921)استعملت في مقارباتي السابقة تعبير "الدولة الحديثة" وهو ماكررته طويلا، لكنني توصلت مؤخرا الى ان تعبير "الدولة" لاينطبق على شكل ومضمون الهياكل الحاكمه التي اقيمت منذ العشرينات في العراق تحديدا، ولربما في غيره من البلدان العربية، وان مصطلح "سلطة" قرب دلالة وتعريفا، بحكم انها لا تمثل النصاب الاجتماعي الذي مايزال قيد التشكل الى الوقت الراهن( فالعراق الحالي بدات علائم تشكلة من جديد، بعد انهيار بناه الحضارية الامبراطورية العباسية الطويل، ابتداء من دخول هلاكو بغدادعام 1258 حتى القرن السابع عشر، عندما بدات بالظهوراولى "الاتحادات القبلية" في جنوب العراق، واسبقها واهمها "اتحاد قبائل "المنتفك"/ المتفق/ ووقتها اتخذ المنتفق موقع المركز القيادي العراقي العربي بمقابل المماليك والعثمانيين، خاض بوجههم العشرات من الانتفاضات المسلحة، وعبر في وقت مبكر عن نزعات عربية لحكم العراق، بينما ظهرت تباعا اتحادات قبلية اخرى، اهمها "اتحاد" الخرعل في الفرات الاوسط.
هده الفترة من قيادة الزعماء القبليين والقبائل، توجت باكبر استعراض ثوري لها عام 1787 بما اطلق عليه " الثورة الثلاثية" التي قادها ثلاثة من اهم الزعماء القبليين، من بغداد/ سليمان الشاوي / احد امراء قبيلة العبيد/ ومن الفرات الاوسط " حمد ال حمود" شيخ مشايخ الخزاعل، ومن الجنوب " ثويني العبدللة" شيخ مشايخ المنتفك، والثورة بدات بلجوء الشاوي الى المنتفك هاربا من الوالي العثماني، ماادى لتوسع العصيان بوجه سليمان باشا الكبير، وقد كاتب ثويني العبدالله "حمد ال حمود"، فاستجاب له وانخرط في العصيان، ليتمكن الثلاثة بقوة قبائلهم من تحرير العراق من بغداد الى الفاو، ويقوموا باحتلال البصرة، وطرد متسلمها، وترشيح قائدها " ثويني العبدالله" لولاية العراق، حسب مانصت المضبطة التي وقعها شيوخ القبائل ووجهاء البصرة، ورفعوها للباب العالي في حينه.
فشلت الثورة المذكورة بانتهاء اكبر معاركها التي اوشك ان ينتصر فيها الثوار، بانتصارجيش الوالي المملوك سليمان الكبير)1780/1802(، والثورة المذكورة مطموسة وغائبة عن التداول التاريخي العراقي الحديث، مع انها البروفه السابقة على ثورة العشرين الوطنية الكبرى، وتلقي اضواء هامة على خلفياتها و طبيعتها عدا آلياتها، كما توجه النظرلمسارات التشكل الوطني، وتتابعات حقبه وقواه السابقة على الاحتلال الانكليزي، عنما بدأ بالتراجع بسرعة فائقة موقع الزعامة الدينية، التي قادت فعليا الثورة الوطنية عام 1920.
والقيادة الثانية او التجديدية الدينية، بدات نشاطها الدعوي الكبير بين القبائل منذ القرن الثامن عشر، وكان لشعور ابناء القبائل والمشايخ الاحرار، بالحاجة لقيادة اكثر فعالية وثباتا، اثر كبير في استقبالهم للدعاة "الموامنة"، الذين راحوا ينطلقون من النجف والحلة باتجاههم، ويعيشون وسطهم، بينما اسهم اندحار الثورة الثلاثية في تعزيز تلك الحاجة، ولم تكن القبائل العراقية في الجنوب والفرات الاوسط، كما يعتقد عموما "شيعية المذهب"، فالتشيع الحالي في جنوب العراق، حديث، اما التشيع الاقدم العباسي، فكان قد اندثر تقريبا في تلك المنطقة من العراق، بينما قامت النجف في سياق حركة التجديد الحديثة، بالتوغل داخل البحر العشائري المسلح، محولة اياه الى جيش متناغم معها ومستجيب لقيادتها) من اهم من تناول هذه الظاهرة المستحثة عدا "ابن سند" مورخ الوالي داودباشا 1817/1831 الباحت الكويتي "فهد عبدالله النفيسي" في كتابه الذي هو اطروحته للدكتوراه "دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث (رسالة دكتوراه - جامعة كامبردج 1972 - ذات السلاسل - الكويت).
حركة التشييع تلك ترافقت مع تحولات داخل النجف "المدينة الدولة المقدسة الحديثة"، بما يتلائم مع بنية العشيرة العراقية الجنوبية، وسماتها القريبه من الشيوع والديموقراطية الفطرية، ومن هنا انبثقت اليات ممارسة"نظام الاجتهاد" و" التقليد" و " الحوزة" التي هي مبتدعات " دولة مدينه"، بمقاييس وديناميات لاتنتمي للاكراهية السلطوية، ولا لاحتكار العنف والسلاح، فالتقليد هو وسيلة ربط القبيلة بالمراجع عقيديا، والاجتهاد نظام اقرب لممارسات النظام الداخلي العشيري ولاشكال تداول المشيخة والنفوذ فيها. والمعلوم ان ركائز هذا النظام هي التي شاعت وسادت في العصور الحديثة كثوابت للتشيع، وليس مايقال بدون بينة ولا تدقيق، عن الغلبة "الصفوية"، فايران من "قم" الى "مشهد" عدا عن البحرين، اخذت بنظام الاجتهاد الشيعي العراقي، لانظام السلطوية الصفوي، الذي زال ولم تعد له قواعد تمارس، والادلة والشواهد في هذا المجال كثيرة ليس هنا مجال بسطها.
تلك العملية التجديدية العراقية الكبرى، تداخلت مع صعود حركة التشكل الوطني العراقي الحديث، واحتلت مكان مرحلته الثانية قبل الفترة الايديلوجية الاخيرة، التي استمرت من الثلاثينات حتى بداية القرن الحالي.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الشيوعية العراقية وثقافة الموت
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- بيان تاريخي صادر عن - مؤتمر شيوعي عراقي - لم ينعقد بعد( 2/2)
- بيان تاريخي صادرعن -مؤتمر شيوعي عراقي- لم ينعقد بعد(1/2)
- الحركة الوطنية الايديلوجية العراقية وهيمنة منطق الهزيمة
- العراق: بلاد مهشمة ولاثورة ثقافية (1/2)
- هل كان ماركس شيوعيا؟
- ماركسية عربية لمابعد ماركس
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية / ...
- في طريق اعاد بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية/( 1 ...
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2 ...
- على طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية- العراقية 1/ ...
- كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة ال ...
- مابعد العثمانية ومابعد الغرب
- هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الك ...
- هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار
- لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب ا ...
- من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2)