أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .















المزيد.....

العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 413 - 2003 / 3 / 2 - 08:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  
 
                                     
  تكاد مبادرة السيد حسن نصر الله تضيع وسط التجاذبات العراقية اولاً، قرأنا بخصوصها ردود فعل غالبيتها الساحقة سلبية وبعضها كان بذيئا، بينما لا أحد من القوى العراقية المعارضة تحدث عن المبادرة او ذكرها كأمر مطروح ويستحق وقفة جدية، والردود التي يمكن احتسابها استخلصت من البعض ولم تكن بمبادرة منهم، مثلا تم الاتصال بي بعد خطاب السيد نصر الله كي أعلق على المبادرة في قناة المنار، وأجريت لاحقا حلقة من برنامج بثته نفس القناة وأشركت فيه ممثل المجلس الأعلى العراقي، وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقدناه في باريس يوم 13/2/2003 طلب مراسل قناة المنار من الشيخ هادي الخالصي احد اخوتنا المشاركين في المؤتمر ان يفصح عن رأيه بالمبادرة ولست اعرف اذا كانت هنالك اتصالات اجرتها قوى او شخصيات بوسائل اخرى مع ان اخوة من تحالفنا قد ذكروا بأنهم ارسلوا بهذا الاتجاه رسائل الى الأمين العام لحزب الله.
يعود السبب في هذا ربما الى سياق طرح المبادرة وهو ما يلقي بعضا من الظلال على مستوى جديتها، فالقضايا التي من هذا النوع تقرأ بوضوح من زاوية الشؤون العراقية وهنالك من يقول بناءً على معطيات ما إن ما حدث هو مجرد (بالون اعلامي) سببه اقليمي وهو يدرج ضمن تفاصيل التوتر الأخير في العلاقة الاميركية الايرانية كما تمارس عبر المجلس الاعلى، فالاميركيون اعلنوا منذ انتهاء مؤتمر لندن أنهم قد نفضوا ايديهم من كل من الاكراد والمجلس الأعلى. حدث ذلك على جرعات سريعة، اولا بمبادرة الرئيس الاميركي الى استقبال ثلاثة من الاميركيين من اصل عراقي ليعلن عبرهم عن رفضه هيمنة الاكراد والايرانيين على المعارضة، ومن ثم عبر آخر ما صرح به خليل زاده لممثلي المعارضة حين التقاهم في تركيا معلنا عن عدم الحاجة لهؤلاء.
المعلومات تقول ان تصريح المندوب السامي الاميركي قد جرى التمهيد له بتهديدات للأكراد وإيران من اي تفكير بالتدخل في مسار الحرب: لا كركوك ولا الموصل بالنسبة للاكراد وايضا لا فيدرالية، وفيلق بدر سيباد اذا تم تحريكه، تلك حصة إيران، اذن هنالك ما يبرر الاعتقاد بأن ما صدر عن السيد نصر الله هو مجرد صوت اطلق بعيدا من لبنان ليقول للاميركيين لدينا خيارات اخرى.
هناك حسب هذا القياس، اشارات اخرى تدعم مثل هذا الحكم، فالجرعة الزائدة عن (المصالحة) بين النظام والمعارضة لا تنم عن تحسب دقيق لمزاج الطرف الاهم في المعادلة اي المعارضة فما السبب؟ العارفون بالسيد يقولون انه ممن يبالغون احيانا في تمحيص خطواته قبل الاقدام عليها، ولا بد انه قد فعل ذلك في مناسبة حساسة كهذه وقرر ان يوجه رسالته صوب جهة بعينها هي حتما ليست المعارضة العراقية التي فوجئت وامتعضت من مشروع يبقي على النظام القائم، مما يعني غلقا للأمر قبل ان يبدأ، بينما يصبح كل ما يبدو من قبيل المبادرة مجرد اعلان بلا نتائج عملية. الاشارة الاخرى موجودة في ما يبرر اكثر فأكثر فرضية القفز فوق المعارضة بكل تلوناتها، وهذه نعثر عليها محسوسة عبر ملمحين: الاول فائض اللبننة والثاني انعدام التمهيدات المباشرة مع اصحاب العلاقة.
لا يريد العراقيون ان يصدقوا أن شخصا مثل السيد نصر الله لا يعرف برغم كل التداخلات اللبنانية العراقية عمق الحساسية العراقية ازاء الإسقاطات الآتية من الخارج، خاصة عندما يكون الامر متعلقا بمواقف او مبادرات تتعلق بشؤونهم وقضاياهم الكبرى وهم محقون في ذلك، خاصة حين نصبح أمام امتحان يمس الجوانب المفهومية المتعلقة بالتجربة وبالخصائص التاريخية، وأنا شخصيا سمعت كلمة السيد وفهمت لماذا ذكر مسألة (الطائف): قال بالحرف الواحد (لكي نفهم على بعضنا كلبنانيين؟) ولكنه اردف هذا الاستدراك فورا بعبارة هي الاخرى لبنانية وحين قال (مصالحة وطنية) حكم على مبادرته بالابتعاد عن موضعها الذي صيغت من أجله.
الاقوال اللاحقة التي اطلقها وزير الخارجية الايرانية السيد خرازي عن (المصالحة الوطنية) اوصلت الى رأس الخيط كما يرى البعض مناسبة إطلاق مبادرة الأمين العام لحزب الله في ذكرى الثورة الايرانية وبحضور السفير الايراني في لبنان، ومن يأخذون بهذا الرأي يعتقدون جازمين بأن ما حدث يجب ان يعرق اي ان تمارس عليه اعادة صياغة موشورها التداعيات الاخيرة التي طرأت على العلاقة الايرانية الاميركية حول العراق، مما يجعل الحصة العراقية في المبادرة المذكورة اقل من ان تذكر، لا شيء سوى كلام عابر.
تأكيدا لذلك يقال إن الامر لو كان يحمل اي قدر من الجدية لتغير سياقه كليا، وفي البداية ولكان الخطاب قد انتقل قليلا من المصطلح اللبناني إلى الشروط العراقية التي لا صلة لها اصلا بالطائف لا في الخلفيات ولا في السياق، وبالأخص لجهة نمط الازمة التاريخية التي تحكم حالة العراق منذ قرابة اربعة عقود. ايضا: لا بد من فحص شعار (المصالحة الوطنية) بين النظام والمعارضة وهذه نقطة لا نقاش بشأنها، ولا يجوز التحدث فيها وعن الطائف في مناسبة واحدة، فمشكلة العراق تنتسب إلى ضرورات الانقلاب الديمقراطي، بينما المصالحة كلام ينطلق من إقرار ثوابت، وحتى لو افترضنا اقلمة الشعار لكي يصبح موافقا للحالة العراقية، فمن الاصوب ان نبدأ بدايات صحيحة ونقول مطلوب منا ايجاد وسائل وطنية وسلمية للانتقال الديمقراطي، بما يعني التغيير الشامل، اي: رحيل النظام الذي هو شرط وحيد للمصالحة بين مكونات العراق، لا مجال لأي كلام من هذا النوع من دون وضع خطة تحول سريع تنهي النظام الحالي وتقيم نظاما دستوريا عبر حكومة انتقالية وطنية تتكفل بنقل العراق إلى نظام دستوري في اجل لا يتجاوز السنة. والمفاضلة الحالية يجب ان تنطوي على قدر كبير من الواقعية وتأخذ حقيقة ومستوى الخطر الداهم بنظر الاعتبار، فليس من المنطقي التحدث عن رفع الذرائع والحجج الاميركية من جهة والخوض في مقترحات او حلول تبقي الامور على ما هي عليه كما يعني شعار المصالحة المقترح من قبل السيد نصر الله.
وإذا كان من الضروري زيادة توضيح الموقف، فلا بد من المبادرة من جهة اخرى للقول بأن مقترحات من نوع رحيل الرئيس العراقي إلى المنفى غير عملية ولن تتحقق، وان الأصح اذا كنا لا نريد طرح مطالب تعجيزية تؤدي إلى الحرب، ان نتحدث عن حل داخلي وعن تنفيذ للضمانات الدولية والوطنية في الداخل، وكذلك ان نفصل ما بين النظام والحزب والحاكم، لان هذا الاخير من حقه مبدئيا ان يكون مشاركا في حكومة الانقاذ الوطني الانتقالية التي يجب ان تحتوي على كل التعبيرات الاساسية الممثلة للمجتمع العراقي: القوى الاسلامية، الاكراد، اليسار الديمقراطي والقومي، قوى القوى العشيرية، وممثلي القوميات والمذاهب والديانات اي كل مكونات المجتمع العراقي، والاطار الذي يؤمن هذا الحل هو آلية دولية وعربية وإقليمية نجدها ممكنة عبر احتساب المصالح الحيوية والملحة التي يتوقع تضررها بنتيجة العدوان، وايضا وهذا ما لا مهرب من المراهنة عليه، مأزق الولايات المتحدة نفسها، لا بسبب التظاهرات الكبرى او الاعتراضات الاوروبية وحسب، بل وبسبب فقدان البديل، والحاجة الى ضمان الاستقرار بعد زوال النظام، علينا ان ندرك أن اميركا على عكس افغانستان لديها مصالح استراتيجية كبرى تريد متابعتها مباشرة من بغداد وهذا شرطه الاستقرار وهي لا تملك عناصره ولهذا رمت الى الاهمال المذل بأنصارها العراقيين وقررت اعتماد اسوأ الخيارات: الحكم العسكري المباشر كما تقول، اي خيار المأزق المفتوح.
إذا اريد ترشيد المواقف الدولية والاقليمية والعربية بحيث تقدم للولايات المتحدة إلى جانب الاحراج الشديد برفع الذرائع، مخرجا معقولا يجعلها تقبل حقبة انتقالية وتؤجل العدوان، فإن ما يطرح ينبغي ان ينطوي على كل عناصر القاسم المشرك للمصالح التي تختبر عبر الازمة العراقية الكونية الراهنة: العراق من اسفل ومن أعلى، اي الشعب العراقي والنظام، المنطقة العربية والاقليم، القوى الدولية اي اوروبا وروسيا والصين، وبالطبع الولايات المتحدة. ان ما نحن بصدده هو معركة تاريخية كبرى تقتضي تسوية تاريخية كبرى، او حربا مدمرة تصل الى العالم برمته وقد تؤدي الى انقلاب تاريخي، وفي هذا من المفيد تماما سماع الصوت العراقي وتحري اعماق نبض هذه البلاد من اهلها، فهل ذلك هو ما أراده السيد نصر الله؟ هو وحده الذي يملك الاجابة، أما نحن وغيرنا من العراقيين فلقد كان علينا ان نبدي لهفتنا للتحادث المباشر علنا، وأن نبارك بغض النظر عن التحفظات وعمقها، ثم أن نعود بعد الانتظار لنقول علنا ايضا، بعض ما كنا سنقوله في غرف مغلقة.

() كاتب عراقي مقيم في باريس

 



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون العرب وقضية العراق : فخا الاتجاه الواحد ؟
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعة
- مالابد منه لفرنسا واوربا في العراق
- الموقع يفتقر الى الحيويه وهو لايساهم في تحفيز واثارة النقاش
- اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه.. ...
- العراق و-حكومة الوحدة الوطنيه - تزاحم المصالح والتناقضات واح ...
- لمناسبة قرب صدورمجلة تعكس موقف التيار الوطني الديمقراطي
- النساء العراقيات لأيغنين للدكتاتوريه: ثلاثون سنة من الصمت
- 100 بالمائه -تقيه -صالحه
- حول حق ابناء الشريف حسين في حكم العراق
- المعارضة الوطنيه والتدخل التاريخي للمرجع الكبيرمحمد حسين فضل ...
- الموقف العربي من منظار عراقي معارض
- عراق أميركا... وعراق العرب الحقيقي
- دور للمعارضة "غير الأميركية" في العراق ؟
- كل شيء تغيّر.. لا شيء تغيّر
- في ((حسنات)) الغزو والعدوان
- صدام حسين والسلطة؟
- المعارضة العراقية والمدخل العربي لإنقاذ العراق
- عراق صدام حسين في حقبته الروائيه
- العراق: قضية ملتهبة فوق صفيح بارد


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .