أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - المعارضة الوطنيه والتدخل التاريخي للمرجع الكبيرمحمد حسين فضل الله : ليست مجرد فتوى بل مشروع قيادة للعمل الاسلامي والوطني العراقي















المزيد.....



المعارضة الوطنيه والتدخل التاريخي للمرجع الكبيرمحمد حسين فضل الله : ليست مجرد فتوى بل مشروع قيادة للعمل الاسلامي والوطني العراقي


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 256 - 2002 / 9 / 24 - 04:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

      كتبت  في العام الماضي معلنا عن وعد تلقيته من المرجع والمجدد الاسلامي الكبيرالسيد محمد حسين فضل الله  بان سماحته سوف لن يتردد في حال تاكدت التوجهات التي كانت تشير وقتها الى قيام "محمية" ما في جنوب العراق في اصدار فتوى بتحريم التعامل مع ذلك المشروع، اليوم اصدر السيد فتواه محرما التعامل مع الولايات المتحده او مساعدتها في عدوانها المقبل على العراق ، فبر بوعده  متحديا الظروف ومتجاوزا اعتبارات كثيرة ومصاعب كانت تحول دون اتخاذ مثل هذا الموقف النبيل ، لقد كنت هذه المرة ايضا في بيروت وحظيت  باروع لقاءاتي مع هذا الرجل الكبير، ورغم التوترات التي ارادت اوساط مرتبكه ومذعورة اثارتها فان السيد كان يجد في تلك المؤشرات سببا يدفعه للمزيد من الانتباه للواقع السياسي العراقي ، وكلما تبين له ان الامور تتجه نحو التدهور احس هو بالمزيد من المسؤوليه ولاحت على محياه علائم العزم واشتعلت فيه روح المبادرة حتىاصبح عازما على الانغماس في المعركه ، لقد كانوا هم يبدون "اعتراضاتهم" عليه و"يحتجون" فيزيدونه اصرارا ويدفعون به الى الأمام .

   كنت قد تاخرت هذه المرة  عن موعد وصولي المعتاد الى لبنان اذ اضطررت لقضاء شهر تموز بطوله في عمان التي وصلتها على وقع الانباء التي ترددت وقتها مشيرة الى تحركات امريكيه تجري على الاراضي الاردنيه تمهيدا للعدوان على العراق وهو مااثار تساؤلات وقلقا شديدا هيمن على الوضع السياسي الاردني ، ثم جاءت خطوة الامير الحسن بن طلال لتفاقم اسباب قلق ظل دفينا واثار لدي انطباعا عن الأيقاع السياسي والشعبي في الاردن لم اكن قد تخيلته من قبل فالتروي والهدوء وقدر من التحفظ في تلقي الاخبار ومناقشتها بدت لي سيدة الموقف وكلما تصاعدت وتيرة الانباء المقلقه كلما راحت التعارضات والاختلافات تبتعد عن ماقد يؤدي للانفجار وتتراجع حدتها شكلا تحت هاجس خوف اكبر بدا مجسدا تحت سطح التطورات القادمه ، وللحظة تصاعدت حدة الخوف على الكيان وصارحاضرا أمام الجميع ، لهذا كانت الندوة التي عقدتها في "مركز القدس للدراسات " يوم 13 تموز قد استجلبت الاهتمام ، خاصة وانها كانت تحت عنوان (الاردن واحتمالات ضرب العراق ) فلقد حضر الندوة جمع من ممثلي القوى السياسيه واساتذة الجامعات والمهتمين والنواب ودار نقاش تميز بالحيويه والرغبة في الوصول الى نتائج ، وبينما كنت قد بدات متوجسا وانا احاول التوصل الى  نداء يطالب السلطة العراقيه بالانفتاح واقامة صيغة من صيغ الوحدة الوطنيه بمواجهة العدوان فلقد ذهب الحاضرون الى ابداء قلق اكبرعلى مصيرهم كاردنيين  فتجلى حرصهم في تلك اللحظة اقرب لاختيار مزيد من الامتناع عن اي قدر من التمايز عن النظام العراقي .

  في الايام التاليه كنت قد حظيت بلقاء لاينسى مع السيد عبدالاله الخطيب وزير الخارجية الاردني السابق جرى في بيته لاكتشف شخصية غاية في الحماسه والهدوء للقضايا العربيه لايخطئ من يراه ولو للمرة الاولى نزوعه العملي ورهافة حسه وانفتاحه ، لقد وافق بعد نقاش مطول على معظم الآراء التي استمع اليها من قبلي بخصوص ضرورة الخروج من مجرد ترديد شعارات مساندة العراق او تكرار ماحدث في الماضي من تسيير للتظاهرات والمسيرات ، ومع اقرار اهمية هذا كله وافق من جهته وبحماس لايخفى على الدعوة التي سبق وعرضتها في الندوه ، مثلما وافق لاحقا السيد عبدالهادي المجالي رئيس مجلس النواب الاردني ورئيس الوزراء السابق والقطب الاساسي في السياسيه الاردنيه ، ومع ان السيد المجالي هو من جيل سابق على جيل عبدالاله الخطيب فلقد كانا متوافقين في الجوهربينما بدا لي السيد المجالي وهو يستقبلني في مكتبه ، عصريا في هيئته وملبسه اكثر من السيد الخطيب وهذه ميزة للاثنين معا .

   كان ينبغي ان اتبع لقاءاتي تلك بالسيد طاهر المصري حتى تكتمل اركان مثلث يكاد يختصر اللوحة السياسية الاردنيه غير ان حظي لم يساعدني فقد كان السيد المصري خارج الاردن وتم الاتصال به وهو في سويسرا فتبين ان غيابه طويل ، وفي الايام التاليه تبلورت فكرة عقد ندوة اخرى تكفل السيد هاني الحوراني رئيس "مركز الاردن الجديد للدراسات" بتهيئتها والتحضير لها وكانت تحت عنوان "الخيارات الوطنيه العراقيه والعربيه واحتمالات العدوان على العراق " واختيرت قاعة فندق "مرمره" وسط العاصمة الاردنيه لعقدها وخلال التداول ارتاينا ان يشترك معي الكاتب الاردني المعروف ناهض حتر بتقديم مداخلة عن "واجبات الوطنيين الاردنيين ازاء العراق " وقد نشرت  مداخلة الصديق حتر الى جانب ورقتي التي دعوت فيها القوى الوطنيه الاردنيه لاطلاق نداء الى السلطة العراقيه في جريدة "النهار " اللبنانيه لاحقا  علما بان  الصحافة الاردنيه كانت قد تناولتهما بالتعليق وكتبت حولهما مقالات عديده .

   ولابد لي من ان اتوقف قليلا عند هذه الندوة بالذات لانها انتهت بالفعل الى نتيجه مرضيه من جهه ولانها عكست من ناحية اخرى موقفا يستحق التنويه من قبل تنظيم حزب البعث العربي الاشتراكي القريب من العراق في الاردن فلقد علمت بان قيادة التنظيم عقدت اجتماعا قبيل الندوة وقررت المساهمة فيها على اعلى مستوى مع عزم على التصرف بايجابيه انعكست بموافقة ممثل التنظيم في نهاية الندوه على المبادرة بعد طلب تعديلات طفيفة وشكليه ومحقه ، ولابد لي ان اذكر بلا دخول في التفاصيل بانني قد تلقيت خلال وجودي في عمان اشارات ايجابيه ومهمه من جانب ممثلي واصدقاء السلطه المقربين هناك وهذا امر يحتاج الى انتظار والى متابعة قبل ان يتحول الى حدث يمكن تناوله ، وبالعودة لوقائع تلك الندوة ساذكرطبعا شعوري العميق بحرارة لقاء يذكر بالايام الجميلة كما تجلى من خلال صدق رغبة الجميع في التوصل الى نتائج عمليه وقلقهم المشروع كما عكسه حرصهم على طرح مختلف القضايا الحساسه وحتى من خلال التصادمات التي تحولت خلال اللقاء الى اعتذارات ورغبة في مواصلة النقاش بلا توقف بعد تجاوز ماهو ثانوي ، كان الحضوريمثل الشريحة الحيويه في المجتمع من ممثلي القوى السياسيه من كافة الاتجاهات ومن الاعلاميين والكتاب والمثقفين والقانونيين وقد انتهت الجلسه كما ذكرت باقرار مبدئي لمبادرة على شكل نداء يوجه الى السلطة العراقية والى "المعارضة العراقيه الوطنيه " منها بالذات للقاء والبحث عن صيغة تتجسد عبرها الوحدة الوطنيه العراقية بمواجهة العدوان الذي تريد الولايات المتحدة شنه على العراق والمنطقه .

   لن اتحدث مطولا عن المصاعب التي كان على ان اتجاوزها في محاولتي تقريب صورة "المعارضة الوطنيه العراقيه " كظاهرة وكامكانيه لاتستوجب في مناخ مناصر كليا للعراق وبالاخص للنظام العراقي ردة فعل حاده ورافضه ومن هذا المنطلق كنت اضطر للعودة في  كل مناسبة ومع كل لقاء الى توضيح معنى هذه الظاهرة وتاريخها واصولها وتركيبها على تعدد اجنحتها وتجمعاتها والاختلاف في وجهات نظرها مع التركيز على الاخص على موقفها من العدوان على العراق ومن الحصار ولقد كان هذا الجهد ضروريا ولاغنى عنه لكي يقرب الى المتلقين الموقف البديهي لهذا التيار في الوقت الراهن على ضوء المستجدات وبظل التهديدات واحتمالات تجدد العدوان ، كنت بالطبع واثقا من ان بقية الوطنيين يفعلون ماافعله وربما اكثر كل من موقعه وهذا ذكرني بتلك الايام التي اعقبت 2 آب 1990 عندما كان جمع الوطنيون متفرقين في الارجاء يبادرون ويتخذون المواقف من دون تنسيق مسبق وحين يتواصلون ويتسنى لهم اللقاء المباشر يجدون انفسهم متفقين وكانهم فعلوا ذلك بتداول مسبق ، ومع التجربه اليوميه والحية كنت اكتشف بالملموس ان هذه الظاهرة التي امتد عمرها لاثنتي عشرة سنه قد سجلت تاريخا غنيا وانها ماتزال تسير على طريق يتميز بالفرادة قياسا الى مجمل تاريخ العمل الوطني العراقي، وبقدر ماتبدو رغم حضورها في مجالات كثيرة مستبعده وغير معترف بها كجسم سياسي محدد ويستدعي الاخذ بالاعتبار ، فهي ماتزال تحتفظ باسباب حيويتها وتستمد حضورها من ضرورات قوية وذات طابع تاريخي تفرض على الواقع السياسي والفكري في العالم والعالم العربي وفي العراق تحديدا تجديدا حاسما في الافكار والممارسات ووسائل العمل الوطني المناهض للامبرياليه ولوجوهها وانماطها الجديده .

   كما بعد 2 آب 1990 تتجدد اليوم تساؤلات فاصلة تفرض على التيار الوطني تشخيص محور اهتماماته فيقف لكي يفكر مليا بماينبغي له التركيز عليه في اللحظة الراهنه ، فالظروف تغيرت الان ولم تعد مسالة اعلان الموقف ضد العدوان والحصار كافيه او تتفق مع ماقد احرزه هذا التيار على مدى السنوات الماضيه من مواقع ومن خبرة وحضورنسبي ففي عام 1990 و1991 ومابعدهما لم يكن تيار المعارضة الوطنيه قادرا على تحقيق خطوات عمليه في اي مجال وهو كان على ابعد تقديرمحدود الدور الى ادنى حد وجهوده لاتتعدى اعلان الموقف ، وحتى هذا كان ياخذ صيغا عده فثمة من كانوا يريدون التعبير عن مواقفهم عبر تشكيلات واطر تنظيميه حتى وان كانت من دون فعاليه وبلا مهمات معلومه مثلما كان هنالك من يميلون الى اعلان الراي وتركيز الجهد على محاولة تمييز هذا التيار سياسيا وفكريا بالدرجة الاولى مع تبني صيغ في العمل تنسجم مع المتغيرات العالميه ومع خبرات العمليه الوطنيه العراقيه ومساراتها وخاصة في مجالات التنظيم الحزبي وتقاليده التي غدت اليوم بحاجة الى مراجعة تتفق مع ضرورات تجديد العمليه الوطنيه .

   لم تكن الجهود العمليه معدومة تماما خلال السنوات الماضيه فلقد جربت خطوات من هذا النوع تحقيقا لشعارات تبناها هذا التيار مبدئيا مثل مسالة "الحوار الوطني" الا ان ذلك قد جرى بحدود لم تكن لتتعدى نطاق تاكيد المبدا ، وفي مناخ مغلق من جانب السلطه وتقف على طرفة المعارض  قوى تمثل امكانية للمستقبل اكثر مما هي اطارله ثقل راهن ، فان نتائج ملموسه لم تكن لتظهر ، وهي على اية حال لم تكن منتظره من قبل من كانوا يعلنونها لهدف ابعد يريد تكريس مفهوم سياسي ومنطق ستراتيجي يعتقدون انه لابد ان يحكم العمليه الوطنيه العراقيه من هنا فصاعدا ، فالتركيز على وسائل التغيير السلمي الشامل والحوار تعني باقل تعديل خيارا يهدف لارساء انقلاب في المفاهيم والممارسات الوطنيه ويناقض اسس ومنطلقات ظلت تعتقد بان النضال ضد الدكتاتوريه هو مجرد قضية راهنه ويمكن حلها بوسائل من نوعها اي بتبرئه نمط من الممارسات العامه تنتمي اليها وكانت جزءا من العملية الاجماليه التي  انتجتها .

   وكل هذه اسباب توضح حدود وامكانات تحقق مفاهيم الحوار الوطني والتغيير الوطني الشامل بقدرما تعين حدود مختلف الجهود التي بذلت في السنوات الماضيه وكانها تريد تثبيت المبدا وهو امر لم يكن يشبه تماما جهودا اخرى انصبت على الانخراط ضمن محاولات العمل على رفع الحصار ففي هذا الميدان بالذات توفرت امكانات اوسع للمساهمة وبرزت جهود الوطنيين المعارضين ومبادراتهم ولو انها لم تفلح مع سواها من الجهود بالوصول الى نتيجة حاسمه وكانت هي الاخرى تتوقف عند تاكيد المبادئ والشعارات التي تميز بها التيار الوطني معلنا على عكس مواقف كافة الاطراف الاخرى عن مطالبته برفع الحصار من دون اي قيد او شرط وكل هذا الارث اصبح الآن يمثل ملامح لظاهرة محددة وملموسه على عكس ماكان عليه الحال عام 1990 ـ 1991 حين كان هذا التيار مجرد موقف افتراضي لاشئ يؤيد تعبيره عن ظاهرة كان لابد لاختبار الزمن ان يقول كلمته بشانها  قبل ان تصبح حقيقه تعكس ضرورة تاريخيه .

  وعلى الاجمال فان ظاهرة جديده كالتي نتحدث عنها ماكانت لتتخلص من قدر من الرضوخ لمنطق "السباق" مع الاطراف الاخرى ، ومايزال الجميع من الاوساط العربيه وغيرها يفضلون ، مع انهم لايريدون ان يساهموا في ذلك ، ان يروا التيار الوطني يقف راسا براس بمقابل التيارات المعارضة التي تدعمها القوى الإقليميه وقوى العدوان ، ويرغب بعض الوطنيين وهم يواجهون بتخرصات المتقلبين والمغرضين والانتهازيين ممن يحلوا لهم تصغير وزن هذه الظاهرة وحجمها كاقل مايمكنهم قوله "بحقها " بقدر من "الحضور" الاعلامي والسياسي دون ان ينتبهوا الى ان هذا الأمر غير ممكن لاسباب يصعب تجاوزها وهي موجودة بقوة في اختلاف الخيارات والاهداف فال"المعارضة " المدعومة اقليميا ودوليا ومن قبل قوى العدوان تعمل اصلا بانسجام مع وعلى ايقاع العوامل الاقليميه والدوليه وهي جزء منها بينما الايقاع الذي يحرك ظاهرة المعارضة الوطنيه موجود في مكان آخروبينما تتحدد مواقف الاولى وحركتها من ضمن حملة دوليه وتتمتع بامكاناتها وتخدم اغراضها ، فان ظاهرة المعارضة الوطنيه تسعى الى التعبير عن النبض الوطني والمصالح الوطنيه المهدده والمحاصره والممنوعة من التعبير عن نفسها وتتحمل بالاضافة الى الحرب العسكريه والعقوبات حرب الاعلام وصنوف التزوير والتشويه والاكاذيب ، ولدينا على ذلك اليوم بالذات مثال يبرز في هذه اللحظة الفاصله جليا من خلال نوع المهمات التي يجد الوطنيون انفسهم معنيين بالتركيز عليها اكثر من غيرها .

   وقد يكون غالبية ممثلي هذا التيار قد سارعوا في الاونه الاخيرة الى اصدار بيانات او عرض افكارواقتراحات حملتها اراء ومقالات تراوحت بين اعلان رفض العدوان والتنبيه الى بعض الحلول الممكنة والضروريه ، الا ان هذا كله كان من قبيل ردة الفعل البديهيه والاوليه بينما الابعاد الحقيقية للمواجهة تتجلى تباعا وتتوضح سواء من ناحية الهدف او على صعيد الخطط التي يزمع الأمريكيون تنفيذها عسكريا وسياسيا ، وحسب مااعتقد فان موجة ادانة العدوان من قبلنا ليست هي المهمة الوحيدة التي علينا ان نتهيا ونوحد جهودنا للقيام بها ، وان قدرا من المهام العمليه غير العادية من الممكن الاستعداد لها اذا كنا نريد ان نكون بمستوى التحديات التي سبق وانتدبنا انفسنا لمواجهتها ، وساتجرا فابادر باجمل هذه المهام في محورين :

ـ  بلورة صيغة مناسبه من اطروحات الحوار الوطني تتفق واللحظة الحاليه وتكون بمثابة موقف عملي وآني يوفر خيارا وفرصة جديه من شانها ان تساهم بقوة في درء العدوان وخلخلة جبهته ومن ثم اضعاف احتمالاته وشروره وهذه مهمة آنيه وراهنه .

    ـ العمل على المستوى الابعد زمنيا بتهيئة شروط وعوامل حماية اللحمة الوطنيه باعتبار المواجهة مديده وطويلة الامد وتتمثل في الجوهر بصراع المجتمع وقواه الوطنيه الحيه ضد مخططات ضرب الوحدة الوطنيه او اضعافها .

   هنا تصبح قضية التدخل التاريخي الذي بداه المرجع الكبيرالسيد محمد حسين فضل الله بفتوى تحريم التعاون مع قوى العدوان جزءا من هموم العملية الوطنيه الراهنه ، وهو مااريد ان أعرضه بوضوح قبل ان اعود لاتحدث عن المسالة الاولى التي بدا العمل على بلورتها في عمان ، فالسيد محمد حسين فضل الله لمن يريد الاعتراض او الموافقة على فتواه لم يتخذ هذا الموقف من باب رفع العتب او لمجرد تسجيل موقف مبدئي ، بل هو قد اتخذ قراره النهائي وعزم على ان يكون جزءا من المواجهه ، لقد جئت اليه حاملا كل تلك الاهتمامات والتحسبات لاتعرف منه على افق كنت اعتقده مشتعلا داخل قلبه المتاجج ، ورحنا نتحادث عن الفراغ الذي قد ينشا او الذي يراهن عليه الأمريكيون آملين من ورائه النيل من وحدة العراق الوطنيه ، فكان معي وصادق باهتمام على توجساتي ثم ذهبنا نستعرض خصائص السياسه في بلادنا ودور البطل والزعيم الشعبي مما جعلنا نتعرض بداهة الى الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر ومااحدثه استشاد الاخير من فراغ نفتقده اليوم فقلت له " ان الضروره وحاجة الامه تضع الأمر اليوم على كاهلكم" ثم سمع سؤالا واضحا " هل ستستجيبون سماحتكم للنداء " فرد بقصيدة من نظمه تقول بان مسالة التضحيه عنده هي الحياة .

   كان قبلها قد قرأ لي ابياتا من قصيدة تبدا بمطلع غزلي لكي يصل الى معنى ورد في اخرها لكنه لم يكن قد  تالق في حينه كما بدا وهو يتقحم عالم الامواج المتلاطمه ، عالم البشر المقهورين المهددين في حياتهم ووجودهم ، ومن هنا ذهبنا لنتحدث كالعادة عن العراق وصلته به فقرا مجددا ابياتا كان قد بعث بها الى صديق يقول فيها بانه هنا في "لبنان " يعاني من الغربة ويملاه الحنين الى ارض عاش فيها طفولته وصباه وتشرب روحها ومازال يتحدث لهجتها افضل مما افعل انا حين اريد مجاملته واتحدث باللبنانيه وكلما فعلت كلما بالغ هو في عراقيته وشدد على "اكو " و"ماكو" ، لم اكن اعرف سوى في التصورات والقراءة او السماع معنى اللحظات الكبيرة وحضور الرجال الكبار وقد عشت الان تلك اللحظة ولمستها حين امكن لهذا الرجل الكبيران يريني خلف نظراته الطفوليه المترقرقه وجه تلك الارض البعيده وقد لاحت مضمخة بدم الشهداء ، ارض كربلاء التي رآها السيد مستحضرا همة اجداده في رحابها رافعين سيف الحق وكلمته ، التي تتجلى اليوم فيه مقتا للتعصب والفرقه وانفتاحا لاحدود له على كل الافكار والتيارات ورفضا لايقبل المساومة لكل ماهو عدواني واستعماري انه صوت الوحدة والانفتاح صوت اجتماع كل العراقيين الى جانب قائذ فذ جاءهم في اللحظة المناسبه .

   تهئ قوى العدوان الامريكي كل الوان الاسلحة والشرور تشتري الضمائر وتجيش من قبلوا الانصياع للمعتدين ، بينما تتهيا لنا ضمانة ضد المخططات السوداء ، في وقت تشتت فيه لحمة القوى الاسلاميه وضاعت اخر الاحتمالات الوطنيه التوحيديه والسلميه التي جسدها محمد صادق الصدر داخل العراق ، ومع هذا العزم الكريم من قبل السيد محمد حسين فضل الله فان الامل في احتشاد تلك القوى يصبح ممكنا خاصة حين يدعم بزخم القوى الديمقراطية واليساريه وكل القوى الوطنيه .

   مهمتان تنتظراننا اليوم آنيه تتصل بمحاولة درء العدوان وبعيدة او متوسطة المدى تنصب على ايجاد ضمانات ضد تمكين الولايات المتحده من ان تستهدف اللحمة الوطنيه العراقيه ولاشئ يمكن ان يصعب على الامريكيين مهمتهم الثانيه التي ستعقب العدوان مثل دور قيادي يضطلع به المرجع الكبير محمد حسين فضل الله  بعد ان اتخذ قراره وبدا يمارس مهمته الجليله .

   هاانني أعلن هذا النبا لاولئك الذين يظنون انهم قادرون على تشويه التوجهات الوطنيه للحركة الاسلاميه او من يعتقدون بان تاريخ العراق ومسارات الافكار فيه ضعيفه او تفتقر الى الاحتياطي غير المتوقع او من  يحلوا لهم التلاعب بااحط الغرائز وحتى باختلاقها مبتكرين طبعات غريبه من الطائفيه في بلد مثل العراق مصدر المذاهب الكبرى والتطلعات الكونيه ابتداء من الابراهيميه الاولى ، وكلي ثقة بان المجرى العام للحركة الاسلاميه الاصيله سوف يميل بقوه نحو هذا النداء الصافي وان قوة الاسلام في العراق سوف تتبع خطى المرجعية والقيادة الجديدة التي يمثلها السيد فضل الله كلما تيقنت بان السيد قد عزم على لعب هذا الدور التاريخي النبيل ، واما على الصعيد الآخر فان مطلب الوطنيين يجب ان ينصب بقوة على اقتراح قيام "حكومة انقاذ وطني" فهذا المطلب يتناسب اليوم مع ماوصلت اليه التطورات في ظل التهديد واقتراب شبح العدوان .

     مرة اخرى سنكون بحاجة الى تبرير مطلب يتعلق كما سبق وذكرنا بالمبادئ لاباحتمالات التحقق الفعلي فحين نطالب القوى الوطنيه العربيه في الاردن ولبنان والعالم العربي بتوجيه نداء للسلطة  للانفتاح واتخاذ خطوات عاجلة وتاريخيه  فاننا لابد ان نقدم تصورنا ومانعتقده مناسبا وفعالا في مثل هذه اللحظة وما يمثل خطوة فعليه  تساهم بقوة في درء العدوان بخلخلة جبهته واصطفافاته ، ومثل هذا المطلب على مااعتقد لايمكن ان يكون اقل من اقامة " حكومة انقاذ وطني " يبادر النظام الى ابداء الاستعداد لتشكيلها فورا من شخصيات وطنية معارضة وتكون مفتوحة على كل من يريد المشاركه ، ودعوني اوضح هنا نقطة جديرة بالانتباه فلقد طالب جلال الطالباني من امريكا بالشئ ذاته ووجه للرئيس العراقي نداء لاقامة ماسماه "حكومة وحدة وطنيه" وهذا مؤشر لاحق على ماكنت قد عرضته في المداولات والنقاشات التي عقدتها مع مختلف القوى والفعاليات الاردنيه وعدت وذكرته في اللقاء التلفزيوني الذي عقدته معي محطة (nbn   ) اللبنانيه مساء يوم 28 /8 /2002 في برنامج "الملف " الذي يقدمه الاعلامي المعروف عرفات حجازي حين وجهت نداء للقوى اللبنانيه الحية والحريصة على العراق لان تبادروتقتدي بالقوى الوطنيه الاردنيه معلنة عن رغبتها ومطالبتها للسلطة بالانفتاح على المعارضة والمعارضة الوطنيه ، ولم انس مطالبة الطالباني بنفس المطلب الذي اعتقد بان الاكراد وفي مقدمتهم الحزب الوطني الديمقراطي سوف يبادرون فورا الى تاييده والاشتراك فيه مما سيؤدي الى قلب المشهد العام ويخلق شروطا مختلفة كليا تحسب لغير صالح العدوان وتضع امامه عقبات وعراقيل كبيرة ان لم تكن كاداء ويمكن البناء عليها عربيا ودوليا بما يجعل الموقف الامريكي غاية في الحرج والارتباك .

   قد يختلف التقدير بين الوطنيين حول الشكل المحدد لهذا المطلب  وقد تختلف التسميات والتفضيلات مابين " حكومة انقاذ وطني " او " حكومة وحدة وطنيه " او "حكومة مصالحة وطنيه " او غير ذلك من التسميات التي لن تغيرفي الأمر كثيرا اذا كان الجوهر يقوم على اعتماد فعلي لخيار التحول الوطني نحو التعددية والديمقراطيه ويريد رهن المواجهة الحاليه بالمشاركة الفعالة لقوى المجتمع الحيه ولاشك كما قلنا بان مثل هذا المطلب قابل للتنفيذ وهو مطلب عملي ، وقبل هذا وذاك ممكن بسبب وجود "المعارضة الوطنيه" التي تمثل اليوم قوة واقعيه قابله لان تلعب دور نواة ضروريه تجسيد هذا التوجه هي والقوى الكرديه قبل ان تتولد اليات اخرى ابعد ستنشا عن هذا الخيار حال تحققه وبمجرد تجسيده عمليا  .

   على هذا المطلب ينبغي لجهود الوطنيين اليوم ان تتركز سواء في نشاطاتهم الاعلاميه وبياناتهم او في العمل الاهم  والاكثر فعاليه داخل الاوساط الوطنيه والقوميه والاسلاميه العربيه  بمحاولة دفع هذه الى دعم المطلب المذكوروتوجيه النداء للسلطات العراقية علنا كي تنفتح على القوى المعارضه ولو من منطلق الاستخدام العملي للاسلحة المتاحة في معركة فاصلة وقد تكون نتائجها كارثيه على الجميع ، ولايمثل هذا التركيز بالطبع اعترافا بهزيمة يتصورها البعض لشعار "الحوار الوطني" الذي هو ثابتة ستراتيجيه ستستمرتتفاعل الى مابعد العدوان الحالي وتقتضي الضرورة الحاليه تكييفها حسب مقتضات اللحظة  بصيغة عمليه تؤكد قوة الترابط بين مسالة الديمقراطيه ومواجهة العدوان والامبرياليه ، لقد سبق وجرى التاكيد على هذه الحقيقة من قبل الكتاب والمعنيين من الوطنيين وحاول هؤلاء ابراز الصله العضويه بين الديمقراطيه وتامين افضل الشروط لمقاومة الهيمينه باشكالها الجديده وبالاخص طبيعتها الاساسيه التي تحول مطلب الديمقراطيه الىسلاح بيد الجلاد والى وسيلة للخداع وذريعه تمارس باسمها اسوا صنوف الهيمنه والعدوان على السيادة وشن حروب الابادة على المعمورة برمتها وبالاخص على الامم والشعوب الفقيرة والضعيفه منها ، وتظل هذه الموضوعة مدار صراع ومحور اختبار سيتوقف عليه جانب هو الاهم في تجديد منظور حركة التحرر العالمي وامكانات تطويره بما يتناسب ومتغيرات الهيمنه الحاليه .

   كلما تقدمنا خطوة ظهرت امامنا تحديات جديده وبرزت في الافق تساؤلات ذات طابع تاريخي وشامل مصدرها الاساسي انقلاب في شروط الصراع بين بلادنا وشعبنا من جهه ومعنا كل شعوب الارض وبين نمط الامبرياليه الجديده الحالي كما تمثله الولايات المتحده لاكقوة عسكريه وثقافيه واقتصادية هائله وحسب ، بل كتحد تاريخي يستوجب اعادة نظر شامله في التصورات والاساليب التي يمكن اعتمادها بمواجهته ، ومع ان الوضع الحالي  يبدو داهما  وتحول منذ عقد من الزمن الى حقيقة معاشه ولكنها مجهولة على صعيد الافكاروالتصورات الضروريه لارساء مشاريع مقاومة مناسبه الا ان بعض المناطق في العالم ومنها بصورة خاصة منطقتنا والعراق بالذات هي الان في موقع متقدم وطليعي وهو موضع اختبارقاس ومدمرلايترك مجالا للانتظار ويستفز العقل والارادة الحيه ويتحدى الطاقة الخلاقة لهذا الشعب وقواه الحيه فيفرض عليه نمطا من  التطلعات تبدوليست من اختصاصه وتتجاوز قدراته فليس من المسلم به ان يكون بلد مثل العراق قادرا على تقديم اجابات مناسبه على ظاهرة عالميه كظاهرة الهيمنة الاحادية الأمريكيه بابعادها التاريخيه وماتنطوي عليه من متغيرات تشمل مجمل الحياة الانسانيه .

    وهذه فرضية لايمكن الاعتراض عليها عندما ينظر الى المواجهة القائمة بين العراق والولايات المتحده بمنظار آني او ظرفي عابركما اعتقدت اوساط كثيرة ذلك في 1990 او كما يصور بعضهم الامور الان معتقدا ان العدوان الذي تزمع الولايات المتحده شنه على العراق سوف يكون فاصلا وينهي المواجهه بانتصار يستتب بعده الأمر للولايات المتحده نهائيا والى الابد ، لقد انقضى العقد الماضي من الصراع ويجب ان تكون لدينا ثقة اكيده بان عقدا آخرسينقضي دون ان يتمكن الأمريكيون من حسم المعركة لصالحهم وستتبدل اشكال وصنوف المواجهة ورموزها وقواها على الجبهة العراقيه وفي غمرة التطورات التي لايمكن تخيل ابعادها الان ستكون الافكارحاضرة وضرورات تجديد الممارسات والتوجهات سيعززها الاختبار العملي الحي والتحدي الشامل مما سيفرض على الطاقات الفكريه العراقية تطلعات ذات بعد عالمي مناسب للشروط الوطنيه والقوميه لبلاد ليست غريبة عن تلك الافاق ولديها اصلا من خصائص  وتوجهات الفكر نزوعا كونيا قديما تجدد في القرون الوسطى اثر نهضة الاسلام وعليه فان على القوى التي كانت مستعدة للخروج على المالوف واختارت الطريق ولو الاولي نحو تاسيسات جديده مناسبه للظرف التاريخي ان لاتجعل ضغوط اللحظة الراهنه تحصر وعيها بحدود ومناخ النهاية اوالهجوم الفاصل .

    وبهذا الافق يجب على الوطنيين اليوم ان ينظروا الى اهمية توفير كل العناصرالتي لها وزن وقيمه في مجال الحفاظ على الوحدة الوطنيه لالحمايتها من التمزق الذي يريده الأمريكيون فحسب بل ولكي توضع في المناخ المطابق لطبيعتها المناهضة للسيطرة والعدوان وهذا مطلب له مدخلان اسلامي ووطني يساري ديمقراطي ، والالتفاف اليوم حول السيد فضل الله ودعم توجهاته هو اجراء لازم وواجب تاريخي لابد  لقوى اليسار قبل القوى الاسلاميه الحية والمتنوره ان تؤديه مع مايتوجب عليها  هي بالذات من مهمات كبيره تخص دورها ومكانتها  .

  فاليسار الديمقراطي في العراق قوة اساسيه ولها نفوذ كبير جدا قل ان توفرلقوى مثلها في اي مكان في العالم العربي والعالم الثالث وهذه تستطيع ان تلعب دورا كبيرا وحاسما في ضمان واعادة بناء اللحمة الوطنيه وتصليبها بوجه الضغوط والمخططات المعاديه  ، ولكن اليسار الماركسي والديمقراطي والناصري والقومي وحتى الاسلامي مشتت وتعرض لاهوال معروفة وتراكمت عليه الاخطاء الكبرى وعانى بالدرجة الاولى من القحط الفكري وهو عموما بحاجة الى تجديد موضوعاته والى الانفتاح على التطورات العالميه وبالاخص الى الاقتناع بان وجوده ووحدته  تشكلان ضرورة للحفاظ على الكيان الوطني وان مسالة الدكتاتوريه في العراق ان هي قد طالت الى هذا الحد وتسببت بما تسببت به فانها تستحق ان تعالج باعتبارها ظاهرة تاريخيه نابعه من الواقع ومن تاريخ العراق وان المسؤوليه في وجودها لاتقع على من يمثلونها لوحدهم بل على مجمل القوى الوطنيه العراقيه ان هذه الظاهرة تمثل بالاصل دليلا على العجز والفشل عن تحقيق المهام الوطنيه الديمقراطيه وهذا العجز موجود في بنيه وافكار وممارسات وتاريخ الحركة الوطنيه العراقية الحديثه وهو نابع من اسباب موضوعيه لابد من البحث عنها واكتشافها في الواقع والتاريخ اي لابد من اعادة النظر في تاريخ العملية الوطنيه العراقية المعاصرة والحديثه من منظارهذه الحقائق لامن منطلقات الهرب من مواجهة الحقيقه واعتبار الدكتاتوريه مرض الآخرين وصدام حسين مخلوقا هبط على بغداد من كوكب آخر.

    استراتيجيه اقامة كتلة من القوى الاسلاميه المتنوره واليسار الديمقراطي تكون نواة اللحمة الوطنيه هي اليوم الهدف الذي يستوعب طاقات الوطنيين ويجب ان يوجه اهتماماتهم وبعد تعيين الضرورات العمليه المباشره كما يفرضها العدوان الامريكي واستهدافاته التي تريد تخريب وحدة الشعب لابد لقوى اليسار من ان تبادر الى قبول الانضواء ضمن تيارعام واسع يجمهع داخله كل الوان الاتجاهات اليساريه والديمقراطيه  من دون تلك الشروط التنظيميه الضيقه التي يمكن ان تقوم اذا اراد من يرى داخل التيارالعام ، وثمة صيغ يمكن بالاحتكام الى غزارة تجربة الحركة اليساريه العراقيه التفكير بها بما في ذلك قيام اطار وطني يساري ديمقراطي ببرلمان واطار تنفيذي يكون بمثابة حكومة ومجلس اعلى اي قيادة بثلاثة غرف تؤمن الصيغة الارحب لقيام كتله كبيره ولها وزن فاعل وتوفر امكانية تمتع تياراتها المختلفة بما تراه ضمن مبادي الاتفاق الاساسيه مع ضمان حق الجميع في التعبير الداخلي الحر واصدار الصحف الخاصه والنشرات والدعوة الىفعاليات خاصه .

     في الاونه الاخيره ظهر الى العلن تيار شيوعي وطني باسم "الكادر الحزبي" يبدو انه اتخذ قراره وبدا يعمل بشبه استقلال عن المركز ، لقد سبق لى ان نوهت في وقت مبكر بهذا التياروذكرته وياللصدفة في نفس المقال الذي نشرته لي احدى الصحف الصادرة في لندن  باسم "الخيانة لم تعد ممكنه في الموضوع العراقي " عندما اعلنت وعد السيد باصدار فتواه ضد قيام المحميه في الجنوب ، اليوم ياتي التوافق مثيرا للاهتمام ويتاكد ان الديناميات الوطنيه تتحرك بقوه في الخارج والداخل ، انني لااريد  لاحد ان يستفز خاصة الحزب الشيوعي العراقي من ترحيبي بهذه الظاهرة التي اتمنى لو ان واقع الحزب الشيوعي يسمح له بان يتعامل معها بتفهم ويقبلها كامر واقع وكحقيقه تتفق مع مجريات التطور الوطني والعالمي ان هذه الظاهرة برايي لن تتوقف ولن تكون الاخيره ورغم انني اخذ عليها  حماستها الزائده وكثرة مساجلاتها الا اننا كنا نتوقع امثالها يوم كنا نعلن آراءنا ونتالم لان الحزب الشيوعي العراقي كان يرفض ادانة العدوان ويتهرب من المطالبه برفع الحصارباسم شرط ازالة الدكتاتوريه وانتسب الى "الموئمر الوطني" وهذه كلها مواقف لاعلاقة لها بطبيعة هذا الحزب ولابموقعه المفترض والمعروف في التاريخ الوطني وهي تضر باليسار عموما وبتراث الشيوعيه ومستقبلها وتمنعها من ان تلعب مع غيرها من القوى العلمانيه دورا في مستقبل الصراع مع الامبرياليه الأمريكيه ومخططاتها والارجح ان مجريات الصراع سوف تفرض ظهور مزيد من التيارات المشابهه لتيار "الكادر الحزبي" او يتوسع هذا التيار نفسه باطراد وقوه في الفترة المقبله على وقع التطورات ..فقواعد الحركة الشيوعيه وجماهيرها وكوادرها هي بالاصل وطنيه وصادقة في معاداتها للاستعمار وللهيمنه بكل صنوفها .

    يهم القراء قبل ان اختم مقالتي ان ابين حقيقة هامة بخصوص موقف المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله ، بعد ان اخذ الجميع يلاحظون  اصرار سماحته على اعلان مواقفه الاسبوعيه التي عادة مايعلنها من فوق المنبر في صلاة الجمعه مواصلا تعبيره عن ارائه في المسالة العراقية وتطوراتها ، وهذه ظاهرة تدخل في سياق التمهيد للمزيد من الانغماس في المسالة العراقيه من باب الفتوى وبهدف تحفيز الراي العام والقوى الاسلاميه العراقيه ولفت نظرها تمهيدا لاستقطابها ، ولكن السيد فضل الله  لايجاهر اليوم بارائه في الفراغ وهو ليس بصدد التاسيس من لاشئ  فهنا ايضا يسير الايقاع نحو مزيد من الحراك والفرز ومن المعلوم ان الحركة الاسلاميه قد شكلت في الشهور الاخيره اطارا جديدا في ايران وسوريا واوربا هو تحالف القوى الاسلاميه الذي حول باقر الحكيم وتنظيمه الى مجرد هيكل اجرد ومعزول يريد ان يستمد موقعا ما من التحادث المباشر مع المعتدين الامريكيين ، ان التحالف الجديد الذي يضم حزب الدعوه وحزبي العمل الاسلامي ومراجع دينيه منها المرجع مهدي الخالصي يرفض العدوان الامريكي ولايقبل البحث ابدا في مسالة التغيير من الخارج او عن طريق العدوان الامريكي خصوصا وهنالك مراجع عديده قد تنضم من هنا وصاعدا الى معسكر الداعين الى تحريم التعامل مع الامريكيين منهم مراجع داخل العراق وفي ايران وهنالك قوى وتنظيمات تبحث عن اطار معاد للامريكيين ويرفض مخططاتهم المعاديه للعراق ووحدته الوطنيه تنتظرتبلوروجهة الرفض وبالاخص تاكدها من بروزمركز قيادي مؤهل يتصدى لقيادتها ..

   اهم هذه القوى  تيار الصدر الثاني الذي سيجد المنضوون اليه  في التطورات الراهنه تحققا لحلمهم بعد غياب قائدهم وتشتت حركتهم ، واهمية هؤلاء تكمن لافي اعدادهم الغفيرة وبنيتهم الفكريه والسياسيه وحسب بل في كونهم آخر الوافدين والمنافي لم تتمكن بعد من قطع اواصرهم مع بلادهم وحيث يصادف الان التطور الحالي بما يفتحة من مخاطر مهوله واحتمالات  فانهم سوف يكونون في الطليعه ولن يلبثوا ان يتردد صوتهم في الداخل من جديد ، لقد سمعت عن مظاهرتهم التي نظموها في دمشق اثناء محاضرة الصديق الكاتب والكادرالاسلامي النشط عادل رؤوف الذي تعذر لقائي به هذه المره وتالمت لنبا اغلاق مجلته الرائعه "دراسات عراقيه " مع اننا تحادثنا في الشؤون الوطنيه والاسلاميه وفي هموم العراق طويلا من خلال التلفون وفرحت بقرب صدور كتابه الجديد والهام في سياق الاهتمامات التي تشغلنا وتشغل جمعا كبيرا من كوادر الحركة الاسلاميه الذين سيشكلون قوة جاهزه وحيه حول سماحة السيد .

      الأمريكيون يحشدون ويتهياون لشن عدوان آخر بعد فصول من العدوان والحصار الرهيب ... وشعبنا يتعلم دروسا وخبرات ويستنفر حسه التاريخي والحضاري الغني ، الملئ بالاحداث الكبرى والتحديات ، ويبتكر ، يبدع اسباب صموده ومقاومته .. ودائما يتقدم ولاينهزم



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف العربي من منظار عراقي معارض
- عراق أميركا... وعراق العرب الحقيقي
- دور للمعارضة "غير الأميركية" في العراق ؟
- كل شيء تغيّر.. لا شيء تغيّر
- في ((حسنات)) الغزو والعدوان
- صدام حسين والسلطة؟
- المعارضة العراقية والمدخل العربي لإنقاذ العراق
- عراق صدام حسين في حقبته الروائيه
- العراق: قضية ملتهبة فوق صفيح بارد


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - المعارضة الوطنيه والتدخل التاريخي للمرجع الكبيرمحمد حسين فضل الله : ليست مجرد فتوى بل مشروع قيادة للعمل الاسلامي والوطني العراقي