أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟















المزيد.....

من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتردد اليوم بين اوساط يسارية عريقة، نغمة تقول باننا حزب يتميز بالنزاهة، وباننا تحملنا اعباء نضالية ضخمة، وقدمنا تضحيات وشهداء يكادون لايحصون، عدا عن اننا امناء على قضايا الشعب، ذلك هو الخطاب الدارج الذي يصل في نهاية المطاف للقول بان العراق "بحاجة لنا"، وفي حين تنعدم الرقابة الفكرية والسياسية، وتختفي من اللوحة العامة اية علامات على الحيوية في هذا المجال، فان الخطاب الاستجدائي المذكور اعلاه، يمر ويظل يتداول ويستعمل كوسيلة للتعايش مع، ولاجل ضمان استمرار نيل المقبولية داخل " العملية السياسية الطائفية" القائمة في العراق منذ 2003 ، وعلى منقلب اخر واذا اردنا توسيع النظر في الخطاب الحزبي الحديث كما عرف في التاريخ العراقي خلال القرن الماضي، نعثر على الصيغة البعثية، من بقايا هذا التنظيم الذي يميل منذ سقوط نظامه وتجربته الدكتاتورية، للتركيز على "الاحتلال" والغزو الاجنبي الامريكي على انه هو السبب الوحيد الذي افضى لانهيار حكم البعث ودولته ووجوده السياسي في 2003.
والحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث هما الحزبان الاكبر، اللذان لعبا اهم واخطر الادوار في التاريخ العراقي الحديث والمعاصرخلال القرن الماضي، فمنذ العشرينات بدا ان "الوطنية الحزبية الايديلوجية" هي المرشحة لتصدر الحياة الوطنية، وبعد محاولة قصيرة ل "الحزب الوطني العراقي" بزعامة جعفر ابو التمن، خرجت التيارات الطبقية والقومية والليبرالية من الحزب المذكور، معلنة عجزه عن اقامة تياروطني عراقي كبير وجامع شبيه بحزب "الوفد" المصري، يستجيب لمتطلبات وزخم الحركة الشعبية ويلبي حاجاتها. ومع الثلاثينات كانت الاحزاب المذكورة قد استقلت وبدات تتصدر الواقع السياسي، وحينها لم يكن حزب البعث هو ممثل الفكرة القومية، بل كان "حزب الاستقلال"، اي الطبعة العراقية من الحركة القومية بزعامة "محمد مهدي كبة" هو الحاضر قبل ان يتاسس حزب البعث منذ اواخر الاربعينات، ويبدا بتصدر الحركة المذكورة لتحل الطبعة القومية الشامية محل العراقية.
ومع حضور ومكانة التيار الليبرالي الشعبوي "حزب الأهالي/ الوطني الديموقراطي" المعنوية، الا ان التيارين الاكثر حضورا وفعالية على المستوى الشعبي الجماهيري، واللذان اضطلعا بدور كبير في الحياة الوطنية هما حزبا الشيوعي والبعث، فكانا خلال نصف قرن تقريبا نواة ومحرك الحياة السياسية في العراق، ولم يكن وجود هاتين الحركتين بلا اغراض، او من دون اهداف اوجبت حضورهما الفعال، وبررت استمرارهما، ومنحتهما المكانة التي احتلاها. وبغض النظر عن الفذلكات الدعائية والنظرية التي رافقت حياة هذين الحزبين ومنحتهما هويتهما،غير انهما كما يفترض وجداباعتبارهما اداة لتحقيق اغراض ذات طابع تاريخي، اي انهما وبالاخص الحزب الشيوعي، لم يكن يهدف لتكريس النزاهة، وروح التضحية، وتقديم مواكب الشهداء، وان هذه بالاحرى كانت وسائل وسبل، سواء مورست بوعي او بالاضطرار على طريق تحقيق اهداف كان العراق سائرا نحوها.
فالتحديثية والمشاريع الحديثة، كانت في حينه موضوعه على جدول اعمال المنطقة والعراق منها، والبعض يرى بان بدايات محاولة التحديث في العراق، تعود الى ايام داوود باشا 1817/ 1831، الا ان شكل هذه العملية العصري الحزبي، لم ياخذ بالتبلور الا بعد عام 1920 اثر الاحتلال الانكليزي و الثورة العامة ضده، وبمراجعة تقييمات تلك الاحزاب، فانها تضع نفسها جميعا ضمن سياق استكمال "المهمات الوطنية" التي عجزت ثورة العشرين الوطنية العامة عن تحقيقها، وهذا ماكان المفترض بثورة تموز 1958 تحقيقة باقامة دولة عصرية، والانتقال الى الديموقراطية، ودفع عملية التصنيع والتنمية، واستكمال التحرر الوطني، وهو مالم يتحقق، لابل انتهى الى هزيمة وكارثة وطنية، عادت بموجبها البلاد وبعد حقبة دكتاتورية شمولية قاسية، الى عصر ماقبل الدولة، سادت فيها الطائفية ونظام المحاصصة، ودكتاتورية المكونات البدائية، والاحتمالات الخطرة التي تهدد وحدة العراق ووجوده.
والغريب ان هذه النتيجة المروعة لا تستثير في الوجدان الوطني، ولا لدى العقل العراقي اي ميل لمحاكمه مسيرة الاحزاب التي تصدرت الحياة الوطنية على مدى القرن الماضي، بينما يستمر الاعتقاد بان هذه القوى ماتزال تملك الصلاحية اللازمة والضرورية،كما ان نزعة البحث في الاسباب والخلفيات وتحليلها، تبدو ابعد ماتكون عن دائرة الاهتمام، وفي حال وجود مجموعات او تيارات تميل الى النقد، فان هذه تحصر تصوراتها في اطار استكمال ومواصلة العمل وفق الوسائل نفسها التي افضت لهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث، في حين تعتبر اي ميل لمحاسبة، عدا عن محاكمة الاحزاب الوطنية، بمثابة انتصار للاسلام السياسي وتقوية له على حسابها، هذا في حين تمارس هي، وبالاخص الحزب الشيوعي، تقوية تلك التيارات بالعمل تحت خيمتها، وقبول مشروعها الطائفي والعمل على تزيينه.
ومما لاشك فيه ان العراق يقف حاليا على اعتاب مرحلة جديدة من تاريخه الوطني، مرحلة هي في الغالب مابعد حزبية ايديلوجية، وتتأسس على تحليل اسباب وعوامل عجز وفشل الاحزاب الايديلوجية عن تحقيق المشروع الوطني العراقي وهزيمته، والاكيد ان هذه المرحلة لم تبدا تباشيرها بعد، الاانها لن تكون على اية حال من فصيلة استجداء المكانة والدور بادعاء حسن السير والسلوك وكثرة التضحيات، ولا باستعمال الاحتلال شماعة لتعليق المساويء والاخطاء، لابل الجرائم الفادحة التي مورست من قبل هذا الحزب او ذاك، وفي كل الاحوال، فالاغلب ان الاوساط نفسها من كادر ومنتسبي الاحزاب الايديلوجية، سيكونون مادة حيوية لاي تغيير، هذا بغض النظر عما اذا كانت النهضة الجديدة ستظهر من داخل تلك الاحزاب، او من خارجها، وهو المرجح.
والمؤكد ان السؤال الابرز الذي سيلح على الفكر العراقي من هنا وصاعدا هو: من اين نبدأ؟ هل ننظر الى التأسيسات وشروطها، او الى مقدار تطابقها مع الواقع، او ان المطلوب عودة جديدة الى الخاصيات الوطنية التاريخية ومحاولة اعادة قراءتها وفحصها بضوء التجربة، في كل باب من هذه الابواب يلوح تحد ضخم وهائل، خاصة بظل اوضاع داهمة وترد متعاظم، وواقع لم يعرف بالحيوية النظرية، وقضايا وموضوعات كلها مدخل لاشكاليات نظرية كبرى، مع ان كل هذه العناصر تعني ان المهمة القادمة ستكون كبيرة وعظيمة، وان المستقبل لن يتم الذهاب اليه بدون افق وتصورات إستثنائية.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التساؤلات التي لاتطرحها قوى العلمانية العراقية على نفسها؟
- صراع مجتمعي بدل الطبقي.. ابراهيمية جديدة بدل الماركسية
- في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟
- مابعد المحمدية: الابراهيمية تنقلب وتتجدد
- الماركسية ماتت لكنها لم تدفن
- العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
- معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي
- حرب المتغيرات الكبرى: أميركا ومعضلة تدمير الدولة العراقية
- العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .
- المثقفون العرب وقضية العراق : فخا الاتجاه الواحد ؟
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعة
- مالابد منه لفرنسا واوربا في العراق
- الموقع يفتقر الى الحيويه وهو لايساهم في تحفيز واثارة النقاش
- اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه.. ...
- العراق و-حكومة الوحدة الوطنيه - تزاحم المصالح والتناقضات واح ...
- لمناسبة قرب صدورمجلة تعكس موقف التيار الوطني الديمقراطي
- النساء العراقيات لأيغنين للدكتاتوريه: ثلاثون سنة من الصمت
- 100 بالمائه -تقيه -صالحه
- حول حق ابناء الشريف حسين في حكم العراق
- المعارضة الوطنيه والتدخل التاريخي للمرجع الكبيرمحمد حسين فضل ...


المزيد.....




- بآخر تحديث للجيش العراقي.. هذه نتائج انفجارات قاعدة الحشد ال ...
- شاهد اللحظات الأولى لانفجارات ضخمة داخل قاعدة للحشد الشعبي ف ...
- فيدان: زيارة السيسي لتركيا ضمن جدول أعمالنا
- الميكروبات قد تحل ألغاز جرائم قتل غامضة!
- صحة غزة: 4 مجازر خلال 24 ساعة وإجمالي ضحايا الحرب تجاوز 34 أ ...
- الحرمان من النوم قد يقودنا إلى الإصابة بـ-قاتل صامت-
- مكمّل غذائي شائع يمنع الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا
- العثور على -بكتيريا مصاصة للدماء- قاتلة متعطشة لدم الإنسان
- -واتس آب- يحصل على ميزات شبيهة بتلك الموجودة في -تليغرام-
- لجنة التحقيق الروسية تعمل على تحديد هوية جميع المتورطين في م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟