أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟















المزيد.....

في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مفهوم "الراسمالية الزراعية" والكيان المركب ؟؟؟؟؟
عبدالأميرالركابي

قد يكون هذا المقترح صادما، كما قد يعتقد البعض ان المذكور في العنوان غير جائز "علميا"، ذلك ان " الراسمالية" و" الزراعة" لايلقتيان، وان المفهوم مدار البحث هو من المعطيات المطابقة للعصر الصناعي وصعود البرجوازية. وللرد على هذه التحفظات نختار توسيع مجالات مانطلق عليه "علما" فوضع الحدود المسبقة على المقترحات والافكار بخصوص اي من المفاهيم او القضايا مهما كان شكلها او طبيعتها، امر مخالف لجوهر العلم، من جهة اخرى يمكن الاحتجاج دائما بان سطوة المفهوم الغربي ليست نهائية، وانها لاتجبر من يجد لديه من الاسباب مايخالفها ان يفعل مايعتقده بشرط ان يتوفرعلى اسانيد معقولة.
والمؤكد ان مايجعل أية انتباهات لظواهر تاريخية وإجتماعية مختلفة خارج اوربا غير مقبولة، انما يتاتى من الحم القطعي الذي يعتبر ملزما في العصور الحديثة، على اعتبار النموذج الغربي قمة واجبة الاتباع ولاغية للخصوصيات الحضارية خارجه، هذا المفهوم الذي لايخلو من ظلال عنصرية حضارية، هو من بقايا تعصبات باقية او عالقة بالحضارة الحديثة، وهي كانت موجودة كنقص تجلى بمختلف الاشكال في ماضي الحضارة والتاريخ.
واي متبصر يجوز له ان لايقتنع مثلا بمايقال حول لا "مرحلية" الانماط "غير الطبقية"، اي تلك التي عينها ماركس في "المادية التاريخية" مثل مرحلة الاقطاع او البرجوازية الحالية، فالمواضع التي لم تمر بتلك المراحل هي من ناحية ما، متعدية للمراحل الطبقية، الا ان التراتبة والصراعية التي تولد الديناميات ليست طبقية حصرا ولادائما، فالعراق مثلا تميز تاريخه بتراتبية صراعية عمودية بين تشكلين اجتماعيين هما، مجتمع "لادولة" و " مجتمع دولة " قاهرة تركب عادة في الاعلى ،وهذا الانشطار العمودي قديتضمن في بعض الحالات تفوقا على "الكلاسيكي" منها، اي تلك التي نموذجها الحالة الاوربية، فعلى سبيل المثال لم تجر مقارنات مدققه بين الحقبة الحضارية العراقية الاولى اقتصاديا، وصولا الى العهد البابلي الاخير، وبين اي الامثلة في عهود العبودية الاوربية او الاقطاع، واين يمكن ان توضع منها وباي منها تقارن.
اما الحقبة العباسية، فلقد وردت بشانها تساؤلات موحية تقول بانها كانت على اعتاب الانتقال الى الراسمالية، والغريب انها لم تنتقل في حينه، ورد ذلك التساؤل في كتاب للطيب تيزيني صدر في السبعينات عن رؤيته للتاريخ العربي في العصر الحديث، ويتوقع المرء ان ياتي مثل هذا التساؤل من اقتصادي مختص، او من مؤرخ اهتم بهذا الجانب من التاريخ العراقي في الزمن العباسي مثل "عبدالعزيز الدوري" الذي درس التاريخ الاقتصادي للعراق في تلك الفترة، غير ان هذا السؤال ليس في محله على مايبدو، فالإهتمام بالتاريخ الاقتصادي يمارسه ومارسه حتى الان، مؤرخون وباحثون في التاريخ، والسبب ان الاقتصادين لايبدون القدر اللازم من الاهتمام بالتاريخ الاقتصادي للمنطقة، وهم على الاجمال مقلدون من حيث الاعداد والاسس، ينتمون لمفاهيم هي من منطلقات وترسانة الغرب، مع انهم يمتلكون هنا في العالم الذي يعيشون فيه، مادة بحث وابداع بمنتهى الغزارة، ويمكن ان تكون مصدر ابداعية وتميز، على الاقل على مستوى الفرضيات وطرح الاسئلة.
لست اعتقد بان مكانا اخر غير العراق يمكن ان يصبح عينة نموذجية للبحث عن مثل هذه الاحتمالية، سواء على مستوى ضخامة الريع التجاري، وشبكات التجارة العالمية وقوافلها التي كانت تصب في بغداد ومنها عبر القارات، او الامتزاج الحيوي بين هذا النشاط الاستثنائي غير المسبوق على مستوى العالم، وبين الزراعة، ولايمكننا ان نفصل هذا الصعود الاقتصادي الهائل في العصر الوسيط، عن الديناميات المتعلقة بالسلطة والممارسة الامبراطورية، فالعراق موقع امبراطوري تقليدي، عرف هذا النوع من التنظيمات لاسباب تتعلق باشتراطات بنيته الحضارية التي من طبيعتها الحتمية ان تتوفرعلى شبكة هائلة من قنوات الري والسدود والنواظم، تكون عالية الاتقان، وترفع سوية المتحقق التكنولوجي الى اعلى مستويات معروفة في عهود ماقبل الصناعة( هنا وجد الدولاب ارفع المبتكرات التكنولوجية الانسانية الى الوقت الحاضر)، هذا المظهر او الاشتراط الطبيعي، مصدره عوامل متداخلة من معاكسات الطبيعة للعملية الانتاجية، اولها مجافاة النهرين العظيمين للدورة الزراعية وطغيانهما وتهديهما المرعب للجهد البشري المبذول، عدا عن رخاوة الارض وطينيتها، الامر الذي ينتج ازاحات وتغيرات لمواضع الزرع، ويثير تصادمات لاتنتهي بين الزراع، وسوى ذلك فان الطبيعة في جانب الطقس والمناخ قاسية وهوجاء صيفا وشتاء، فالامطار والوحول في ارض طينية غرينية، يقابلها لهيب الصيف الحارق، ثم تاتي في ارض السواد معضلة تهديد الغزوالقادم من جميع الجهات مايثير حاسة جنون الحدود، بالاضافة لجنون حدود الداخل بين الجماعات المنتجة المساواتية. فهذا المصب البشري الخصب محاط من جميع جهاته بجبال وصاري جرداء، تدفع نحوه بسلالات وجماعات مثل مصب بشري، سوى ذلك، هنالك الضغط المسلط من الحكومات القاهرة، وهذه عادة تركب فوق المشاعات المنتجة، وخارجها من سلالات متضامنه مسلحة، تقيم لنفسها مدنا محصنة تمارس سلطاتها انطلاقا منها بتجريد الحملات والغزو المسلح الداخلي لحلب الريع، في حين تظل داخل مدنها المحصنه تعاني العزلة، ولاتتعدى سلطتها دائرة المدن والقلاع المتحصنة داخلها.
كل هذه الاسباب بالمقابل، و العملية الانتاجية اصلا لاتفرز سلطات منفصلة من داخلها، واوجبت العمل التعاوني التشاركي وغذته بالنزعة المساواتية المشاعية الديموقراطية في مجتمع قام بالاصل ك " نظام لادولة"، لاتستقيم العملية الانتاجية فيه بوجود اية سلطة مفروضه من الخارج، ماجعل حياة العراق احترابا ترجيديا مستمرا، تنشا فيه الدول المدن وتنهار لتقوم غير ها الى الشمال منها، ودائما الى الشمال مع اتساع مساحة المجتمع اللادولوي على امتداد ارض السواد واكتمال تشكله، اكد شمال سومر، وبابل شمال اكد، وبغداد شمال بابل، لاسلطة قاهرة منفصلة يفرزها بحر المشاعات الزراعية، فاذا ارادت الدول الفوقانية ان تعيش في توازن وتستمر، اجبرت بفعل قوة ودفق الضغط من اسفل على الخروج من منطق المركزية الجغرافية الى التعددية الكيانية، ما يفضي حكما نحو الامبراطيوية.
لست اريد هنا التركيز على الطابع المركب للكيان العراقي بذاته، ولا لخاصياته الكونية الامبراطورية ( قامت هنا ست إمبراطوريات ) مع مترتبات النظر في مثل هذا التكوين وفرادته، غير انني اريد ان ابين بهذه المناسبة جانبا من عناصرقوة الدينامية الكيانية، ومستويات دفعها لاشكال النشاط الاقتصادي المتعدي للزراعة، ففي مصر حيث الديناميات ضعيفة، والمجتمع ساكن، والدولة المركزية تهيمن على المجتمع، يتعذر اتساع مدى النشاط التجاري بالتوازي او التداخل مع العمل الزراعي، هذا غير انعكاسات ذلك على الصنعه، والاصناف وتطورها، وكل هذه في نهاية المطاف تولد ديناميات اخرى اجتماعية وثقافية ثرة، وتمتاز بالحيوية والغنى والابداع الكوني ( ماتزال الف ليلة وليلة هي كتاب الكتب ورواية الروايات ).
وانا اعلم ان ماافعله هنا هو مجرد اشارة، وان اثباته او تقنينه يحتاج الى جهود جباره مختصة ومهتمة، غير ان الاشارات التي من هذا النوع، يمكنها ان تحمل مامتاح من الاسئلة الموقظة للرغبة في معالجة هذا الموضوع، ويمكن للمرء ان يتساءل عما اذا كان العراق الحالي على سبيل الاحتمال، قد عبر التحول الراسمالي نحو طور اخر من الانتاج، وان دينامياته الموروثة قد تكون مازالت قادرة على ان تعمل عملها، كأن يذهب العراق نحو "الانتاج المعرفي" بعد فشله في التحول الصناعي،( هل هذا وارد او ممكن؟) وانتهاء الغلبة الزراعية التقليدية لصالح ريعية مفقرة، فتجربة العراق الريعية النفطية تكرر هي الاخرى تاريخ العراق وايقاعه القديم مع الثروة المائية، فهو مثلا خسر خلال الحرب العراقية الايرانية 1980 / 1988 كل مدخوله من النفط من الثلاثينات الى الثمانينات، ليس هذا وحسب بل هو خسر خلال حرب عاصفة الصحراء عام 1991، والحصار الاقتصادي الذي هو اقسى حصار اقتصادي فرض على دولة في التاريخ، جزءا هائلا من مداخيله وصولا الى الحرب عام 2003 ومابعدها، مع تدمير كل المنشات الصناعية وايقافها عن العمل، وتحول البلاد الى بلد مستورد، الانتاجية فيه صفر، بحيث تصبح الموارد النفطية التي يتم الحصول عليها الان، آنية المفعول ولادارة الحياة اليومية، بدون اي مردود له طابع الديمومة، في حين لم يبق في العراق اي تراكم او مدخرقابل للاحتساب في اي مجال.
ومع ان الانتقال من تلك السيرورة لطور اعلى يعد من باب المعجزات، الا ان ظاهرة "الانقطاع الحضاري" وهي من خاصيات تاريخ هذه البلاد، يمكن ان تدلنا على احتمال ما، فالعراق وصل الى مايقرب الفناء خلال فترتين طويلتين امتدتا لقرون، الاولى استمرت من سقوط بابل في القرن السادس قبل الميلاد الى الفتح العربي في القرن السابع، والثانية من القرن الثالث عشر 1258 مع سقوط بغداد على يد هولاكو، الى القرن السابع عشر، حين لاحت نذر عودة تشكل اجتماعي ابتداء من التشكلات القبلية في جنوب العراق. وقبل القرن السابع عشر، كان العراق قد وصل عدد سكانه الى مايقل عن المليون، بعد ان كان ايام العباسيين يعد 31 نسمه، واذا جعلنا هذه الامثلة منطلقا للامل بحدوث تحول ما، واستطاع العراق ان يصل الى قدر من التوازن الضروري، وينهض بناءعلى محركات ووسائل تؤمن القفز، مع تحقق شرط الجانب العقيدي الذي لاغنى عنه كاطار، بحيث يذهب مباشرة نحو عالم مابعد الصناعة، فماذا سيكون وقتها نوع التصنيف الذي يطلق على الحالة العباسية او البابلية، او الحالية المقوقعة من هنا فصاعدا، وهل يمكن الحديث عن "اقتصاد سياسي" مختلف، له قواعد ومقاييس وآليات خاصة، مقارنة بالاقتصاد السياسي الكلاسيكي الاوربي او بتصنيفات المراحل التاريخية الواردة في المادية التاريخية.
الشيء الجدير بالتنويه هنا ولاشك، هو مدى تنوع الحياة وسعة إحتمالاتها وغزارتها، والاهم هو قدرتها التي لاتنضب على التبدل، وعلى التقدم الى امام من دون توقف.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد المحمدية: الابراهيمية تنقلب وتتجدد
- الماركسية ماتت لكنها لم تدفن
- العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
- معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي
- حرب المتغيرات الكبرى: أميركا ومعضلة تدمير الدولة العراقية
- العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .
- المثقفون العرب وقضية العراق : فخا الاتجاه الواحد ؟
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعة
- مالابد منه لفرنسا واوربا في العراق
- الموقع يفتقر الى الحيويه وهو لايساهم في تحفيز واثارة النقاش
- اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه.. ...
- العراق و-حكومة الوحدة الوطنيه - تزاحم المصالح والتناقضات واح ...
- لمناسبة قرب صدورمجلة تعكس موقف التيار الوطني الديمقراطي
- النساء العراقيات لأيغنين للدكتاتوريه: ثلاثون سنة من الصمت
- 100 بالمائه -تقيه -صالحه
- حول حق ابناء الشريف حسين في حكم العراق
- المعارضة الوطنيه والتدخل التاريخي للمرجع الكبيرمحمد حسين فضل ...
- الموقف العربي من منظار عراقي معارض
- عراق أميركا... وعراق العرب الحقيقي
- دور للمعارضة "غير الأميركية" في العراق ؟


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟