أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الكبرى الثلاث ومابعدها2/2















المزيد.....

هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الكبرى الثلاث ومابعدها2/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4615 - 2014 / 10 / 26 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو الانقلاب لابل الثورة في مجال ومفهوم الوطنية العراقية، وكانه ضرورة مؤجله ليس للعراق من وجود ممكن ومستقبلي من دونها، وحتى ذلك الحين تبقى الايديلوجيا، او الانطباعية الذاتية هي الغالبة، في حين يستمر نفوذ حالة هي أقرب للاولية والبدائية، مظهرها الطاغي التبعثر في الرؤى، لدرجة انعدام وحدة التقييم والمقاييس، فماتزال الاحداث المعاصرة والقريبة تفتقر لاي حد او مستوى معقول من الاتفاق، ناهيك عن الاجماع، كما ماتزال مقاييس الحكم وقواعده محالة الى القييميات، والمناقبية، فعبدالكريم قاسم رئيس الوزراء بعد ثورة 14 تموز، مازال يدور الجدل حوله احيانا، انطلاقا من كمية ماكان يحمل في جيبه من نقود يوم تم قتله، مايثبت نزاهته االتي تعادل "وطنيته" التي هي مفهوم غامض هي الاخرى، فالاختلاف حول مسمى "وطنيه" يخضع لاعتبارات وزوايا النظر الحزبية احيانا، والجهوية، او غيرها من محركات الراي والموقف، فلا منظور عراقي موحد بهذا الخصوص،برغم ان التعبير شائع جدا، ومتداول على نطاق واسع ومكثف. والاحزاب الايديلوجية على الرغم من ادعائها تعبيرها عن خيارات عصرية متقدمة، الا انها لم تسهم في بلورة مثل هذا المفهوم، او تساعد على ذلك، بقدر ماعملت على العكس، على ابقاء الحال على ماهو عليه، ان لم تكن اسهمت في زيادة الابهام المحيط به بفعل تناحرها.
ولايوجد في العراق ادب سياسي قائم على اسس ومنطلقات غير حزبية ودعائية مجانبة للموضوعية، وفي افضل الحالات يمكن انتظار اعمال توثيقية موسعة، كما فعل حنا بطاطووهو ليس بعراقي، او ان نقرا تحليلات تقنية اقتصادية اكاديمية، تسقط منظورها وجداولها على الواقع السياسي والاجتماعي، بينما يلعب البيان والتقرير الحزبي الدور الاول في مجال تشكيل الرؤى، وبالمقارنة على سبيل المثال بحالة مصر، لايوجد في العراق انور عبدالملك، ومحمود حسين، ولا شهدي عطية الشافعي، فلا ميدان اسمه الادب السياسي او النظري يمكن العثور عليه هنا، لدرجة ان المرء ينتهي بعد مراقبته المشهد وفحصه، لا الى فهم مايجري، بل الى مزيد من الجهل بالظواهر والاحداث.
واذا تجاوزنا مثال عبدالكريم قاسم، وانتقلنا الى تجربة كبيرة وضخمة، مثل تجربة حكم حزب البعث 1968 /2003 ،فان الامر يصبح اكثر فداحة وماساوية، فعلى مدى 35 سنة عجزت القوى المناهضة لهذا الحكم، او المتفاعلة معه والمتصادمة، عن ان تقدم عنه اي تقييم يرقى لمستوى المعرفة على حسب قواعد علم الاجتماع، او الماركسية كما يدعي اصحابها، وماتزال موجة طاغية من الاحكام القيمية من مثل "الفاشية"، و"الدكتاتورية"، و"الصدامية"، تتداول كشتيمة، تعكس في العمق هروبا تلجا له القوى التي تستعملها، يعكس عجزها عن مواجهة مظهر قصور تاريخي فادح، جسده نظام البعث مع نهاية الستينات بوصول جناحه السلطوي العشائري الى الحكم.
ويندرج ذلك الحدث في باب المناسبات الفاصلة، حيث الاعلان الواقعي عن هزيمة مشروع الحداثة الحزبية الايديلوجية، كما آلت اليه الاوضاع بعد عشر سنين على ثورة 14 تموز، واثبت بما لايقبل الجدل، فشل قوى الوطنية الحزبية في الاضطلاع بمهمة قيادة الوطنية العراقية، وتأمين اهداف واغراض الثورة، فكما كان الحال مع الثورة الثلاثية القبلية 1789في حينه، ومع ثورة 1920 وتوقفها دون تحقيق اهدافها، هزمت ثورة 14 تموز 1958، فكانت المحطة والاستعراض الثالث في تاريخ التشكل الوطني وانتكاسات حقباته الكبرى، على طريق بلوغ لحظة اكتمال التشكل الوطني النهائي.
كانت الفترة مابين 1920 /1958 هي اللحظة التي تسنى فيها للقوى الحزبية الايديلوجيه تصدر العملية الوطنية، وقد تمتعت هذه باعلى زخم جماهيري يمكن تصوره، وضعها بموقع القيادة في وقت قياسي، كما هيأ لها الاسباب كي تتمتع بدفع جماهيري كاسح ومتدفق، وكانت القوى المذكورة ووفقا لطبيعتها الفكرية والسياسية المعلنة، وكما هو مفترض، قد اكدت طموحها الكبير متمثلا باقامة مشروع وطني عصري حديث، بدا عند الخمسينات وكانه على وشك التحقق، ويتمتع بكل مقومات الانتصار الكاسح، والغلبة في جميع الميادين، غير ان مثل تلك الامال لم تتحقق، وغرقت البلاد بعد عام 1958 في الاحتراب، ولعبت التشكيلات الايديلوجية الحزبية دور الكابح والمعيق، لابل والمتسبب في حرف وتزوير اتجاهات الحركة الوطنية، وادخالها اتون صراعات لاتلبي حقا جوهر المتطلبات التي تدل عليها الضرورة.
لقد انتهى هذا الفصل بعد عقد من الزمن، الى هزيمة تلك القوى بكل اتجاهاتها الرئيسية، القومية والطبقية والليبرالية، فالبعث نفسه جرى تحويره وسرقته، ليصبح حزب سلطة عشائرية مقنعة بالحزب العقائدي، ومرتكزه للريع النفطي، وهذا التحوير والتحول، انهى اي فرصة او امل في ان تواصل اية قوة حزبية ايديلوجية بعد ذلك التاريخ، المشروع الحداثي العصري التي كانت تعد به، مايشير الى انتصار البنية الموروثة، هذا في حين سرى ماقد حدث لحزب البعث، على بقية القوى بدرجات ومستويات تزايدت مع الوقت، وتغلغلت ضمن بنية تلك القوى.
مثل هذه المقاربة لايقبلها الايديلوجيون، وهم يرفضون مخطط الصعود الحداثي العصري الحزبي الايديلوجي بداية، ومن ثم تهاويه وهزيمته لصالح البنى الموروثة الراسخة عن طريق احد تلك القوى او الاحزاب، كذلك فان هؤلاء لايريدون رؤية هزيمة وانهيار مشروع الحداثة العراقي، وطوفان فعالية ونفوذ قوى ماقبل الدولة الكاسح، لابل ان هؤلاء يبررون الان ايديلوجيا ايضا، التحاقهم بالمشروع الذي تتصدره قوى ماقبل الدولة ونظامها، باحثين عن فتات "حداثة" وديمقراطية مستحيلة بظل طغيان نظام وقوى ماقبل الدولة والحداثة.
لكن رفض هذا النوع من التقييم لايقلل من كونه يتفق مع مجريات واقع العراق الحديث، وهو الذي يعطي لحكم البعث دلالته الاعمق كما يقترب من توصيف الوضع الحالي، ويفسر موقعه كانغلاق في الافق الحداثي،وهزيمة، خارج الشيطنه الايديلوجية اللاواقعية، والشتمية. ويبقى بعد ذلك البحث عن اشكال تجلي الاعتراض على تلك الحقبة، وعلى مساراتها ومناحي خروجها عن الخط المطابق لجوهر العملية التاريخية، وفي هذا المجال سيكون الاختلاف حادا جدا، مع انه يجب ان يخاض بلا تردد، فالحقبة المنقضية، او المندحرة من تاريخ الوطنية العراقية، اي "الوطنية الحزبية"، ينبغي ان يصفى معها الحساب كليا، تحت داعي تجاوزها نحو الحقبة او المرحلة الرابعة العليا من تطور الوطنية العراقية.
ولابد لاعمال ومتابعات من هذا الصنف، ناهيك عن الملتقيات البحثية، والندوات، ان تتواصل على طريق تاسيس وتوطيد الرؤية البديلة، واخراج ماقبلها نهائيا من دائرة الفعل او الحضور، لكن النقاشات والبحث لن يكونا ممكنين من دون اسس ومنطلقات راسخة، لابد من توفرها كاساس على صعيدي السردية والحقائق المغيبة، ولاشك ان ذلك سيكون من قبيل اللحظة الابداعية التاريخية، وسط حالة مريعة من الانهيارالكارثي الفاصل بين حقبتين ومرحلتين، الثالثة الحزبية الايديلوجية المتراجعة المنهارة،والاخيرة العليا التي نحن متجهون نحوها.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار
- لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب ا ...
- من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟
- التساؤلات التي لاتطرحها قوى العلمانية العراقية على نفسها؟
- صراع مجتمعي بدل الطبقي.. ابراهيمية جديدة بدل الماركسية
- في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟
- مابعد المحمدية: الابراهيمية تنقلب وتتجدد
- الماركسية ماتت لكنها لم تدفن
- العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
- معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي
- حرب المتغيرات الكبرى: أميركا ومعضلة تدمير الدولة العراقية
- العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .
- المثقفون العرب وقضية العراق : فخا الاتجاه الواحد ؟
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعة
- مالابد منه لفرنسا واوربا في العراق
- الموقع يفتقر الى الحيويه وهو لايساهم في تحفيز واثارة النقاش
- اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه.. ...
- العراق و-حكومة الوحدة الوطنيه - تزاحم المصالح والتناقضات واح ...
- لمناسبة قرب صدورمجلة تعكس موقف التيار الوطني الديمقراطي


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الكبرى الثلاث ومابعدها2/2